منتدي الدعم الفني وضمان الجودة بطما

نحن سعداء بوجودك معنا إذا كنت عضوا تفضل بالدخول وإذا كنت زائرا يسعدنا جدا أن تصبح من أسرتنا وأن تساهم معنا في نشر فكرِ تربوي راقِ

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي الدعم الفني وضمان الجودة بطما

نحن سعداء بوجودك معنا إذا كنت عضوا تفضل بالدخول وإذا كنت زائرا يسعدنا جدا أن تصبح من أسرتنا وأن تساهم معنا في نشر فكرِ تربوي راقِ

منتدي الدعم الفني وضمان الجودة بطما

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شاركنا بأفكارك لنصنع معا مستقبلا أفضل

شاركنا جهود التطوير لا تشاهد وترحل


    هكذا يربى اليهود ابناءهم ج1

    سيد حلمى سيد
    سيد حلمى سيد
    مشرف المنتدى القانوني
    مشرف المنتدى القانوني


    عدد المساهمات : 745
    نقاط : 2145
    تاريخ التسجيل : 23/03/2009
    العمر : 46

    هكذا يربى اليهود ابناءهم ج1 Empty هكذا يربى اليهود ابناءهم ج1

    مُساهمة  سيد حلمى سيد الأربعاء أبريل 21, 2010 7:51 am

    يقول يوري إيفانوف في كتابه: «الصهيونية حذار!»: إن دائرة
    الأفكار التي يسمم بها الصهاينة عقول أطفالهم والتي يرجى منها أن
    تستقر في أفهامهم تبدأ عادة بالتوراة. ويؤكد أندريه شوراكي في
    كتابه: «دولة إسرائيل» أن جميع اليهود يعمدون إلى الرجوع في كل
    مناسبة إلى الماضي الذي تضمنته التوراة وروح الأنبياء، وإلى
    الدور التاريخي والروحي للشعب اليهودي؛ أي إنهم يرجعون إلى قلب
    التراث الضخم الروحي والفكري والأخلاقي والقانوني للتاريخ
    العبري.

    أما فيكتور مالكا فيرى في كتابه «مناحيم بيغن: التوراة
    والبندقية» أن اليهود استقوا من توراتهم تعليمات في أعمال العنف
    واستخدام القوة. فقد جمعت قوانين الحرب في العهد القديم في سفر
    التثنية، وهي تحدد لهم أسلوب الاستيلاء على المدن، وأسلوب
    التعامل مع أهلها، وهذه القوانين يعدها القادة الإسرائيليون
    مصدراً للوحي وشريعة مقدسة لاستئناف البعث اليهودي في فلسطين،
    على أساس أن كل جريمة تصبح شرعية وقانونية مـن أجـل تحقيق وعــد
    الــرب.
    ولعلنا نستشف من هذا الكلام المصدر الذي ينهل منه الصهاينة
    أفكارهم وأسلوب حياتهم وهو التوراة؛ ولكن الوسيلة التي تتم من
    خلالها عملية نقل هذه الأفكار والتي تنتج الاحتلال والتمييز
    والتفرقة والعنصرية والتعصب هي مناهج التعليم في المدارس
    والجامعات الإسرائيلية؛ وهو ما أجملته الدكتورة الإسرائيلية
    تسيبورا شاروني في مقدمة حديثها عن التوجه القومي في برامج
    التدريس في المدرسة العبرية ـ ضمن يوم دراسي في الكلية
    الأتوثوذكسية بمدينة حيفا في عام 1988م ـ بالجمل الآتية: «إن
    جميع الجنود ممن يؤدون الخدمة العسكرية في المناطق المحتلة...
    أولئك الشباب الذين يسكنون أور يهودا... حيث عمليات إحراق العمال
    العرب... إن ذلك كله نتاج مدرستنا... نتاج البرامج التعليمية...
    نتاج التربية الرسمية وغير الرسمية... ولكن للتربية الرسمية نصيب
    الأسد في ذلك. إذ لم ترد كلمة واحدة في البرنامج التعليمي لليهود
    حول التطلع للسلام بين إسرائيل وجاراتها... فمثلاً من منا يذكر
    كتاباً واحداً في الجغرافيا فيه اسم جبل باللغة العربية؟ لا وجود
    لهذا على الإطلاق؛ فالطلاب يتعلمون ذلك، وكأنه خلق هكذا...
    الأسماء العربية لا وجود لها على الإطلاق ... أنا لا أتكلم عن
    قرى عربية تم محوها .. لا يذكرونها قطعاً ... هل هذه تربية؟...
    وماذا يعني كل هذا؟... لا يوجد في الصفوف إطلاقاً خارطات تشمل
    الخط الأخضر... أرض إسرائيل الكاملة في جميع الخارطات بما فيها
    القدس والجولان والضفة الغربية وقطاع غزة بوصفها جزءاً من دولة
    إسرائيل».

    الصهيونية والدين اليهودي علاقة وثيقة:
    ليس تأثير الدين اليهودي والمتدينين طارئاً على دولة إسرائيل؛
    فمنذ انطلاقة الحركة الصهيونية وهذا التأثير ملازم لها؛ إذ يشير
    ناجي علوش في كتابه: «الأساطير والوقائع الصهيونية والأمة
    العربية» أن اليهود في أوروبا الغربية عندما نشأت الحركة
    الصهيونية كانوا يمرون بنوع من الانعتاق؛ ولكن الانعتاق أخافهم؛
    لأنه يقود إلى الاندماج.
    ولكن يهود أوروبا الشرقية كانوا متدينين وأكثر تمسكاً بالتوراة
    وطقوسها. ولم يجد رواد الصهيونية السياسية إشكالاً في ذلك،
    ووجدوا الحل بدمج الصهيونية السياسية، بالصهيونية الدينية.
    وهذا ما قاد الصهيونية السياسية إلى تبني الأفكار والرموز
    الدينية المألوفة لدى الجماهير وتحويلها إلى رموز وأفكار قومية
    في صياغة شبه دينية للبرنامج الصهيوني ليكون محل قبول من كافة
    التنوعات الاجتماعية والعرقية والحضارية والثقافية ليهود أوروبا.
    وطبيعي أن يقود هذا إلى علاقة وثيقة بين الصهيونية والدين
    اليهودي.
    ويضيف العلوش أنه على الرغم من أن الصهيونية بدأت من رجال يبدون
    علمانيين إلا أن رواد الحركة الصهيونية اندفعوا إلى الدعوة
    للتمسك بالدين وإحياء علومه ولغته ومحاربة الزواج المختلط.

    التربية العبرية تحفظ اليهودية!
    يقول الباحث الفلسطيني فارس عودة: لعل الدارس لطبيعة المجتمع
    الإسرائيلي يلاحظ تلك الملاءمة والتوافق القوي بين أهداف التربية
    اليهودية من جهة وأهداف الحركة الصهيونية وحاجات المجتمع
    الإسرائيلي من جهة أخرى، فلقد كانت التربية اليهودية بخلفيتها
    الدينية والتوراتية التلمودية العنصرية، وبفلسفتها المستمدة من
    تعاليم الصهيونية العدوانية، هي الوسيلة الأولى والأهم التي
    استخدمت لتحقيق أهداف الصهاينة في إنشاء دولة إسرائيل وبقائها.
    لقد جعلت الصهيونية التربية أحد الأسس والركائز التي تعتمد عليها
    لبناء جيل يهودي ووطن صهيوني.
    وهو ما أشار إليه مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل في يومياته
    حين خصص التربية باعتبارها أسلوباً لتحقيق هدفه، فأشار إلى بعض
    المواد التي يركز عليها في مقدمة منهاجه واعتبرها ضرورية لذلك
    وهي الأناشيد الوطنية والدين والمسرحيات البطولية.
    أما القيادي اليهودي إلياهو كوهين فرأى في المؤتمر الصهيوني
    الثالث والعشرين (1951م) أن مصير إسرائيل يرتبط بإيجاد جهاز
    حقيقي لتنفيذ التعليم والتربية حسب المبادئ الصهيونية.
    بينما أكد دافيد بن غوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل في المؤتمر
    الصهيوني الرابع والعشرين والمنعقد عام 1956م أنه لن يكون للحركة
    الصهيونية مستقبل بدون تربية وثقافة عبرية لكل يهودي بوصفه
    واجباً ذاتياً.
    واعتبر أن معرفة التوراة كفيلة بتزويد الفرد اليهودي بجذوره
    وأصله وعظمته ومستقبله، ويضمن ارتباطه بشعبه في مملكة إسرائيل.
    ثم يسأل بن غوريون: ما الذي سيحفظ اليهودية؟! ويجيب: «إنها
    التربية العبرية».
    ويحدد وزير المعارف والثقافة الإسرائيلي السابق زبولون هامر
    أهمية التربية في المجتمع الإسرائيلي بقوله: «إن صمودنا أمام
    التحدي الكبير الذي يواجهنا يتمثل في مقدرتنا على تربية قومية
    مرتبطة بالتعاليم الروحية اليهودية، تربية يتقبلها الطفل راغباً
    وليس مكرهاً؛ ولهذا فإن على جهاز التعليم الرسمي والشعبي أن
    يتحمل التبعية الكبيرة للصمود أمام التحديات التي تواجه إسرائيل.

    الهجرة والاستيطان... التوسع والاحتلال... التميز والتعصب:
    ويميز الدكتور وائل القاضي أستاذ التربية في جامعة النجاح
    الوطنية ـ والذي أجرى بحثاً حول التربية في إسرائيل ـ بين
    الأهداف المعلنة للتربية في إسرائيل وغير المعلنة؛ حيث يشير إلى
    أن الأهداف المعلنة للتعليم الحكومي في إسرائيل والتي حددتها
    المادة الثانية من قانون التربية والتعليم الإسرائيلي لعام 1953م
    هي إرساء الأسس في التعليم الابتدائي على قيم الثقافة اليهودية
    ومنجزات العلم، وحب الوطن، والإخلاص والولاء للدولة والإعداد
    الطلائعي، والسعي لتشييد مجتمع قائم على الحرية والمساواة
    والتساهل والتعاون المتبادل، وحب الغير من الجنس البشري.
    وقد أعرب اليهود عن قلقهم من أنهم لم يشددوا على القيم القومية
    بما فيه الكفاية، فشرعوا بإدخال موضوع الوعي اليهودي الذي صادقت
    عليه الكنيست في عام 1977م وجاء فيه: «في التعليم الابتدائي
    والثانوي والعالي ستهتم الدولة بتعميق الوعي اليهودي بين صفوف
    الشبيبة الإسرائيلية وتجذيره في تاريخ الشعب اليهودي وتراثه
    التاريخي وتقوية انتمائه الخلقي لليهودية من خلال إدراك المصير
    الواحد والمشترك والواقع التاريخي الذي يوحد يهود العالم عبر
    مختلف الأجيال والأقطار».
    وهكذا نجد أن الدراسة الدينية تحتل مكاناً بارزاً في مناهج
    التعليم عموماً. وكثير من الموضوعات التي تعالج تحت أسماء مختلفة
    كـ «الوطن والتاريخ والجغرافية واللغة العبرية» تدرس من الزاوية
    الدينية، وتؤكد هذه المناهج على تنمية الوعي والحسّ اليهودي لدى
    الأطفال بقصد زيادة التركيز على صلة الطالب اليهودي بتراثه
    القديم من خلال دراسته الدينية. ويتم التركيز في هذه المناهج على
    زرع الأفكار الدينية في عقول الناشئة لتسويغ وجود رابطة دينية
    بينهم وبين أرض فلسطين؛ ممّا يعطيهم الحق في بناء دولة لهم فيها،
    ويروِّجون أن إقامة دولة يهودية في فلسطين هو تحقيق لما جاء في
    التوراة؛ فالرب قد اختار الشعب اليهودي واختار الأرض. وما دام
    هذا الاختيار إلهياً فإنه يعطي امتيازاً للأرض وللشعب الموعود
    بها أيضاً. وبذلك تكون (أرض إسرائيل) مخصصة لبني إسرائيل وحدهم
    دون غيرهم.
    كما يتم التركيز أيضاً على أن الحياة اليهودية في فلسطين لم
    تنقطع منذ أيام الرومان إلى العصور الحديثة، وأن دولة الكيان هذه
    أنشئت في بلاد قطنها المحتلون والغزاة العرب طوال 1300 سنة، وأن
    عودة المهجرين اليهود من كافة أنحاء العالم وتوطينهم في فلسطين
    تحت ستار العودة إلى أرض الوطن التاريخي ليس باعتبارهم غرباء عن
    هذه الأرض بل باعتبارهم سكانها الأصليين الذين ظلوا بعيدين عنها
    طوال العهود السابقة.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 8:12 pm