فينبغي للمسلم أن يُعرف : أنه مسلم من حُسن زِيِّه، وتناسق هيئته، ورُواءِ مظهره ، والله الهادي إلى سواء السبيل.
ا - أدب الدخول والخروج من بيتك بالتلطف وحسن التصرف
إذا دخلت دارك أو خرجت منها، فلا تدفع بالباب دفعاً عنيفاً ، أو تدعه ينغلق لذاته بشدة وعنف،فإن هذا منافٍ للطفِ الإسلام الذي تتشرف بالانتساب إليه، بل أغلقه بيدك إغلاقاً رفيقاً، ولعلك سمعت ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها من قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : « إن الرِّفقَ لا يكون في شيءٍ إلاَّ زانه، ولا يُنزَعُ من شيء إلاَّ شانه » . رواه مسلم.
2 - أدب التحية في الدخول والخروج على أهلك بتحية السلام عليكم
إذا دخلت بيتك أو خرجت منه، فسلِّم على من فيه من أهلك من ذكر أو أنثى ، بتحية المسلمين وعنوان الإسلام (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، ولا تَعْدِل عن هذه التحية إلى غيرها من ( صباح الخير) أو (مرحبا) أو نحوِهما، فإن عدولك عنها إلى غيرها إماتة لها، وهي شعار الإسلام وعنوان المسلمين الذي رسمه لهم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بقوله و فعله، وعلَّمه لخادمه الجليل أنس ، قال أنس رضي الله عنه : قال لي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : " يا بُنيَّ إذا دخلتَ على أهلك فسَلم، يكون بركةً عليك وعلى أهلك " . رواه الترمذي. وقال قتادة أحدُ أعلام التابعين الفضلاء : إذا دخلت بيتك فسلِّم على أهلك فهم أحقُّ من سلَّمتَ عليهم. وقال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : « إذا انتهى أحدُكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن فليسلم، فليست الأولى بأحقَّ من الآخِرَة » . رواه الترمذي.
3 - أدب الإشعار لأهل الدار عند الدخول عليهم
إذا دخلت دارك، فأشعر من فيها بدخولك قبل وصولك إليهم،لئلا يرتاعوا بمفاجئتك، أو تكون كالمتخوِّن الفاحِصِ لهم. قال أبو عُبيدة عامر بن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: كان أبي – عبدالله بن مسعود- إذا دخل الدار استأنس-أي أشعر أهلها بما يؤنسهم- وتكلَّم ورفع صوته حتى يستأنسوا.
وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: إذا دخل الرجل بيته، استحب له أن يتنحنح أو يحرك نعليه. قال عبد الله ابن الإمام أحمد: كان أبي إذا دخل-أي رجع- من المسجد الى البيت، يَضْرِبٌ برجله قبل أن يدخل الدار، حتى يسمع ضرب نعله لدخوله الى الدار، وربما تنحنح ، ليعلم من في الدار بدخوله.
ولهذا جاء في« الصحيحين» عن جابر أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم « نهى أن يَطْرُق الرجل أهله ليلاً-أي أن ياتيهم ليلاً من سفر أو غيره على غفلة كأنه-، يتخونهم أو يلتمس عثراتهم»
4 - أدب استئذان الإنسان على أهله في داخل بيته
إذا كان بعض أهلك قارَّاً في حجرته من دارك، وأردت الدخول عليه فاستأذن ، لئلا تراه على حال لا يحب أو لا تحب أن تراه عليها، سواءٌ كان من الحلائل أو المحارم او غيرهم كأمك أو أبيك أو بناتك أو أبنائك .
روى الإمام مالك في « الموطأ»، عن عطاء بن يسار مرسلاً : « أن رجلاً سأل رسول الله صلَّى الله عليه وسلم فقال : أستأذِنُ على أُمي؟ فقال : نعم ، فقال الرجل: إني معها في البيت، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم:استأذِنْ عليها، فقال الرجل : إني خادمها، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم : استأذِنْ عليها، أتحب أن تراها عريانة؟! قال:لا، قال: فاستأذِنْ عليها»
وجاء رجل إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فقال له : أستأذن على أمي ؟ فقال له : ماعلى كل أحيانها تحب أن تراها . وقالت زينب زوجة عبد الله بن مسعود: كان عبد الله إذا جاء من حاجة فانتهى إلى الباب ، تنحنح كراهة أن يهجم منا على أمر يكرهه . وفي رواية عند ابن ماجه في آخركتاب الطب : "كان عبد الله إذا دخل تنحنح وصوت " . وسأل رجل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فقال : أستاذن على أمي ؟ قال : نعم ، إن لم تستأذن عليها رأيت ما تكره .
وقال التابعي ابن الصحابي موسى بن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنهما: دخلت مع أبي على أمي ، فدخل واتبعته ، فالتفت فدفع في صدري حتى أقعدني على الأرض ! وقال : أتدخل بغيرإذن ؟! . وقال نافع مولى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: كان ابن عمر إذا بلغ بعض ولده الحلم -أي مبلغ الرجال - عزله -أي أفرده عن حجرته -فلم يدخل على ابن عمر إلا بإذن .
وحكى ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح ، قال : سألت ابن عباس رضي الله عنه : أستأذن على أختَيَّ ؟ قال : نعم ، قلت : إنهما في حجري -يعني في بيتي وعهدتي - وأنا أمونهما وأنفق عليهما؟ قال : أتحب أن تراهما عريانتين ؟! ثم قرأ :"وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستاذنوا كما استأذن الذين من قبلهم "، قال ابن عباس : فالإذن – أي الاستئذان - واجب على الناس كلهم .
وقال ابن مسعود: يستأذن الرجل على أبيه وأمه وأخيه وأخته . وقال جابر رضي الله عنه : يستاذن الرجل ولده وأمه وإن كانت عجوزا ، وأخيه وأخته وأبيه . روى أكثرهذه الاثار البخاري في كتابه "الأدب المفرد" ، وروى بعضها ابن كثير في "تفسيره " عند هذه الآية الكريمة السابقة الذكر.