سأحكي لك يا مريم قصة كالتي حكيتها أمس.. في سنك تحلو القصص والتحليق
بجناحين شفافين في أنسام الخيال، ولست أنسي لمعة عينيك السوداوين
الجميلتين وأنفاسك المتلاحقة وأنا أحكي لك عن سندريلا عندما اقتربت
عقارب الساعة من الثانية عشرة فراحت تركض كالملسوعة هاربة من الحفل.
كنت خائفة مذعورة، وبرغم أنني أكدت لك أن نهاية القصة سعيدة؛ فإن
النهايات المقلقة أمر غير وارد في مفردات عالمك.
قصة اليوم جميلة ولسوف تروق لك، ما عدا نهايتها. هناك غنوة كذلك علي
طريقة أبلة فضيلة التي لم يسعدك الحظ بسماعها. أنت تحبين الريف.. أليس
كذلك؟.. قصتنا هناك. قصتنا في قرية صغيرة ناعمة باسمة حيث يبدو كل شيء
كأنما خلق لتوه. الربيع علي الأبواب.. أنت تحبين الربيع.. أليس كذلك؟..
الأزهار ورائحة الحقول المحروثة والملانة ودود القز.. أليس كذلك؟.. تلك
مفردات عالمك في المدينة، لكن لك أن تتخيلي كيف تبدو الأمور في القرية
الناعسة.. الأجمل هو أن اليوم هو الأربعاء، وكل الأطفال يحبون الأربعاء
لأنه يسبق أجمل أيام الأسبوع: الخميس..
(زينب السيد إبراهيم) طفلة في سنك تقريبًا.. زينب تحب اللعب في الحقل
وتحب الماعز الصغيرة وتحب الأطفال الآخرين، ولابد أنها فتحت عينها في
ذلك الصباح شاعرة بانتعاش.. سيكون اليوم جميلاً. ترتدي المريولة
الصفراء من ذلك القماش الذي كنا نطلق عليه (تيل نادية)، وبما أننا في
قرية فهي تضع المريولة مباشرة فوق ثياب النوم، ثم تحمل الكيس القماشي
الذي تضع فيه كتبها. معها أخوها (محمد) الذي يدرس في ذات المدرسة معها.
إنهما يغادران الدار معًا.. الأب ذهب للحقل بعد صلاة الفجر كعادته
والأم أمام الفرن.. يوم معتاد...
أنت تتابعين باهتمام يا مريم.. يبدو أننا نحب القصص التي تتحدث عن
عوالم خيالية، لكننا كذلك نحب أن نري أنفسنا في القصص من حين لآخر..
في المدرسة بانتظار انتهاء طابور الصباح.. لا يستطيع هؤلاء الأطفال أن
يظلوا وقورين محترمين لحظة واحدة. لقد خطف (محمد) كيس (فاروق
الدسوقي).. توعده الأخير بالضرب، بينما كان (عوض الجوهري) يحمل كنزًا
حقيقيًا.. لقد اصطاد ضفدعًا ذكرًا يصدر نقيقًا عاليًا، لكنه لم يعرف
أين يضعه فأخفاه في جيب المريولة.. حاولت (نجاة) أن تري الضفدع فلم
يسمح لها، من ثم توعدته بأن تشكو للأستاذ في أول حصة..
هكذا انتهي الطابور، وجلس الأطفال في الفصول الثلاثة الصغيرة التي
تتكون منها هذه المدرسة.. فصول صغيرة اكتست جدرانها بالرطوبة والطحالب،
لكنهم كانوا يشعرون بأنها واسعة جدًا. أمامهم يوم ممل قصير ثم يعودون
لبيوتهم، وبعدها يبدأ اللهو.. لهو حتي مساء الجمعة عندما يتذكر كل منهم
أنه لم يخط حرفًا في كراس الواجب.. (عوض) قلق لأن (نجاة) سوف تشي به..
بعد المدرسة سوف تمر زينب ومحمد علي الحقل، حيث يستريح أبوهما تحت
(السجرة). سوف يهرع محمد للبيت ليجلب الطعام الذي أعدته الأم، ملفوفًا
في منديل كبير.. لا لحم اليوم فاللحم ليوم الخميس فقط...
هنا سمعوا صوت طائرات..
ارتفعت الرءوس الصغيرة لأعلي في شغف وكلهم يتمني لو استطاع أن يركض
للفناء لرؤية الطائرات الجميلة وهي تعبر السماء.. فوووووم !
وهنا اهتزت الأرض ودوي الانفجار الأول. زينب احتاجت إلي بعض الوقت
لتفهم أن شيئًا غريبًا يحدث.. المدرسة ترتج بطريقة غير مسبوقة، لكنها
لحسن الحظ لم تجد الوقت الكافي لتدرك أن الطائرات تقصف مدرستها
بالذات.. تقصف فصلها بالذات.....
لن أحكي ما بعد هذا، فقد تم كل شيء بسرعة.. فقط انتهت القصة تمامًا
بالنسبة لزينب السيد إبراهيم عوض وأخيها محمد.. لن تكبر أبدًا.. لن
تحكي لأمها في خفر عن زلزال الأنوثة الأول، ولن ترقص النساء لها في
ليلة الحنة، وبالتأكيد لن يلوح زوجها بالمنديل إياه، ومحمد لن يكبر
ويسافر للعراق بحثًا عن الرزق.. آخرون كذلك منهم نجاة التي لن تشكو
للمدرس بالتأكيد، وإيمان الشبراوي، وجبر عبد المجيد، وعادل جودة...و..
و.. ثلاثون طفلاً سوف يظلون أطفالاً للأبد.. والمدرسة لم يعد لها
وجود... فقط بركة دم وكراسات ملوثة ومحترقة..... أنت مندهشة لماذا حدث
ذلك يا مريم؟.. إنها التاسعة والثلث صباح الثامن من إبريل عام 1970
وهذه مدرسة بحر البقر الابتدائية بمحافظة الشرقية.. يوم الخميس القادم
يكون قد مر علي هذا المشهد أربعون عامًا.. منذ أربعين عامًا أذاعت
الإذاعة المصرية الخبر، فرأيت أمي ترتجف بلا توقف كمن تسري الكهرباء في
جسده، ثم دخلت الفراش وأسنانها تصطك وظلت تبكي لساعات كأنني أنا من
مات.. منذ أربعين عامًا كان هناك مأتم حقيقي في كل بيت مصري.. وكتب
الرائع صلاح جاهين قائلاً:
ـ"الدرس انتهي لموا الكراريس.. إيه رأيك في البقع الحمرا يا ضمير
العالم يا عزيزي؟ دي لطفلة مصرية سمرا..كانت من أشطر تلاميذي.. دمها
راسم زهرة..راسم راية ثورة..
دم الطفل الفلاح راسم شمس الصباح..»
هذه هي الغنوة.. أنا آسف إن كانت القصة لم ترق لك يا مريم.. لم أستطع
أن أجعلها مبهجة أكثر. كيف أفعل ومدرسة الأطفال الصغيرة الفقيرة تلقت
صاروخين وخمس قنابل كأنها لواء مدرع كامل؟ والسبب أن إسرائيل كانت
بحاجة إلي أن تلقن عبدالناصر درسًا بعد تزايد نشاط حرب الاستنزاف.
تسألين إن كان العالم اهتز لهذه الجريمة؟.. بالطبع تضايق جدًا.. والله
العظيم تضايق، وأعرب الجميع عن التأثر، لكن ليس لدرجة استصدار قرار
إدانة من مجلس الأمن.. إسرائيل اعتذرت وأعطت العالم سيجارة فوضعها خلف
أذنه وانصرف شاكرًا..
نعم يا مريم.. حتي في مصر نسينا كل شيء عن هؤلاء الأطفال الثلاثين،
وفيما عدا بعض الجهود الفردية مثل جهد الأستاذ (عصام الإسلامبولي)
لمقاضاة الجناة، فإننا لا نثير هذه القضية حتي لا نخدش سلام إسرائيل
النفسي. لقد ولي عهد الحقد، وليه يكونوا ناس في ناحية وناس في ناحية؟..
هناك من يصدّر الغاز لإسرائيل لأنها دولة صديقة، وهناك من يؤمّن
حدودها، وهناك من يصدّر لها الأسمنت، وهناك من يعانق قادتها، وهناك من
يلوم سكان غزة لأنهم يحدثون صخبًا عاليًا وهم يُذبحون..
نعم يا مريم.. أنا من جيل تعلم أن يكره كل ما هو إسرائيلي.. أكره علمهم
وأتشاءم من منظره.. وما زال منظر حروفهم العبرية يجعل الشعر ينتصب
اشمئزازًا علي ساعدي لأنه يذكرني بمنظر أقدام العنكبوت.
إن النعاس يداعب جفنيك، ولو كان حظي حسنًا فأنت لم تكوني واعية عندما
سمعت قصة موت الأطفال، لكني كلما رأيت أطفالي وأطفال الآخرين تذكرت
إسرائيل القادرة الراغبة في كل لحظة أن تكرر ما حدث يوم الأربعاء
الحزين.. أربعاء الرماد علي رأي الخواجة إليوت. لا أطلب منك شيئًا وإلا
لفعلته أنا، لكني أريدك ألا تنسي، وألا تخبو جذوة الحقد المقدسة أبدًا
مهما قالوا ومهما زعموا ومهما غيروا الحقائق.. لا تتحدثي عن العالم
الجديد ونسيان خلافات الماضي، فالإسرائيليون لم ينسوا النازيين يومًا
واحدًا ويلاحقوهم في كل مكان ويخطفوهم ويعدموهم، فلماذا ننسي نحن؟
الدرس انتهي.. لموا الكراريس........
بجناحين شفافين في أنسام الخيال، ولست أنسي لمعة عينيك السوداوين
الجميلتين وأنفاسك المتلاحقة وأنا أحكي لك عن سندريلا عندما اقتربت
عقارب الساعة من الثانية عشرة فراحت تركض كالملسوعة هاربة من الحفل.
كنت خائفة مذعورة، وبرغم أنني أكدت لك أن نهاية القصة سعيدة؛ فإن
النهايات المقلقة أمر غير وارد في مفردات عالمك.
قصة اليوم جميلة ولسوف تروق لك، ما عدا نهايتها. هناك غنوة كذلك علي
طريقة أبلة فضيلة التي لم يسعدك الحظ بسماعها. أنت تحبين الريف.. أليس
كذلك؟.. قصتنا هناك. قصتنا في قرية صغيرة ناعمة باسمة حيث يبدو كل شيء
كأنما خلق لتوه. الربيع علي الأبواب.. أنت تحبين الربيع.. أليس كذلك؟..
الأزهار ورائحة الحقول المحروثة والملانة ودود القز.. أليس كذلك؟.. تلك
مفردات عالمك في المدينة، لكن لك أن تتخيلي كيف تبدو الأمور في القرية
الناعسة.. الأجمل هو أن اليوم هو الأربعاء، وكل الأطفال يحبون الأربعاء
لأنه يسبق أجمل أيام الأسبوع: الخميس..
(زينب السيد إبراهيم) طفلة في سنك تقريبًا.. زينب تحب اللعب في الحقل
وتحب الماعز الصغيرة وتحب الأطفال الآخرين، ولابد أنها فتحت عينها في
ذلك الصباح شاعرة بانتعاش.. سيكون اليوم جميلاً. ترتدي المريولة
الصفراء من ذلك القماش الذي كنا نطلق عليه (تيل نادية)، وبما أننا في
قرية فهي تضع المريولة مباشرة فوق ثياب النوم، ثم تحمل الكيس القماشي
الذي تضع فيه كتبها. معها أخوها (محمد) الذي يدرس في ذات المدرسة معها.
إنهما يغادران الدار معًا.. الأب ذهب للحقل بعد صلاة الفجر كعادته
والأم أمام الفرن.. يوم معتاد...
أنت تتابعين باهتمام يا مريم.. يبدو أننا نحب القصص التي تتحدث عن
عوالم خيالية، لكننا كذلك نحب أن نري أنفسنا في القصص من حين لآخر..
في المدرسة بانتظار انتهاء طابور الصباح.. لا يستطيع هؤلاء الأطفال أن
يظلوا وقورين محترمين لحظة واحدة. لقد خطف (محمد) كيس (فاروق
الدسوقي).. توعده الأخير بالضرب، بينما كان (عوض الجوهري) يحمل كنزًا
حقيقيًا.. لقد اصطاد ضفدعًا ذكرًا يصدر نقيقًا عاليًا، لكنه لم يعرف
أين يضعه فأخفاه في جيب المريولة.. حاولت (نجاة) أن تري الضفدع فلم
يسمح لها، من ثم توعدته بأن تشكو للأستاذ في أول حصة..
هكذا انتهي الطابور، وجلس الأطفال في الفصول الثلاثة الصغيرة التي
تتكون منها هذه المدرسة.. فصول صغيرة اكتست جدرانها بالرطوبة والطحالب،
لكنهم كانوا يشعرون بأنها واسعة جدًا. أمامهم يوم ممل قصير ثم يعودون
لبيوتهم، وبعدها يبدأ اللهو.. لهو حتي مساء الجمعة عندما يتذكر كل منهم
أنه لم يخط حرفًا في كراس الواجب.. (عوض) قلق لأن (نجاة) سوف تشي به..
بعد المدرسة سوف تمر زينب ومحمد علي الحقل، حيث يستريح أبوهما تحت
(السجرة). سوف يهرع محمد للبيت ليجلب الطعام الذي أعدته الأم، ملفوفًا
في منديل كبير.. لا لحم اليوم فاللحم ليوم الخميس فقط...
هنا سمعوا صوت طائرات..
ارتفعت الرءوس الصغيرة لأعلي في شغف وكلهم يتمني لو استطاع أن يركض
للفناء لرؤية الطائرات الجميلة وهي تعبر السماء.. فوووووم !
وهنا اهتزت الأرض ودوي الانفجار الأول. زينب احتاجت إلي بعض الوقت
لتفهم أن شيئًا غريبًا يحدث.. المدرسة ترتج بطريقة غير مسبوقة، لكنها
لحسن الحظ لم تجد الوقت الكافي لتدرك أن الطائرات تقصف مدرستها
بالذات.. تقصف فصلها بالذات.....
لن أحكي ما بعد هذا، فقد تم كل شيء بسرعة.. فقط انتهت القصة تمامًا
بالنسبة لزينب السيد إبراهيم عوض وأخيها محمد.. لن تكبر أبدًا.. لن
تحكي لأمها في خفر عن زلزال الأنوثة الأول، ولن ترقص النساء لها في
ليلة الحنة، وبالتأكيد لن يلوح زوجها بالمنديل إياه، ومحمد لن يكبر
ويسافر للعراق بحثًا عن الرزق.. آخرون كذلك منهم نجاة التي لن تشكو
للمدرس بالتأكيد، وإيمان الشبراوي، وجبر عبد المجيد، وعادل جودة...و..
و.. ثلاثون طفلاً سوف يظلون أطفالاً للأبد.. والمدرسة لم يعد لها
وجود... فقط بركة دم وكراسات ملوثة ومحترقة..... أنت مندهشة لماذا حدث
ذلك يا مريم؟.. إنها التاسعة والثلث صباح الثامن من إبريل عام 1970
وهذه مدرسة بحر البقر الابتدائية بمحافظة الشرقية.. يوم الخميس القادم
يكون قد مر علي هذا المشهد أربعون عامًا.. منذ أربعين عامًا أذاعت
الإذاعة المصرية الخبر، فرأيت أمي ترتجف بلا توقف كمن تسري الكهرباء في
جسده، ثم دخلت الفراش وأسنانها تصطك وظلت تبكي لساعات كأنني أنا من
مات.. منذ أربعين عامًا كان هناك مأتم حقيقي في كل بيت مصري.. وكتب
الرائع صلاح جاهين قائلاً:
ـ"الدرس انتهي لموا الكراريس.. إيه رأيك في البقع الحمرا يا ضمير
العالم يا عزيزي؟ دي لطفلة مصرية سمرا..كانت من أشطر تلاميذي.. دمها
راسم زهرة..راسم راية ثورة..
دم الطفل الفلاح راسم شمس الصباح..»
هذه هي الغنوة.. أنا آسف إن كانت القصة لم ترق لك يا مريم.. لم أستطع
أن أجعلها مبهجة أكثر. كيف أفعل ومدرسة الأطفال الصغيرة الفقيرة تلقت
صاروخين وخمس قنابل كأنها لواء مدرع كامل؟ والسبب أن إسرائيل كانت
بحاجة إلي أن تلقن عبدالناصر درسًا بعد تزايد نشاط حرب الاستنزاف.
تسألين إن كان العالم اهتز لهذه الجريمة؟.. بالطبع تضايق جدًا.. والله
العظيم تضايق، وأعرب الجميع عن التأثر، لكن ليس لدرجة استصدار قرار
إدانة من مجلس الأمن.. إسرائيل اعتذرت وأعطت العالم سيجارة فوضعها خلف
أذنه وانصرف شاكرًا..
نعم يا مريم.. حتي في مصر نسينا كل شيء عن هؤلاء الأطفال الثلاثين،
وفيما عدا بعض الجهود الفردية مثل جهد الأستاذ (عصام الإسلامبولي)
لمقاضاة الجناة، فإننا لا نثير هذه القضية حتي لا نخدش سلام إسرائيل
النفسي. لقد ولي عهد الحقد، وليه يكونوا ناس في ناحية وناس في ناحية؟..
هناك من يصدّر الغاز لإسرائيل لأنها دولة صديقة، وهناك من يؤمّن
حدودها، وهناك من يصدّر لها الأسمنت، وهناك من يعانق قادتها، وهناك من
يلوم سكان غزة لأنهم يحدثون صخبًا عاليًا وهم يُذبحون..
نعم يا مريم.. أنا من جيل تعلم أن يكره كل ما هو إسرائيلي.. أكره علمهم
وأتشاءم من منظره.. وما زال منظر حروفهم العبرية يجعل الشعر ينتصب
اشمئزازًا علي ساعدي لأنه يذكرني بمنظر أقدام العنكبوت.
إن النعاس يداعب جفنيك، ولو كان حظي حسنًا فأنت لم تكوني واعية عندما
سمعت قصة موت الأطفال، لكني كلما رأيت أطفالي وأطفال الآخرين تذكرت
إسرائيل القادرة الراغبة في كل لحظة أن تكرر ما حدث يوم الأربعاء
الحزين.. أربعاء الرماد علي رأي الخواجة إليوت. لا أطلب منك شيئًا وإلا
لفعلته أنا، لكني أريدك ألا تنسي، وألا تخبو جذوة الحقد المقدسة أبدًا
مهما قالوا ومهما زعموا ومهما غيروا الحقائق.. لا تتحدثي عن العالم
الجديد ونسيان خلافات الماضي، فالإسرائيليون لم ينسوا النازيين يومًا
واحدًا ويلاحقوهم في كل مكان ويخطفوهم ويعدموهم، فلماذا ننسي نحن؟
الدرس انتهي.. لموا الكراريس........