أحد أركان الحركة الصهيونية، ولد في روسيا لأسرة من الطبقة الوسطى حل بها الفقر بعد
موت عائلها، درس القانون في سويسرا، وإيطاليا، وعمل أثناء إقامته في روما مراسلا
صحفيا، وكان ينشر مقالاته تحت اسم مستعار.
وتبنى جابوتنسكي الكثير من أفكار الفلاسفة أمثال توماس هوبز ونيتشه كما تأثر بالفكر
الدارويني والفاشي.وكان من جملة هذه الأفكار التي يحملها ما عبر عنه في إحدى خطبه
بقوله: «كل إنسان آخر على خطأ، وأنت وحدك على صواب، لا تحاول أن تجد أعذاراً من أجل
ذلك، فهي غير ضرورية، وهي غير صحيحة، وليس بوسعك أن تعتقد بأي شيء في العالم، إذا
اعترفت ولو لمرة واحدة، أن خصومك قد يكونون على صواب لا أنت فهذه ليست الطريقة
لتحقيق أي أمر. لا توجد في العالم إلا حقيقة واحدة، وهي بكاملها ملكك أنت».جدير
بالذكر في هذا المقام أن جابوتنسكي كان الأب الروحي والملهم لمناحيم بيجن.
جابوتنسكي والجدار العازل
يمكن القول: إن فكرة الجدار العازل فكرة مترسخة في الوجدان الصهيوني. ففي
الأربعينيات، اقترح فلاديمير جابوتنسكي زعيم ما يسمى "الصهيونية المراجعة" أو
"التنقيحية" Revisionist Zionism (والتي يعبر عن أفكارها حاليا حزب الليكود) إقامة
ما سماه بالحائط الحديدي. وكان جابوتنسكي ينطلق من رؤية مفادها أن أية تجربة
استيطانية استعمارية لا بد أن تواجه بمقاومة السكان الأصليين، فلا يوجد شعب تنازل
طواعية عن أرضه لشعب آخر، وأن حل هذه الإشكالية هو أن يقيم المستوطنون الصهاينة
حائطا حديديا حول أنفسهم ويستمرون في البطش بالسكان الأصليين إلى أن يسلموا بأنه لا
مفر من التنازل واقتسام الأرض مع الكتلة البشرية الوافدة. وهذه هي الفكرة نفسها
التي عبر عنها شارون بعد ذلك بعدة عقود، عندما قال: "إن ما لا يؤخذ بالقوة يؤخذ
بمزيد من القوة".
جابوتنسكي والنشاط الصهيوني
بدأ جابوتنسكي نشاطه الصهيوني عام 1903 بحضور المؤتمر الصهيوني السادس، فاطلع على
كتابات الصهاينة الأوائل مثل هرتزل وبنسكر كما تعرف إلى أوسشكين وبياليك، وكان من
معارضي مشروع شرق أفريقيا.
كما عمل داعية صهيونيا في إسطنبول عشية اندلاع الحرب العالمية الأولى حيث كان
مسئولا بصورة رسمية عن أجهزة الدعاية الصهيونية وذلك بعد سقوط الخلافة العثمانية،
واستطاع مع (ترومبلدور) إقناع السلطات البريطانية بتكوين وحدات يهودية مقاتلة كان
منها فيما بعد الفيلق اليهودي، وكان له دور بارز في الحركة الصهيونية داخل فلسطين
وخارجها، فقد أسس منظمة (بريت ترومبلدور بيتار) التي كانت منافسة لمنظمة (هيحالوتس)
في جذب الشباب وتدريبهم، كما أسس منظمة عمالية صهيونية تنافس الهستدروت وتسمى
(الهستدروت القومي للعمال).
كانت خطته لتنفيذ المشروع الصهيوني تختلف عن خطة وايزمان، حيث كان يعتمد على الضغوط
الدولية وكان يبحث عن حليف غير بريطانيا فاتصل بمعظم حكومات شرق أوروبا، وكان هدفه
من ذلك الضغط على بريطانيا وليس استبدالها.
وعارض مشروع التقسيم؛ فقد كان يريد الوصول للحد الأقصى مباشرة، كما عارض سياسة
بريطانيا في الهجرة وعمل على تشجيع الهجرة غير الشرعية إلى فلسطين.
واستطاع مع ترمبلدور إقناع بريطانيا بتكوين فرق يهودية لتحارب مع القوات البريطانية
الغازية لفلسطين، فكانت الفرقة 38 في عام 1917 التي تطوع فيها جابوتنسكي وأصبح
قائدها، ولعب دورا بارزا في تكوين كتائب الهاغاناه التي قادها بنفسه لقمع المظاهرات
العربية في القدس عام1920، كما تبني سياسة الردع النشيط ضد العرب لإرغامهم على
الاعتراف بالوجود اليهودي.وكان يظن أن دوره كان حاسما في صدور وعد بلفور، وقد أطلق
عليه بن جوريون لقب (تروتسكي الحركة الصهيونية).
موت عائلها، درس القانون في سويسرا، وإيطاليا، وعمل أثناء إقامته في روما مراسلا
صحفيا، وكان ينشر مقالاته تحت اسم مستعار.
وتبنى جابوتنسكي الكثير من أفكار الفلاسفة أمثال توماس هوبز ونيتشه كما تأثر بالفكر
الدارويني والفاشي.وكان من جملة هذه الأفكار التي يحملها ما عبر عنه في إحدى خطبه
بقوله: «كل إنسان آخر على خطأ، وأنت وحدك على صواب، لا تحاول أن تجد أعذاراً من أجل
ذلك، فهي غير ضرورية، وهي غير صحيحة، وليس بوسعك أن تعتقد بأي شيء في العالم، إذا
اعترفت ولو لمرة واحدة، أن خصومك قد يكونون على صواب لا أنت فهذه ليست الطريقة
لتحقيق أي أمر. لا توجد في العالم إلا حقيقة واحدة، وهي بكاملها ملكك أنت».جدير
بالذكر في هذا المقام أن جابوتنسكي كان الأب الروحي والملهم لمناحيم بيجن.
جابوتنسكي والجدار العازل
يمكن القول: إن فكرة الجدار العازل فكرة مترسخة في الوجدان الصهيوني. ففي
الأربعينيات، اقترح فلاديمير جابوتنسكي زعيم ما يسمى "الصهيونية المراجعة" أو
"التنقيحية" Revisionist Zionism (والتي يعبر عن أفكارها حاليا حزب الليكود) إقامة
ما سماه بالحائط الحديدي. وكان جابوتنسكي ينطلق من رؤية مفادها أن أية تجربة
استيطانية استعمارية لا بد أن تواجه بمقاومة السكان الأصليين، فلا يوجد شعب تنازل
طواعية عن أرضه لشعب آخر، وأن حل هذه الإشكالية هو أن يقيم المستوطنون الصهاينة
حائطا حديديا حول أنفسهم ويستمرون في البطش بالسكان الأصليين إلى أن يسلموا بأنه لا
مفر من التنازل واقتسام الأرض مع الكتلة البشرية الوافدة. وهذه هي الفكرة نفسها
التي عبر عنها شارون بعد ذلك بعدة عقود، عندما قال: "إن ما لا يؤخذ بالقوة يؤخذ
بمزيد من القوة".
جابوتنسكي والنشاط الصهيوني
بدأ جابوتنسكي نشاطه الصهيوني عام 1903 بحضور المؤتمر الصهيوني السادس، فاطلع على
كتابات الصهاينة الأوائل مثل هرتزل وبنسكر كما تعرف إلى أوسشكين وبياليك، وكان من
معارضي مشروع شرق أفريقيا.
كما عمل داعية صهيونيا في إسطنبول عشية اندلاع الحرب العالمية الأولى حيث كان
مسئولا بصورة رسمية عن أجهزة الدعاية الصهيونية وذلك بعد سقوط الخلافة العثمانية،
واستطاع مع (ترومبلدور) إقناع السلطات البريطانية بتكوين وحدات يهودية مقاتلة كان
منها فيما بعد الفيلق اليهودي، وكان له دور بارز في الحركة الصهيونية داخل فلسطين
وخارجها، فقد أسس منظمة (بريت ترومبلدور بيتار) التي كانت منافسة لمنظمة (هيحالوتس)
في جذب الشباب وتدريبهم، كما أسس منظمة عمالية صهيونية تنافس الهستدروت وتسمى
(الهستدروت القومي للعمال).
كانت خطته لتنفيذ المشروع الصهيوني تختلف عن خطة وايزمان، حيث كان يعتمد على الضغوط
الدولية وكان يبحث عن حليف غير بريطانيا فاتصل بمعظم حكومات شرق أوروبا، وكان هدفه
من ذلك الضغط على بريطانيا وليس استبدالها.
وعارض مشروع التقسيم؛ فقد كان يريد الوصول للحد الأقصى مباشرة، كما عارض سياسة
بريطانيا في الهجرة وعمل على تشجيع الهجرة غير الشرعية إلى فلسطين.
واستطاع مع ترمبلدور إقناع بريطانيا بتكوين فرق يهودية لتحارب مع القوات البريطانية
الغازية لفلسطين، فكانت الفرقة 38 في عام 1917 التي تطوع فيها جابوتنسكي وأصبح
قائدها، ولعب دورا بارزا في تكوين كتائب الهاغاناه التي قادها بنفسه لقمع المظاهرات
العربية في القدس عام1920، كما تبني سياسة الردع النشيط ضد العرب لإرغامهم على
الاعتراف بالوجود اليهودي.وكان يظن أن دوره كان حاسما في صدور وعد بلفور، وقد أطلق
عليه بن جوريون لقب (تروتسكي الحركة الصهيونية).