يلح الاسرائيليون كثيرا على ضرورة أن يغير العرب وخاصة منهم الفلسطينيون برامجهم التربوية حتى تتماشى مع التوجه نحو التسوية السلمية للصراع، ولكن ماذا عن مناهج التعليم الاسرائيلية نفسها؟
صدر قانون التعليم العام الاسرائيلي عام 1949م وفي عام1953 صدر قانون إلزامية التعليم، وحاولت الدولة العبرية بناء مؤسسات تعليمية تقوم على أساس المبادئ الصهيونية لخلق مجتمع يهودي يدين بالولاء للصهيونية العلمانية ويرتبط بشكل كبير بالأرض، لذا أنشئت المدارس العلمية والدينية لتخريج الطلاب المتشبعين بالأفكار الصهيونية.
وضع قانون التعليم الإسرائيلي على أساس قيم الثقافة اليهودية، وتحصيل العلوم ومحبة الوطن والولاء لدولة إسرائيل والشعب اليهودي والتدرب على العمل الزراعي والحرفي وتحقيق مبادئ الريادة.
لكن صورة الإنسان العربي في أدبيات الأطفال اليهود لم تتغير منذ تأسيس الدولة، فالنظرة تجاه الإنسان العربي بقيت عدائية، ولم يحلّ محلها أي نظرة احترام أو محبة، وتدعو هذه الكتب إلى إعادة العرب إلى الصحراء وإحلال اليهود مكانهم لأن "هذه أرض اليهود"، وتصور العربي بأنه شجرة بلا جذور يمكن اقتلاعها في أي وقت ومتى تشاء، و صدرت العديد من القصص والكتب التي تؤكد على مثل هذه النظرة وتحاول مسح دماغ الأطفال ووضع صورة كريهة للعربي في عقل التلميذ، كالزعم أن اتفاقيات السلام عمّقت الحقد والكراهية في المجتمع الإسرائيلي.
لقد كان لمدينة القدس نصيب واهتمام خاص من قبل المؤلفين الصهاينة لما تمثله من أهمية، لذا فقد ارتكزت السياسة التربوية الصهيونية تجاه المدينة المقدسة على الأمور التالية:
1. التنكر للوجود التاريخي الإسلامي في المدينة المقدسة واعتبارها مدينة يهودية يقترن وجودها التاريخي بالمؤسسات والمعابد والهياكل اليهودية.
2. اعتبار المساجد والكنائس أماكن أثرية أبدية يهودية تم بناؤها على أنقاض المعابد اليهودية.
3. تمثل القدس رمز الاستعلاء والتفوق لأنها مجتمع الصفوة اليهودية.
4. اعتبار الفتح العربي للقدس احتلالا طال أمده انتهى بقيام إسرائيل.
5. يعتبر احتلال القدس من قبل اليهود نعمة على أهلها لأنها شهدت في هذا العهد سائر أنواع التقدم.
6. اعتبار العرب والمسلمين في القدس مجرد طوائف وأقلية غير أصلية.
وتقول بعض الدراسات الحديثة إن العديد من الكتب التي ألفت للتلاميذ اليهود في المدارس العامة تعكس هذه التوجهات العدائية، وتحمل سلسلة "المجموعة الرائعة عن الأرض الطيبة" التي صدرت عن وزارة المعارف عام 1986م وهي مخصصة للمدارس اليهودية الدينية مختارات من التوجيهات الدينية والشعر والقصة اليهودية. وقد ورد عنوان "لمن هي أرض إسرائيل" في هذه السلسلة، حيث يؤكد المؤلف على أن أرض إسرائيل هي لليهود ولكن جاءت شعوب أخرى كالإسماعيليين - "العرب"- واحتلوها لفترة طويلة كانت فيها هذه المنطقة خراباً ودماراً، ويؤكد الكتاب على جمال الطبيعة وأن هذه أرض السمن والعسل التي منحت من قبل الرب "لشعبه المختار". وهناك كتاب الجولان والجليل بأقسامه، والكرمل وشمال البلاد، حيث يعتبر المؤلف الجولان جزءاً من أرض إسرائيل ويبحث في مناطق وطرق الجولان وقطاع غزة، ويورد نماذج صور للقرى العربية في منطقة القدس إلى جانبها نماذج للمباني اليهودية من أجل الإيحاء للقارئ بمدى التطور الذي حصل بسبب قدوم اليهود.
ومن الكتب الأخرى التي وضعت للتلاميذ اليهود من أجل دراستها وترسيخ مفاهيم معينة لديهم كتاب تحولات جغرافية الشرق الأوسط لمؤلفه البروفيسور أرنون سوفير ويلاحظ أن هذا الكتاب يتحدث عن الشرق العربي دون أن يأتي مطلقاً على ذكر العرب في المنطقة التي سكنوها إلاّ من خلال التقليل من شأنهم ووصفهم بالمتغلغلين!
أما عن التطورات التي تحصل في الخليج العربي فيرى أنها خطيرة حيث يرى أن امتداد الطرق والتطور العلمي وواردات النفط الكبيرة يمكن أن تهيئ لقيام دولة قوية في الخليج مع وجود أصولية إسلامية هناك بسبب وجود الأماكن المقدسة لدى المسلمين في تلك المنطقة ويرى أن شرق الأردن هي جزء من أرض إسرائيل وفيها أماكن خاصة باليهود مثل نبو وجلعاد.
وعندما يتحدث الكتاب اليهود عن الأقلية العربية التي تعيش في إسرائيل فإنهم يعمدون إلى تزوير العديد من الحقائق، فهم يعتبرون الضفة والقطاع أراضٍ إسرائيلية تم احتلالها من قبل العرب ويضيفون إلى ذلك تحميل المواطنين العرب مسؤولية الهرب من هذه الأراضي عام 1948.
وبالرغم من اتفاقيات السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل و الأردن، يلاحظ أن المفاهيم الأساسية في العملية التربوية الصهيونية لم تتغير كثيرا.
--------------------------------------------------------------------------------
صدر قانون التعليم العام الاسرائيلي عام 1949م وفي عام1953 صدر قانون إلزامية التعليم، وحاولت الدولة العبرية بناء مؤسسات تعليمية تقوم على أساس المبادئ الصهيونية لخلق مجتمع يهودي يدين بالولاء للصهيونية العلمانية ويرتبط بشكل كبير بالأرض، لذا أنشئت المدارس العلمية والدينية لتخريج الطلاب المتشبعين بالأفكار الصهيونية.
وضع قانون التعليم الإسرائيلي على أساس قيم الثقافة اليهودية، وتحصيل العلوم ومحبة الوطن والولاء لدولة إسرائيل والشعب اليهودي والتدرب على العمل الزراعي والحرفي وتحقيق مبادئ الريادة.
لكن صورة الإنسان العربي في أدبيات الأطفال اليهود لم تتغير منذ تأسيس الدولة، فالنظرة تجاه الإنسان العربي بقيت عدائية، ولم يحلّ محلها أي نظرة احترام أو محبة، وتدعو هذه الكتب إلى إعادة العرب إلى الصحراء وإحلال اليهود مكانهم لأن "هذه أرض اليهود"، وتصور العربي بأنه شجرة بلا جذور يمكن اقتلاعها في أي وقت ومتى تشاء، و صدرت العديد من القصص والكتب التي تؤكد على مثل هذه النظرة وتحاول مسح دماغ الأطفال ووضع صورة كريهة للعربي في عقل التلميذ، كالزعم أن اتفاقيات السلام عمّقت الحقد والكراهية في المجتمع الإسرائيلي.
لقد كان لمدينة القدس نصيب واهتمام خاص من قبل المؤلفين الصهاينة لما تمثله من أهمية، لذا فقد ارتكزت السياسة التربوية الصهيونية تجاه المدينة المقدسة على الأمور التالية:
1. التنكر للوجود التاريخي الإسلامي في المدينة المقدسة واعتبارها مدينة يهودية يقترن وجودها التاريخي بالمؤسسات والمعابد والهياكل اليهودية.
2. اعتبار المساجد والكنائس أماكن أثرية أبدية يهودية تم بناؤها على أنقاض المعابد اليهودية.
3. تمثل القدس رمز الاستعلاء والتفوق لأنها مجتمع الصفوة اليهودية.
4. اعتبار الفتح العربي للقدس احتلالا طال أمده انتهى بقيام إسرائيل.
5. يعتبر احتلال القدس من قبل اليهود نعمة على أهلها لأنها شهدت في هذا العهد سائر أنواع التقدم.
6. اعتبار العرب والمسلمين في القدس مجرد طوائف وأقلية غير أصلية.
وتقول بعض الدراسات الحديثة إن العديد من الكتب التي ألفت للتلاميذ اليهود في المدارس العامة تعكس هذه التوجهات العدائية، وتحمل سلسلة "المجموعة الرائعة عن الأرض الطيبة" التي صدرت عن وزارة المعارف عام 1986م وهي مخصصة للمدارس اليهودية الدينية مختارات من التوجيهات الدينية والشعر والقصة اليهودية. وقد ورد عنوان "لمن هي أرض إسرائيل" في هذه السلسلة، حيث يؤكد المؤلف على أن أرض إسرائيل هي لليهود ولكن جاءت شعوب أخرى كالإسماعيليين - "العرب"- واحتلوها لفترة طويلة كانت فيها هذه المنطقة خراباً ودماراً، ويؤكد الكتاب على جمال الطبيعة وأن هذه أرض السمن والعسل التي منحت من قبل الرب "لشعبه المختار". وهناك كتاب الجولان والجليل بأقسامه، والكرمل وشمال البلاد، حيث يعتبر المؤلف الجولان جزءاً من أرض إسرائيل ويبحث في مناطق وطرق الجولان وقطاع غزة، ويورد نماذج صور للقرى العربية في منطقة القدس إلى جانبها نماذج للمباني اليهودية من أجل الإيحاء للقارئ بمدى التطور الذي حصل بسبب قدوم اليهود.
ومن الكتب الأخرى التي وضعت للتلاميذ اليهود من أجل دراستها وترسيخ مفاهيم معينة لديهم كتاب تحولات جغرافية الشرق الأوسط لمؤلفه البروفيسور أرنون سوفير ويلاحظ أن هذا الكتاب يتحدث عن الشرق العربي دون أن يأتي مطلقاً على ذكر العرب في المنطقة التي سكنوها إلاّ من خلال التقليل من شأنهم ووصفهم بالمتغلغلين!
أما عن التطورات التي تحصل في الخليج العربي فيرى أنها خطيرة حيث يرى أن امتداد الطرق والتطور العلمي وواردات النفط الكبيرة يمكن أن تهيئ لقيام دولة قوية في الخليج مع وجود أصولية إسلامية هناك بسبب وجود الأماكن المقدسة لدى المسلمين في تلك المنطقة ويرى أن شرق الأردن هي جزء من أرض إسرائيل وفيها أماكن خاصة باليهود مثل نبو وجلعاد.
وعندما يتحدث الكتاب اليهود عن الأقلية العربية التي تعيش في إسرائيل فإنهم يعمدون إلى تزوير العديد من الحقائق، فهم يعتبرون الضفة والقطاع أراضٍ إسرائيلية تم احتلالها من قبل العرب ويضيفون إلى ذلك تحميل المواطنين العرب مسؤولية الهرب من هذه الأراضي عام 1948.
وبالرغم من اتفاقيات السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل و الأردن، يلاحظ أن المفاهيم الأساسية في العملية التربوية الصهيونية لم تتغير كثيرا.
--------------------------------------------------------------------------------