الإسلام لا يعارض التطور والتحضر والتقدم :
لا تعارض بين التطور وبين استمساكنا بعقيدتنا وأخلاقنا الإيمانية ، وقد أمر سبحانه المؤمنين بالأخذ بكل أسباب القوة فقال: { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة } . ومن سمات هذه الدعوة المباركة التطور ، لا رجوع الى الوراء ، ولكن التطور إنما يكون فيما يقبل التطور ولا مصادمة فيه للكتاب والسنة ؛ فالعبادات ، كالصلاة ونحوها ، تؤخذ دون زيادة أو نقصان ، لأن الأصل فيها التوقيف ؛ أما المعاملات فالأصل فيها الإباحة إذا روعيت ضوابطها الكلية مثل: (لا ضرر ولا ضرار) ؛ فلا يُحظر ولا يُمنع من المعاملات إلا ما خالف الكتاب والسنة ، فلا مانع شرعي من صناعة السيارات والطائرات ، ولا حرج في بناء النوادي والمدارس ، والعبرة بما استخدمت من أجله ، فالوسائل لها حكم المقاصد ، وحسبنا أن تكون غايتنا مشروعة والوسائل إليها محمودة.
* الغرض المقصود من الرياضة :
يقول أحد المشايخ : إن الغرض من جميع هذه الرياضات التي كانت تُعرف في صدر الإسلام بالفروسية هو الاستعانة بها على إحقاق الحق ونصرته والدفاع عنه . ولم يكن الغرض منها الحصول على المال وجمعه ، ولا الشهرة وحب الظهور ، ولا ما يستتبع ذلك من العلو في الأرض والفساد فيها ، كما هي أكثر حال المرتاضين اليوم .
إن المقصود من كل الرياضات على اختلاف أنواعها هو احراز القوة واكتساب القدرة على الجهاد في سبيل الله تعالى ، وعلى هذا يجب أن تفهم الرياضة في الإسلام ، ومن فهمها على غير هذا النحو فقد أخرجها عن مقصدها الحسن الى قصد سيئ من اللهو الباطل .
والأصل في مشروعية الرياضة قوله تعالى: { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة } ؛ وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف ) . والقوة في الإسلام تشمل السيف والسنان ، والحجة والبرهان. أ.هـ.
ومن أجل هذا الغرض أَذِن النبي صلى الله عليه وسلم للحبشة أن يلعبوا بالحراب في مسجده الشريف ، وأَذِن لزوجته عائشة رضي الله عنها أن تنظر إليهم ، وهو يقول لهم: ( دونكم يا بني أرفدة ) ، وهي كُنية يُنادى بها أبناء الحبشة عند العرب. وتقول عائشة رضي الله عنها: ( لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه وأنا أنظر الى الحبشة يلعبون في المسجد حتى أكون أنا التي أسأمه ، فاقْدُروا قدر الجارية الحديثة السن (الصغيرة) الحريصة على اللهو ) متفق عليه.
* فوائد الرياضة :
ولـها عدد من الفوائد والقيم منها القيمة الجسدية ،التربوية ،الاجتماعية ،الخلقية ،الإبداعية ، الذاتية والعلاجية. فلا بأس بشيء من اللهو المباح للترويح عن النفس ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقاً ، ويأمر الركب أن ينطلق ثم يسابق السيدة عائشة رضي الله عنها ويقول خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي.
وقال أيضا: ( ان لربك عليك حقاً ، ولأهلك عليك حقاً ، ولنفسك عليك حقاً ، فأعط كل ذي حق حقه )
* سياسة الإلـهاء بالرياضة :
تتفنن شياطين الإنس والجن وتتضافر قواهم على الإفساد والإلـهاء وإشغال الناس عن دين ربهم . والإعلاميون بصفة خاصة لهم دور خطير في هذا المجال لإلـهاء الرأي العام وترويضه ؛ فهم يسلكون عدة مسالك منها سياسة الإلـهاء بنعيم الدنيا الزائل وكل مظاهر الترف واللهاث وراء المال.
ومن أهم هذه السياسات سياسة الإلـهاء بالرياضة ، الى أن تصبح هدفاً وغاية في ذاتها ؛ لا حديث للناس الا عنها ، وبينما يعرف الناس دقائق التفصيلات عن أخبار الرياضة والرياضيين ، لا يكادون يعرفون شيئاً عن دينهم ، وينخرط كبار السن والنساء فضلاً عن الشباب المراهقين في ذلك!
وهذه مصيبة المصائب التي نعاني منها ، وإلا فالرياضة لا شيء فيها ، أمَّا أن تُستعمل كوسيلة لتخدير الشباب وصدهم عن ذكر الله وعن الصلاة وعن الجهاد في سبيله تعالى ، وتفريغ طاقاتهم في اللهو واللعب ليل نهار - دون مبالاة أو اهتمام بما يحدث للمسلمين في بلادهم - فهذا مرفوض شرعاً .
* حكم بعض الألعاب والمسابقات موجزاً: -
الملاكمة: ممارسة محرمة في الشريعة الإسلامية لأنها تقوم على أساس استباحة إيذاء كل من المتغالبين للآخر إيذاءً بالغاً في جسمه.
المصارعة الحرة: لـها نفس حكم الملاكمة اذا كان هناك إيذاء .
مصارعة الثيران: محرمة شرعاً في حكم الإسلام لأنها تؤدي الى قتل الحيوان تعذيباً ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ( دخلت امرأة النار في هرة حبستها ) فكيف بحال من يعذب الثور بالسلاح حتى الموت؟
التحريش بين الحيوانات: كالجمال والكباش والديكة وغيرها محرمة (نفس حكم السابق).
الكاراتيه والتايكوندو والكونج فو ، والنينجا وما شابه ذلك: تعلم هذه الألعاب بقصد الدفاع عن النفس وإلحاق المضرة والأذى بالمحاربين للإسلام أمر مشروع ، وهو داخل ضمن إعداد القوة ، ولا يجوز فيها الركوع على سبيل التحية ، ولا ترويع المسلمين بالصيحة المعهودة وغيرها، ولا استلحاقهم بأذى.
العدو ( الجري على الأقدام ): أجرى النبي صلى الله عليه وسلم مسابقة الجري بين أطفال بني عمه العباس وكان يستقبل الفائز بصدره فيقبلهم ويلتزمهم، وكان عليّ رضي الله عنه عداءً (سريع الجري)؛ وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يتسابقون على الأقدام ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقرهم عليه ، وكان عليه الصلاة والسلام يأمر الركب فينطلق ثم يسابق السيدة عائشة رضي الله عنها . ولا يجوز أن تجري المرأة أمام الرجال وهي شبه عارية على النحو الموجود الآن.
اللعب بالسهام والحراب (التصويب): كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه ( ارموا وأنا معكم ) رواه البخاري، وقال أيضاً ( عليكم بالرمي فإنه خير لكم ) وقال( ألا إن القوة الرمي...) وقال كل شيء ليس من ذكر الله فهو لهو أو سهو إلا أربع خصال: مشي الرجل بين الغرضين ( للرمي ) ، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله ، وتعليمه السباحة) رواه الطبراني باسناد جيد.
السباحة والغطس: وهي من أهم الرياضات وأنفعها في الحرب والسلم ، وللكبير والصغير ؛ وكما ذكرنا في الحديث السابق على أنها أحد الخصال. وقال عمر الفاروق رضي الله عنه: ( علموا أولادكم السباحة والرماية وأن يثبوا على الخيل وثباً ). (وقد سبح النبي صلى الله عليه وسلم في بستان أخواله بني النجار ولعب مع الصبيان) رواه أحمد عن أنس.
وقد اشتد الحرج الآن في ارتياد الشواطئ وحمامات السباحة بسبب كشف الرجال والنساء عن عوراتهم ، والإختلاط الذي يحدث في هذه الأمكنة. فعلينا أن نهيئ أمكنة خاصة بالمسلمين ، ونشيع المفاهيم الشرعية حتى لا يظهر الرجل عورته أمام الرجال ، ويتعرف الجميع قيمة السباحة.
ألعاب الفروسية: تعلم ركوب الخيل من الرياضات النافعة ، وكذلك قيادة السيارات وتندرج تحتها قيادة الدبابات والطائرات والزوارق البحرية وما شابه ذلك؛ إذا كانت داخل دائرة الحلال كما جاءت في كثير من الأحاديث في السنة والسيرة.
كرة السلة والطائرة والتنس: وهذه شبيهة بكرة القدم في حكمها، ولا بد من خلوها من المحاذير والمخالفات حتى يُحكَم بإباحتها ، ولا يسمح للنساء بمزاولتها أمام الرجال الأجانب.
ألعاب الورق (كالكوتشينة) واليانصيب والحظ واللعب بالنرد ( الطاولة ) ولعبة الشطرنج : من الميسِر المحرم شرعاً ، ومن أراد التفصيل في ذلك عليه الرجوع الى كتب الفقه عن الحلال والحرام .-
الرياضات الراقصة( كالباليه ): حـــــرام بلا شك لا يقبله الإسلام وان سماه الناس فنّاً أو رياضة.
الصيد: من اللهو النافع وهو متعة ورياضة واكتساب ، وينبغي للإنسان أن يذكر اسم الله عند الرمي ، وصيد البحر حلال جملة دون قيد.
وهناك ألعاب أخرى حكمها حسب وضعها من الإيذاء والرياء والكبر والعجب والغرور والحسد وطلب الشهرة وغيرها ..
** فنناشد المسلمين ونقول : عندكم من علو الهمة وسعة العلم وعظم الأهداف ما يدفعكم للإنشغال بكل ما هو جاد ونافع ومفيد. ولا يصح أن تكون حياتكم لهواً ولعباً ؛ فلكل مقام مقال. ولكم في سلفكم الصالح أسوة حسنة وقدوة طيبة ، فقد كانوا يجلسون في حلقات العلم معلمين ومتعلمين ، وإذا سمعوا النداء للصلاة حرصوا على إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام ، وإذا دعا داعي الجهاد خرجوا يلبون النداء ويبذلون الغالي والرخيص في سبيل نصرة دينهم .
واحذروا نسيان الغرض الشريف الذي شُرعت الرياضة لأجله ، وهو التقوي على الجهاد من أجل إحقاق الحق وإبطال الباطل في الأرض ؛ وذلك بأن يعبد الله وحده ، ويستقام على شرعه ، حتى يسعد الناس في دنياهم وأخراهم . فلتكن الرياضة زيادة في حسناتكم لا نقصاً من درجاتكم وثوابكم . والله معكم.
آللهم أَرِنا الحق حقاً وأرزقنا اتباعه ، وأَرِنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين[/size]
لا تعارض بين التطور وبين استمساكنا بعقيدتنا وأخلاقنا الإيمانية ، وقد أمر سبحانه المؤمنين بالأخذ بكل أسباب القوة فقال: { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة } . ومن سمات هذه الدعوة المباركة التطور ، لا رجوع الى الوراء ، ولكن التطور إنما يكون فيما يقبل التطور ولا مصادمة فيه للكتاب والسنة ؛ فالعبادات ، كالصلاة ونحوها ، تؤخذ دون زيادة أو نقصان ، لأن الأصل فيها التوقيف ؛ أما المعاملات فالأصل فيها الإباحة إذا روعيت ضوابطها الكلية مثل: (لا ضرر ولا ضرار) ؛ فلا يُحظر ولا يُمنع من المعاملات إلا ما خالف الكتاب والسنة ، فلا مانع شرعي من صناعة السيارات والطائرات ، ولا حرج في بناء النوادي والمدارس ، والعبرة بما استخدمت من أجله ، فالوسائل لها حكم المقاصد ، وحسبنا أن تكون غايتنا مشروعة والوسائل إليها محمودة.
* الغرض المقصود من الرياضة :
يقول أحد المشايخ : إن الغرض من جميع هذه الرياضات التي كانت تُعرف في صدر الإسلام بالفروسية هو الاستعانة بها على إحقاق الحق ونصرته والدفاع عنه . ولم يكن الغرض منها الحصول على المال وجمعه ، ولا الشهرة وحب الظهور ، ولا ما يستتبع ذلك من العلو في الأرض والفساد فيها ، كما هي أكثر حال المرتاضين اليوم .
إن المقصود من كل الرياضات على اختلاف أنواعها هو احراز القوة واكتساب القدرة على الجهاد في سبيل الله تعالى ، وعلى هذا يجب أن تفهم الرياضة في الإسلام ، ومن فهمها على غير هذا النحو فقد أخرجها عن مقصدها الحسن الى قصد سيئ من اللهو الباطل .
والأصل في مشروعية الرياضة قوله تعالى: { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة } ؛ وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف ) . والقوة في الإسلام تشمل السيف والسنان ، والحجة والبرهان. أ.هـ.
ومن أجل هذا الغرض أَذِن النبي صلى الله عليه وسلم للحبشة أن يلعبوا بالحراب في مسجده الشريف ، وأَذِن لزوجته عائشة رضي الله عنها أن تنظر إليهم ، وهو يقول لهم: ( دونكم يا بني أرفدة ) ، وهي كُنية يُنادى بها أبناء الحبشة عند العرب. وتقول عائشة رضي الله عنها: ( لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه وأنا أنظر الى الحبشة يلعبون في المسجد حتى أكون أنا التي أسأمه ، فاقْدُروا قدر الجارية الحديثة السن (الصغيرة) الحريصة على اللهو ) متفق عليه.
* فوائد الرياضة :
ولـها عدد من الفوائد والقيم منها القيمة الجسدية ،التربوية ،الاجتماعية ،الخلقية ،الإبداعية ، الذاتية والعلاجية. فلا بأس بشيء من اللهو المباح للترويح عن النفس ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقاً ، ويأمر الركب أن ينطلق ثم يسابق السيدة عائشة رضي الله عنها ويقول خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي.
وقال أيضا: ( ان لربك عليك حقاً ، ولأهلك عليك حقاً ، ولنفسك عليك حقاً ، فأعط كل ذي حق حقه )
* سياسة الإلـهاء بالرياضة :
تتفنن شياطين الإنس والجن وتتضافر قواهم على الإفساد والإلـهاء وإشغال الناس عن دين ربهم . والإعلاميون بصفة خاصة لهم دور خطير في هذا المجال لإلـهاء الرأي العام وترويضه ؛ فهم يسلكون عدة مسالك منها سياسة الإلـهاء بنعيم الدنيا الزائل وكل مظاهر الترف واللهاث وراء المال.
ومن أهم هذه السياسات سياسة الإلـهاء بالرياضة ، الى أن تصبح هدفاً وغاية في ذاتها ؛ لا حديث للناس الا عنها ، وبينما يعرف الناس دقائق التفصيلات عن أخبار الرياضة والرياضيين ، لا يكادون يعرفون شيئاً عن دينهم ، وينخرط كبار السن والنساء فضلاً عن الشباب المراهقين في ذلك!
وهذه مصيبة المصائب التي نعاني منها ، وإلا فالرياضة لا شيء فيها ، أمَّا أن تُستعمل كوسيلة لتخدير الشباب وصدهم عن ذكر الله وعن الصلاة وعن الجهاد في سبيله تعالى ، وتفريغ طاقاتهم في اللهو واللعب ليل نهار - دون مبالاة أو اهتمام بما يحدث للمسلمين في بلادهم - فهذا مرفوض شرعاً .
* حكم بعض الألعاب والمسابقات موجزاً: -
الملاكمة: ممارسة محرمة في الشريعة الإسلامية لأنها تقوم على أساس استباحة إيذاء كل من المتغالبين للآخر إيذاءً بالغاً في جسمه.
المصارعة الحرة: لـها نفس حكم الملاكمة اذا كان هناك إيذاء .
مصارعة الثيران: محرمة شرعاً في حكم الإسلام لأنها تؤدي الى قتل الحيوان تعذيباً ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ( دخلت امرأة النار في هرة حبستها ) فكيف بحال من يعذب الثور بالسلاح حتى الموت؟
التحريش بين الحيوانات: كالجمال والكباش والديكة وغيرها محرمة (نفس حكم السابق).
الكاراتيه والتايكوندو والكونج فو ، والنينجا وما شابه ذلك: تعلم هذه الألعاب بقصد الدفاع عن النفس وإلحاق المضرة والأذى بالمحاربين للإسلام أمر مشروع ، وهو داخل ضمن إعداد القوة ، ولا يجوز فيها الركوع على سبيل التحية ، ولا ترويع المسلمين بالصيحة المعهودة وغيرها، ولا استلحاقهم بأذى.
العدو ( الجري على الأقدام ): أجرى النبي صلى الله عليه وسلم مسابقة الجري بين أطفال بني عمه العباس وكان يستقبل الفائز بصدره فيقبلهم ويلتزمهم، وكان عليّ رضي الله عنه عداءً (سريع الجري)؛ وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يتسابقون على الأقدام ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقرهم عليه ، وكان عليه الصلاة والسلام يأمر الركب فينطلق ثم يسابق السيدة عائشة رضي الله عنها . ولا يجوز أن تجري المرأة أمام الرجال وهي شبه عارية على النحو الموجود الآن.
اللعب بالسهام والحراب (التصويب): كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه ( ارموا وأنا معكم ) رواه البخاري، وقال أيضاً ( عليكم بالرمي فإنه خير لكم ) وقال( ألا إن القوة الرمي...) وقال كل شيء ليس من ذكر الله فهو لهو أو سهو إلا أربع خصال: مشي الرجل بين الغرضين ( للرمي ) ، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله ، وتعليمه السباحة) رواه الطبراني باسناد جيد.
السباحة والغطس: وهي من أهم الرياضات وأنفعها في الحرب والسلم ، وللكبير والصغير ؛ وكما ذكرنا في الحديث السابق على أنها أحد الخصال. وقال عمر الفاروق رضي الله عنه: ( علموا أولادكم السباحة والرماية وأن يثبوا على الخيل وثباً ). (وقد سبح النبي صلى الله عليه وسلم في بستان أخواله بني النجار ولعب مع الصبيان) رواه أحمد عن أنس.
وقد اشتد الحرج الآن في ارتياد الشواطئ وحمامات السباحة بسبب كشف الرجال والنساء عن عوراتهم ، والإختلاط الذي يحدث في هذه الأمكنة. فعلينا أن نهيئ أمكنة خاصة بالمسلمين ، ونشيع المفاهيم الشرعية حتى لا يظهر الرجل عورته أمام الرجال ، ويتعرف الجميع قيمة السباحة.
ألعاب الفروسية: تعلم ركوب الخيل من الرياضات النافعة ، وكذلك قيادة السيارات وتندرج تحتها قيادة الدبابات والطائرات والزوارق البحرية وما شابه ذلك؛ إذا كانت داخل دائرة الحلال كما جاءت في كثير من الأحاديث في السنة والسيرة.
كرة السلة والطائرة والتنس: وهذه شبيهة بكرة القدم في حكمها، ولا بد من خلوها من المحاذير والمخالفات حتى يُحكَم بإباحتها ، ولا يسمح للنساء بمزاولتها أمام الرجال الأجانب.
ألعاب الورق (كالكوتشينة) واليانصيب والحظ واللعب بالنرد ( الطاولة ) ولعبة الشطرنج : من الميسِر المحرم شرعاً ، ومن أراد التفصيل في ذلك عليه الرجوع الى كتب الفقه عن الحلال والحرام .-
الرياضات الراقصة( كالباليه ): حـــــرام بلا شك لا يقبله الإسلام وان سماه الناس فنّاً أو رياضة.
الصيد: من اللهو النافع وهو متعة ورياضة واكتساب ، وينبغي للإنسان أن يذكر اسم الله عند الرمي ، وصيد البحر حلال جملة دون قيد.
وهناك ألعاب أخرى حكمها حسب وضعها من الإيذاء والرياء والكبر والعجب والغرور والحسد وطلب الشهرة وغيرها ..
** فنناشد المسلمين ونقول : عندكم من علو الهمة وسعة العلم وعظم الأهداف ما يدفعكم للإنشغال بكل ما هو جاد ونافع ومفيد. ولا يصح أن تكون حياتكم لهواً ولعباً ؛ فلكل مقام مقال. ولكم في سلفكم الصالح أسوة حسنة وقدوة طيبة ، فقد كانوا يجلسون في حلقات العلم معلمين ومتعلمين ، وإذا سمعوا النداء للصلاة حرصوا على إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام ، وإذا دعا داعي الجهاد خرجوا يلبون النداء ويبذلون الغالي والرخيص في سبيل نصرة دينهم .
واحذروا نسيان الغرض الشريف الذي شُرعت الرياضة لأجله ، وهو التقوي على الجهاد من أجل إحقاق الحق وإبطال الباطل في الأرض ؛ وذلك بأن يعبد الله وحده ، ويستقام على شرعه ، حتى يسعد الناس في دنياهم وأخراهم . فلتكن الرياضة زيادة في حسناتكم لا نقصاً من درجاتكم وثوابكم . والله معكم.
آللهم أَرِنا الحق حقاً وأرزقنا اتباعه ، وأَرِنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين[/size]