في عددها الصادر في 4 أكتوبر1982 بعد أيام من وقوع مذبحة صابرا وشاتيلا نشرت
مجلة تايم الأمريكية بعض تفاصيل هذه المذبحة البشعة في تحقيقين صحفيين: أولهما
يستعرض بعض الجرائم الدامية التي جرت في هذه المذبحة, أما الثاني فيركز على تناول
دور شارون (وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك) في إعداد وتخطيط وتنفيذ هذه
الجرائم.
في السطور التالية نقوم بتقديم ترجمة وتلخيص سريع لمقتطفات من هذين المقالين اللذين
قام شارون بمقاضاة المجلة الأمريكية بسببهما مطالبا بتعويض قدرة50 مليون دولار,
إلا أن القضاء الأمريكي قد خذله في ذلك!!
التحقيق الأول وعنوانه: يا إلهي..
يا إلهي حمام الدماء في المخيمات الفلسطينية.. المجزرة التي لا يستطيع العقل أن
يستوعبها( كتبه جورج روسيل عن تقرير مراسم التايم في بيروت روبرتو سورو). لم
يتبق في المكان سوى صرخات العويل على الموتى وأكوام جثث لرجال ونساء وأطفال قتلوا
بإطلاق الرصاص عليهم من مسافة بالغة القرب أو لآخرين نحروا من حلوقهم كالخراف,
والعديد من الرجال قطعت أعضاؤهم التناسلية, نساء في منتصف أعمارهن وبنات لا
تتجاوز أعمارهن الثلاث سنوات ربطت أياديهن وأرجلهن بطريقة عكسية مبتذلة ثم تمت
تغطيتهن بأكوام القمامة. رؤوس البعض ذبحت بعد تفجيرها بالرصاص, إحدى النساء
وجدت تحتضن صغيرها وتضمه إلى صدرها فجاءت طلقة واحدة لتمزق صدرها وتخترق جسد طفلها
فتقتله. كان المشهد يؤكد ما قاله ضابط لبناني أن هناك حجما من الجزارة هنا لا
يمكن للعقل أن يستوعبه كله.
كانت الجثث تزال من أوضاعها المؤلمة الواحدة تلو الأخرى لتكفن في بطاطين بنية
بواسطة المتطوعين ورجال الصليب الأحمر الذين يرتدون كمامات الغاز والقفازات
المطاطية ليحموا أنفسهم من الروائح العفنة وسموم اللحم المتحلل, وكانت مجموعات من
الفلسطينيين الهائجين تتجمع حول كتل الموتى بحثا عن قريب أو صديق, وما بين الوقت
والآخر كان أحد الباحثين يصرخ مرعوبا عندما يكتشف ملامح أحد أفراد أسرته أو أصدقائه
بعد أن شوهها القتل والتنكيل العديد من الضحايا- ومنهم أيضا بعض قاطني المخيمات
من اللبنانيين- تم دفنهم في حفرة حفرها القتلة على عجلة قريبا من مدخل شاتيلا فور
انتهائهم من جريمتهم الفظيعة, وفضل رجال الإنقاذ إلا يفتحوا هذه المقبرة
الجماعية, مع نهاية الأسبوع كانت إحصائيات الصليب الأحمر تشير إلى أن عدد القتلى
حتى ذلك الحين يجاوز الـ320 قتيلا. المئات الأخرى اعتبرت في عدد المفقودين,
وأصبح إجمالي الموتى والمفقودين لا يقل عن ثمانمائة( وأشارت معظم التقارير فيما
بعد إلى أن أعداد القتلى تجاوزت الألفين).
وبعدما اكتشف العالم مدي جسامة المذبحة بدأت تفاصيل ما حدث تتسرب من التقارير
المشوشة للذين بقوا على قيد الحياة والذين شهدوا المأساة أو جزءا منها. وكانت
هناك حقيقة مكتملة الوضوح, وهي أن سكان مخيمات صابرا وشاتيلا لم يكونوا بأي حال
مستعدين لهذه الهجمة الدموية التي بدأت بعد يوم واحد من تحرك الجيش الإسرائيلي إلى
غرب بيروت. لم يكن هناك تخطيط لأي مقاومة لهذه الخطوة الإسرائيلية في هذه
المخيمات التي كان عدد المسلحين الفلسطينيين فيها يعد على الأصابع. ولقد حاصر
الإسرائيليون هذه المخيمات من ثلاث جهات وتركت الجهة الجنوبية مفتوحة في انتظار
مليشيات الكتائب التي انتقلت بعد ظهر الخميس16 سبتمبر من مكان تجمعها في مطار
بيروت في قوافل مسلحة حتى وصلوا إلى المخيمات وقضوا الليل بأسره في عمليات الذبح
والتنكيل بدعم ضوئي من الإسرائيليين لعملياتهم الإجرامية في صورة قنابل مضيئة. لم
يقنع المجرمون بإطلاق الرصاص فكانوا يستخدمون الحبال والفئوس ويربطون ضحاياهم في
حزمة واحدة ثم يقطعون أجسادهم.
في صباح الجمعة كانت أخبار المذبحة قد عرفت وانتشر الذعر في أرجاء المخيمات,
واستمر تقاطر اللاجئين على مستشفي غزة المجاورة للبحث عن مخبأ. ويتذكر بعض
الناجين أنهم رأوا رجال المليشيات يقيمون سدا للطريق الجنوبي للمخيم حيث كان مئات
الجنود الإسرائيليون يقفون بجوارهم. وعندما توقف- مؤقتا- نزيف الدم في
المخيمات تحول انتباه أفراد الميليشيات إلى مستشفي عكا القريب. وفي صباح الجمعة
بعد أن تمكن اللاجئون الذين قضوا ليلتهم في المستشفي من الفرار, حاول أربعة أطباء
مغادرة المستشفي حاملين علما أبيض فألقت عليهم المليشيات قنبلة يدوية فقتلت ثلاثة
منهم. بعد ساعات قليلة دخل المستشفي مجموعة من المليشيات وقاموا باغتصاب إحدى
الممرضات عدة مرات ثم أطلقوا الرصاص عليها وأردوها قتيلة!! ثم أخذوا اثنين من
الأطباء الفلسطينيين خارج المستشفي إلى مصير غير معلوم.
وبمرور وقت يوم الجمعة أصبحت أصوات العنف المنبعثة من المخيمات أكثر تفرقا. في
الظهيرة بدأت المليشيات محاولة إخفاء معالم جريمتهم وكانت جثث القتلى مختلطة
بالتراب والقاذورات ونقلت في عجالة بالبلدوزرات ليبدأ أفراد المليشيا في هدم البيوت
وسحق اللاجئين الذين نجوا من رعب الليلة الماضية داخل بيوتهم التي انهارت وهم
بداخلها.
ويختتم كاتب التحقيق مقاله بهذه العبارة: إن الهروب من الموت في مذبحة شئ أما
الهروب من ذكراها فهو شئ آخر.
التحقيق الثاني: أزمة ضمير( كتبه ويليام سميث عن تقرير مراسلي التايم في بيروت
ويليام ستيوارت وفي القدس روبرت سلاتر).
كجنرال مقاتل سابق كان وزير الدفاع الإسرائيلي العدواني العنيف آرييل شارون يتطلع
منذ زمن بعيد إلى كنس كل اثر لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى خارج لبنان وكان هو
القوة الدافعة في وزارة بيجين والمسئولة عن غزو لبنان, وكان يفعل الكثير من تلقاء
نفسه بدون تصديق زملائه في الوزارة وكانت إسرائيل والعالم بأسره يريدون أن يعرفوا
سلسلة الأحداث التي أدت إلى هذه المذبحة والى أي مدي تتحمل الحكومة الإسرائيلية
مسئولية الاشتراك فيها, وفي معمعة التقارير المتضاربة كانت هناك حقائق لا يمكن
إنكارها كان كبار المسئولين الإسرائيليين قد خططوا منذ أشهر عديدة على أن يدفعوا
بالقوات اللبنانية المكونة من مليشيات الكتائب إلى الدخول إلى مخيمات اللاجئين
الفلسطينيين حالما يتم حصار بيروت الغربية بالقوات الإسرائيلية. تم إعداد هذه
الخطة عندما كانت هذه المخيمات, تخدم كقاعدة لقوات منظمة التحرير, كان
الإسرائيليون يخشون أن يتعرضوا عند دخولهم بيروت للقتال من منزل إلى منزل مع
الفلسطينيين حتى ينتهي ذلك إلى حصون منظمة التحرير الفلسطينية في هذه المخيمات من
هنا اعتقد الإسرائيليون أن استخدام مليشيات الكتائب لدخول هذه المخيمات سوف يخدم
غرضا مزدوجا فهو يقلل من الخسائر البشرية الإسرائيلية حين يحافظ للأيادي
الإسرائيلية على نظافتها من مثل هذه الجريمة, وباعتراف شارون نفسه فإن
الإسرائيليين قد خططوا قبل المذبحة, بأسبوعين لدخول القوات اللبنانية للمخيمات
دون أن يأخذوا في الاعتبار التغيرات التي حدثت في لبنان خلال الشهر السابق للمذبحة
فقد تم ترحيل اكثر من11.000( أحد عشر ألف مقاتل فلسطيني من لبنان) ولم يتبق في
غرب بيروت إلا الجزء اليسير.
وقد قدرت القيادة الإسرائيلية عدد قوات المنظمة المتبقية في غرب بيروت بألفي
مقاتل وهو ما اتخذ كتبرير لغزو بيروت إلا أن مراسل التايم في لبنان زار مخيمات
الفلسطينيين بعد رفع الحصار عن بيروت الغربية ولم ير أي علامات لأي نشاط عسكري في
هذه المخيمات التي عاد إليها آلاف المدنيين الفلسطينيين من الذين كانوا قد لجأوا
إلى أماكن أخري خلال الحصار. إذن فإنه لم يكن هناك أي حاجة بالإسرائيليين لأن
يرسلوا قوة مسلحة قوية للتفتيش الدقيق في هذه المخيمات, ناهيك عن أن يرسلوا قوة
من الكتائب. وتؤكد المصادر اللبنانية والإسرائيليةأن المليشيا التي اجتاحت
المخيمات تلقت تدريباتها بواسطة الإسرائيليين, وهناك أدلة عديدة على أن
الإسرائيليين قد علموا بالمذبحة التي ارتكبت في المخيم ومنها انه في مساء الخميس
استطاعت بعض النساء أن تهربن من المخيم, وتجري صارخة في حالة هستيرية متجهة إلى
الجنود الإسرائيليين قائلات لهم أن أطفالهن يتعرضون للقتل داخل المخيم وذكر أحد
الجنود الإسرائيليين أنه عندما أخبر أحد ضباطه بذلك كان رده' لا بأس لا
تنزعجوا.
كان الإسرائيليون قد قاموا بتجهيز نقط مراقبة فوق أسطح المباني المرتفعة القريبة من
مخيم شاتيلا. وعندما قام مراسل التايم بتفقد أحد هذه الأسطح وجد بها فوارغ لعلب
مأكولات محفوظة وبعض الصحف الإسرائيلية ومنظرا بانوراميا واضحا لا يعترضه شئ لمخيم
شاتيلا حيث ارتكبت المذبحة.
مجلة تايم الأمريكية بعض تفاصيل هذه المذبحة البشعة في تحقيقين صحفيين: أولهما
يستعرض بعض الجرائم الدامية التي جرت في هذه المذبحة, أما الثاني فيركز على تناول
دور شارون (وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك) في إعداد وتخطيط وتنفيذ هذه
الجرائم.
في السطور التالية نقوم بتقديم ترجمة وتلخيص سريع لمقتطفات من هذين المقالين اللذين
قام شارون بمقاضاة المجلة الأمريكية بسببهما مطالبا بتعويض قدرة50 مليون دولار,
إلا أن القضاء الأمريكي قد خذله في ذلك!!
التحقيق الأول وعنوانه: يا إلهي..
يا إلهي حمام الدماء في المخيمات الفلسطينية.. المجزرة التي لا يستطيع العقل أن
يستوعبها( كتبه جورج روسيل عن تقرير مراسم التايم في بيروت روبرتو سورو). لم
يتبق في المكان سوى صرخات العويل على الموتى وأكوام جثث لرجال ونساء وأطفال قتلوا
بإطلاق الرصاص عليهم من مسافة بالغة القرب أو لآخرين نحروا من حلوقهم كالخراف,
والعديد من الرجال قطعت أعضاؤهم التناسلية, نساء في منتصف أعمارهن وبنات لا
تتجاوز أعمارهن الثلاث سنوات ربطت أياديهن وأرجلهن بطريقة عكسية مبتذلة ثم تمت
تغطيتهن بأكوام القمامة. رؤوس البعض ذبحت بعد تفجيرها بالرصاص, إحدى النساء
وجدت تحتضن صغيرها وتضمه إلى صدرها فجاءت طلقة واحدة لتمزق صدرها وتخترق جسد طفلها
فتقتله. كان المشهد يؤكد ما قاله ضابط لبناني أن هناك حجما من الجزارة هنا لا
يمكن للعقل أن يستوعبه كله.
كانت الجثث تزال من أوضاعها المؤلمة الواحدة تلو الأخرى لتكفن في بطاطين بنية
بواسطة المتطوعين ورجال الصليب الأحمر الذين يرتدون كمامات الغاز والقفازات
المطاطية ليحموا أنفسهم من الروائح العفنة وسموم اللحم المتحلل, وكانت مجموعات من
الفلسطينيين الهائجين تتجمع حول كتل الموتى بحثا عن قريب أو صديق, وما بين الوقت
والآخر كان أحد الباحثين يصرخ مرعوبا عندما يكتشف ملامح أحد أفراد أسرته أو أصدقائه
بعد أن شوهها القتل والتنكيل العديد من الضحايا- ومنهم أيضا بعض قاطني المخيمات
من اللبنانيين- تم دفنهم في حفرة حفرها القتلة على عجلة قريبا من مدخل شاتيلا فور
انتهائهم من جريمتهم الفظيعة, وفضل رجال الإنقاذ إلا يفتحوا هذه المقبرة
الجماعية, مع نهاية الأسبوع كانت إحصائيات الصليب الأحمر تشير إلى أن عدد القتلى
حتى ذلك الحين يجاوز الـ320 قتيلا. المئات الأخرى اعتبرت في عدد المفقودين,
وأصبح إجمالي الموتى والمفقودين لا يقل عن ثمانمائة( وأشارت معظم التقارير فيما
بعد إلى أن أعداد القتلى تجاوزت الألفين).
وبعدما اكتشف العالم مدي جسامة المذبحة بدأت تفاصيل ما حدث تتسرب من التقارير
المشوشة للذين بقوا على قيد الحياة والذين شهدوا المأساة أو جزءا منها. وكانت
هناك حقيقة مكتملة الوضوح, وهي أن سكان مخيمات صابرا وشاتيلا لم يكونوا بأي حال
مستعدين لهذه الهجمة الدموية التي بدأت بعد يوم واحد من تحرك الجيش الإسرائيلي إلى
غرب بيروت. لم يكن هناك تخطيط لأي مقاومة لهذه الخطوة الإسرائيلية في هذه
المخيمات التي كان عدد المسلحين الفلسطينيين فيها يعد على الأصابع. ولقد حاصر
الإسرائيليون هذه المخيمات من ثلاث جهات وتركت الجهة الجنوبية مفتوحة في انتظار
مليشيات الكتائب التي انتقلت بعد ظهر الخميس16 سبتمبر من مكان تجمعها في مطار
بيروت في قوافل مسلحة حتى وصلوا إلى المخيمات وقضوا الليل بأسره في عمليات الذبح
والتنكيل بدعم ضوئي من الإسرائيليين لعملياتهم الإجرامية في صورة قنابل مضيئة. لم
يقنع المجرمون بإطلاق الرصاص فكانوا يستخدمون الحبال والفئوس ويربطون ضحاياهم في
حزمة واحدة ثم يقطعون أجسادهم.
في صباح الجمعة كانت أخبار المذبحة قد عرفت وانتشر الذعر في أرجاء المخيمات,
واستمر تقاطر اللاجئين على مستشفي غزة المجاورة للبحث عن مخبأ. ويتذكر بعض
الناجين أنهم رأوا رجال المليشيات يقيمون سدا للطريق الجنوبي للمخيم حيث كان مئات
الجنود الإسرائيليون يقفون بجوارهم. وعندما توقف- مؤقتا- نزيف الدم في
المخيمات تحول انتباه أفراد الميليشيات إلى مستشفي عكا القريب. وفي صباح الجمعة
بعد أن تمكن اللاجئون الذين قضوا ليلتهم في المستشفي من الفرار, حاول أربعة أطباء
مغادرة المستشفي حاملين علما أبيض فألقت عليهم المليشيات قنبلة يدوية فقتلت ثلاثة
منهم. بعد ساعات قليلة دخل المستشفي مجموعة من المليشيات وقاموا باغتصاب إحدى
الممرضات عدة مرات ثم أطلقوا الرصاص عليها وأردوها قتيلة!! ثم أخذوا اثنين من
الأطباء الفلسطينيين خارج المستشفي إلى مصير غير معلوم.
وبمرور وقت يوم الجمعة أصبحت أصوات العنف المنبعثة من المخيمات أكثر تفرقا. في
الظهيرة بدأت المليشيات محاولة إخفاء معالم جريمتهم وكانت جثث القتلى مختلطة
بالتراب والقاذورات ونقلت في عجالة بالبلدوزرات ليبدأ أفراد المليشيا في هدم البيوت
وسحق اللاجئين الذين نجوا من رعب الليلة الماضية داخل بيوتهم التي انهارت وهم
بداخلها.
ويختتم كاتب التحقيق مقاله بهذه العبارة: إن الهروب من الموت في مذبحة شئ أما
الهروب من ذكراها فهو شئ آخر.
التحقيق الثاني: أزمة ضمير( كتبه ويليام سميث عن تقرير مراسلي التايم في بيروت
ويليام ستيوارت وفي القدس روبرت سلاتر).
كجنرال مقاتل سابق كان وزير الدفاع الإسرائيلي العدواني العنيف آرييل شارون يتطلع
منذ زمن بعيد إلى كنس كل اثر لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى خارج لبنان وكان هو
القوة الدافعة في وزارة بيجين والمسئولة عن غزو لبنان, وكان يفعل الكثير من تلقاء
نفسه بدون تصديق زملائه في الوزارة وكانت إسرائيل والعالم بأسره يريدون أن يعرفوا
سلسلة الأحداث التي أدت إلى هذه المذبحة والى أي مدي تتحمل الحكومة الإسرائيلية
مسئولية الاشتراك فيها, وفي معمعة التقارير المتضاربة كانت هناك حقائق لا يمكن
إنكارها كان كبار المسئولين الإسرائيليين قد خططوا منذ أشهر عديدة على أن يدفعوا
بالقوات اللبنانية المكونة من مليشيات الكتائب إلى الدخول إلى مخيمات اللاجئين
الفلسطينيين حالما يتم حصار بيروت الغربية بالقوات الإسرائيلية. تم إعداد هذه
الخطة عندما كانت هذه المخيمات, تخدم كقاعدة لقوات منظمة التحرير, كان
الإسرائيليون يخشون أن يتعرضوا عند دخولهم بيروت للقتال من منزل إلى منزل مع
الفلسطينيين حتى ينتهي ذلك إلى حصون منظمة التحرير الفلسطينية في هذه المخيمات من
هنا اعتقد الإسرائيليون أن استخدام مليشيات الكتائب لدخول هذه المخيمات سوف يخدم
غرضا مزدوجا فهو يقلل من الخسائر البشرية الإسرائيلية حين يحافظ للأيادي
الإسرائيلية على نظافتها من مثل هذه الجريمة, وباعتراف شارون نفسه فإن
الإسرائيليين قد خططوا قبل المذبحة, بأسبوعين لدخول القوات اللبنانية للمخيمات
دون أن يأخذوا في الاعتبار التغيرات التي حدثت في لبنان خلال الشهر السابق للمذبحة
فقد تم ترحيل اكثر من11.000( أحد عشر ألف مقاتل فلسطيني من لبنان) ولم يتبق في
غرب بيروت إلا الجزء اليسير.
وقد قدرت القيادة الإسرائيلية عدد قوات المنظمة المتبقية في غرب بيروت بألفي
مقاتل وهو ما اتخذ كتبرير لغزو بيروت إلا أن مراسل التايم في لبنان زار مخيمات
الفلسطينيين بعد رفع الحصار عن بيروت الغربية ولم ير أي علامات لأي نشاط عسكري في
هذه المخيمات التي عاد إليها آلاف المدنيين الفلسطينيين من الذين كانوا قد لجأوا
إلى أماكن أخري خلال الحصار. إذن فإنه لم يكن هناك أي حاجة بالإسرائيليين لأن
يرسلوا قوة مسلحة قوية للتفتيش الدقيق في هذه المخيمات, ناهيك عن أن يرسلوا قوة
من الكتائب. وتؤكد المصادر اللبنانية والإسرائيليةأن المليشيا التي اجتاحت
المخيمات تلقت تدريباتها بواسطة الإسرائيليين, وهناك أدلة عديدة على أن
الإسرائيليين قد علموا بالمذبحة التي ارتكبت في المخيم ومنها انه في مساء الخميس
استطاعت بعض النساء أن تهربن من المخيم, وتجري صارخة في حالة هستيرية متجهة إلى
الجنود الإسرائيليين قائلات لهم أن أطفالهن يتعرضون للقتل داخل المخيم وذكر أحد
الجنود الإسرائيليين أنه عندما أخبر أحد ضباطه بذلك كان رده' لا بأس لا
تنزعجوا.
كان الإسرائيليون قد قاموا بتجهيز نقط مراقبة فوق أسطح المباني المرتفعة القريبة من
مخيم شاتيلا. وعندما قام مراسل التايم بتفقد أحد هذه الأسطح وجد بها فوارغ لعلب
مأكولات محفوظة وبعض الصحف الإسرائيلية ومنظرا بانوراميا واضحا لا يعترضه شئ لمخيم
شاتيلا حيث ارتكبت المذبحة.