يؤكد العديد من المؤرخين العسكريين أن عملية التهجير
القسري للفلسطينيين قد تمت بشكل مبرمج ومخطط بهدف
"تطهير" فلسطين من سكانها العرب، وقد واكبت عملية
التهجير القسري حملات مكثفة من العنف والإرهاب
والمجازر والتي شكلت إحدى الأسباب الرئيسية لهجرة
عرب فلسطين قراهم ومدنهم.
كما رافقت العمليات العسكرية سياسة الحرب النفسية من
خلال تسريب أخبار المجازر على نطاق محلي كي تصل
أنباء القتل الجماعي والاغتصاب والهدم إلى
الفلسطينيين، وذلك كي تزرع في نفوس السكان حالة من
الهلع والذعر ليقوموا بإخلاء قراهم حفاظا على
أرواحهم ومتاعهم وأعراضهم. ومنذ الإعلان عن قرار
التقسيم رقم 181 بتاريخ 29 نوفمبر/تشرين الثاني
1947, كان يسكن في المناطق التابعة للدولة اليهودية
-حسب قرار التقسيم- ما يزيد عن 243 ألف عربي في 219
قرية وأربع مدن هي حيفا وطبريا وصفد وبيسان. وقد هجر
من هذه المناطق -في الفترة الواقعة بين قرار التقسيم
وحتى شهر حزيران/يونيو 1948- ما يزيد عن 239 ألف
عربي وأخليت ودمرت 180 قرية عربية تماما, كما هجر
سكان ثلاث مدن كبرى كليا هي صفد وطبريا وبيسان,
بينما بقي في حيفا 1950 فلسطينيا وبالمقابل قامت
المنظمات العسكرية الصهيونية بتهجير ما يقارب 122
ألف عربي من المناطق التابعة للدولة الفلسطينية,
وأخليت ودمرت 70 قرية تماما وهجر سكان يافا وعكا
بشكل كلي تقريبا كما تم تهجير جزء كبير جدا من سكان
مدينتي اللد والرملة.
ويحاول هذا التقرير رصد أبرز المذابح الإسرائيلية ضد
الشعب الفلسطيني داخل حدود فلسطين التاريخية والتي
كثرت إبان إنشاء وقيام الدولة العبرية، وقد كان
الهدف الكامن وراء تلك المذابح تفريغ المدن والقرى
الفلسطينية من أهلها لتوطين اليهود القادمين من
الخارج.
مذبحة بلدة الشيخ 31/12/1947
اقتحمت عصابات الهاغاناه قرية بلدة الشيخ (يطلق
عليها اليوم اسم تل غنان) ولاحقت المواطنين العزل،
وقد أدت المذبحة إلى مصرع العديد من النساء والأطفال
حيث بلغت حصيلة المذبحة نحو 600 شهيد وجدت جثث
غالبيتهم داخل منازل القرية.
مذبحة دير ياسين 10/4/1948
داهمت عصابات شتيرن والأرغون والهاغاناه قرية دير
ياسين الواقعة غربي مدينة القدس (تقوم على انقاضها
اليوم مستعمرة إسرائيلية تسمى جفعات شؤول) في الساعة
الثانية فجرا، وقد شرع أفراد العصابات الإسرائيلية
بقتل كل من وقع في مرمى أسلحتهم. وبعد ذلك أخذوا
بإلقاء القنابل داخل منازل القرية لتدميرها على من
فيها، حيث كانت الأوامر الصادرة لهم تقضي بتدمير كل
بيوت القرية العربية، في الوقت ذاته سار خلف رجال
المتفجرات أفراد من الأرغون وشتيرن فقلوا كل من بقي
حيا داخل المنازل المدمرة.
وقد استمرت المجزرة حتى ساعات الظهر، وقبل الانسحاب
من القرية جمع كل من بقي حيا من أهالي القرية حيث
أطلقت عليهم النيران لإعدامهم أمام الجدران، وقد
استشهد 360 فلسطينيا معظمهم من الشيوخ والنساء
والأطفال.
مذبحة قرية أبو شوشة 14/5/1948
بدأت المذبحة في قرية أبو شوشة القريبة من قرية دير
ياسين فجرا، راح ضحيتها 50 شهيدا من النساء والرجال
والشيوخ والأطفال ضربت رؤوس العديد منهم بالبلطات،
وقد أطلق جنود لواء جعفاتي الذي نفذ المذبحة النار
على كل شيء يتحرك دون تمييز.
مذبحة الطنطورة 22/8/1948
في الليلة الواقعة بين 22 و 23 أيار 1948 هاجمت
كتيبة 33 التابعة للواء الكسندروني (التي دعيت آنذاك
باسم "كتيبة السبت" لأنه كان يلقى على عاتقها في كل
نهاية أسبوع, إبان حرب العام 1948, مهمة جديدة) قرية
طنطورة. احتلت القرية بعد عدة ساعات من مقاومة أهالي
البلده لقوات الاحتلال الإسرائيلي, وفي ساعات الصباح
الباكر كانت القرية كلها قد سقطت في يد جيش
الاحتلال، وانهمك الجنود الإسرائيليون لعدة ساعات في
مطاردة دموية شرسة لرجال بالغين بهدف قتلهم. في
البداية أطلقوا النار عليهم في كل مكان صادفوهم فيه
في البيوت في الساحات وحتى في الشوارع. وبعد ذلك
أخذوا يطلقون النار بصورة مركزة في مقبرة القرية.
وقد خلفت المذبحة أكثر من 90 قتيلا دفنوا في حفرة
كبيرة وفي المقبرة التي دفنت فيها جثث القتلى من
أهالي القرية في قبر جماعي, أقيمت لاحقا ساحة لوقوف
السيارات كمرفق لشاطئ "دور" على البحر المتوسط جنوبي
حيفا.
مذبحة قبية 14/10/1953
قامت وحدات من الجيش النظامي الإسرائيلي بتطويق قرية
قبية (كان عدد سكانها يوم المذبحة حولي 200 شخص)
بقوة قوامها حوالي 600 جندي، بعد قصف مدفعي مكثف
استهدف مساكنها، وبعد ذلك اقتحمت قوات الاحتلال
الإسرائيلي القرية وهي تطلق النار بشكل عشوائي.
وبينما طاردت وحدة من المشاة السكان الفلسطينيين
العزل وأطلقت عليهم النار عمدت وحدات أخرى إلى وضع
شحنات متفجرة حول بعض المنازل فنسفتها فوق سكانها،
وقد رابط جنود الاحتلال خارج المنازل أثناء الإعداد
لنسفها وأطلقوا النار على كل من حاول الفرار من هذه
البيوت المعدة للتفجير، وقد كانت حصيلة المجزرة
تدمير 56 منزلا ومسجد القرية ومدرستها وخزان المياه
الذي يغذيها، كما استشهد فيها 67 شهيدا من الرجال
والنساء والأطفال وجرح مئات آخرون. وكان قائد القوات
الإسرائيلية التي نفذت تلك المذبحة أرييل شارون رئيس
الوزراء الإسرائيلي الحالي.
مذبحة قلقيلية 10/10/1956
هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي ومجموعة من المستوطنين
قرية قلقيلية الواقعة على الخط الأخضر الفاصل بين
الأراضي العربية المحتلة عام 1948 والضفة الغربية،
حيث شارك في الهجوم مفرزة من الجيش وكتيبة مدفعية
وعشرة طائرات مقاتلة. وقد عمد الجيش الإسرائيلي إلى
قصف القرية بالمدفعية قبل اقتحامها، حيث راح ضحية
المجزرة أكثر من 70 شهيدا.
مذبحة كفر قاسم 29/10/1956
تقع هذه القرية جنوبي قضاء طولكرم وقد قتل في تلك
المذبحة 49 مدنيا فلسطينيا من الرجال والأطفال
والنساء خلال هجوم لجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي
فرض حظر التجول في القرية، وقد انطلق أطفال وشيوخ
لإبلاغ الشبان الذين يعملون في الأراضي الزراعية
خارج القرية بحظر التجول، غير أن قوات الجيش
المرابطة خارج القرية عمدت إلى قتلهم بدم بارد كما
قتلت من عاد من الشبان قبل وصولهم إلى داخل القرية.
مذبحة خان يونس 3/11/1956
نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي مذبحة بحق اللاجئين
الفلسطينيين في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة راح
ضحيتها أكثر من 250 فلسطينيا. وبعد تسعة أيام من
المجزرة الأولى 12/11/1956 نفذت وحدة من الجيش
الإسرائيلي مجزرة وحشية أخرى راح ضحيتها نحو 275
شهيدا من المدنيين في نفس المخيم، كما قتل أكثر من
مائة فلسطيني آخر من سكان مخيم رفح للاجئين في نفس
اليوم.
مذبحة المسجد الأقصى 8/10/1990
في يوم الاثنين الموافق 8/10/1990 وقبيل صلاة الظهر
حاول متطرفون يهود مما يسمى بجماعة "أمناء جبل
الهيكل" وضع حجر الأساس للهيكل الثالث المزعوم في
ساحة الحرم القدسي الشريف وقد هب أهالي القدس لمنع
المتطرفين اليهود من تدنيس المسجد الأقصى، مما أدى
إلى وقوع اشتباكات بين المتطرفين اليهود الذين
يقودهم غرشون سلمون زعيم "أمناء جبل الهيكل" مع نحو
خمسة آلاف فلسطيني قصدوا المسجد لأداء الصلاة فيه،
وتدخل جنود حرس الحدود الإسرائيليون الموجودون
بكثافة داخل الحرم القدسي، وأخذوا يطلقون النار على
المصلين دون تمييز بين طفل وامرأة وشيخ، مما أدى إلى
استشهاد أكثر من 21 شهيدا وجرح أكثر من 150 منهم،
كما اعتقل 270 شخصا داخل وخارج الحرم القدسي الشريف.
مذبحة الحرم الإبراهيمي 25/2/1994
قد بدأت المذبحة حين دخل باروخ غولدشتاين ومجموعة من
مستوطني كريات أربع المسجد الإبراهيمي وقت صلاة
الفجر، وقد وقف غولدشتاين خلف أحد أعمدة المسجد
وانتظر حتى سجد المصلون وفتح نيران سلاحه الرشاش على
المصلين وهم سجود، فيما قام آخرون بمساعدته في تعبئة
الذخيرة التي احتوت رصاص دمدم المتفجر. واخترقت
شظايا القنابل والرصاص رؤوس المصلين ورقابهم وظهورهم
لتصيب أكثر من ثلاثمائة وخمسين منهم.
وعند تنفيذ المذبحه قام جنود الاحتلال الإسرائيلي
الموجودون في الحرم بإغلاق أبواب المسجد لمنع
المصلين من الهرب، كما منعوا القادمين من خارج الحرم
من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى، وفي وقت لاحق
استشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد وفي
المقابل أثناء تشييع جثث شهداء المسجد، وقد راح ضحية
المجزرة نحو 50 شهيدا قتل 29 منهم داخل المسجد.
مذبحة مخيم جنين 29\3- 9\4\2002
شرع جيش الاحتلال الإسرائيلي في 29 مارس بحملة
عسكرية احتل فيها العديد من المدن والقرى والمخيمات
الفلسطينية، وبعد أسبوعين من حصار مخيم جنين واندلاع
قتال عنيف بين المقاومين الفلسطينيين وقوات الاحتلال
الإسرائيلي التي قادها رئيس الأركان شاؤول موفاز، لم
يعد من سبيل أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي للقضاء
على هذه المقاومة سوى هدم المخيم على رؤوس ساكنيه
ونفاد ذخيرة المقاومين الفلسطينيين، وباشرت عندها
القوات الإسرائيلية حملة إعدامات مكثفة في صفوف
هؤلاء الفلسطينيين، وقد ترافقت حملة الإعدامات تلك
مع جهد دؤوب من قبل الجرافات الإسرائيلية بإزالة
المخيم من الوجود. ولا يعلم أحد حتى الآن حقيقة ما
جرى أثناء الهجوم الإسرائيلي المكثف على مخيم جنين،
أو عدد الشهداء الفلسطينيين.
وحسب الروايات الإسرائيلية فإن ما بين مئة ومئتي
فلسطيني قد قتلوا، وتبقى الحقيقة الوحيدة المؤكدة
حتى الآن هي أن جثث القتلى الفلسطينيين لاتزال
متناثرة في الشوارع والطرقات، وأنها بدأت تتحلل.
وحسب شهود عيان فقد حفر جنود الاحتلال الإسرائيلي
حفرا عميقة وضعوا فيها جثث الشهداء الفلسطينيين وذلك
بعد منع محكمة العدل في الكيان الإسرائيلي جيش
الاحتلال التصريح بذلك.
وعلى الرغم من أنه تم للدولة العبرية ما كانت تصبو
إليه من إحلال اليهود القادمين من الخارج مكان
الفلسطينيين فإن المذابح لاتزال تمارس وإن بشكل أقل
عن فترة الأربعينيات من القرن الماضي إذ هدف
الإسرائيليون من وراء ذلك إلى تدمير البنى التحتية
للفصائل الفلسطينية ولعل من أبرز النماذج على ذلك
مذبحتي صبرا وشاتيلا ومخيم جنين، بالإضافة إلى إخافة
وإرهاب الشعب الفلسطيني لوقف مقاومته ضد الاحتلال
كما حدث في مجزرة الأقصى.
القسري للفلسطينيين قد تمت بشكل مبرمج ومخطط بهدف
"تطهير" فلسطين من سكانها العرب، وقد واكبت عملية
التهجير القسري حملات مكثفة من العنف والإرهاب
والمجازر والتي شكلت إحدى الأسباب الرئيسية لهجرة
عرب فلسطين قراهم ومدنهم.
كما رافقت العمليات العسكرية سياسة الحرب النفسية من
خلال تسريب أخبار المجازر على نطاق محلي كي تصل
أنباء القتل الجماعي والاغتصاب والهدم إلى
الفلسطينيين، وذلك كي تزرع في نفوس السكان حالة من
الهلع والذعر ليقوموا بإخلاء قراهم حفاظا على
أرواحهم ومتاعهم وأعراضهم. ومنذ الإعلان عن قرار
التقسيم رقم 181 بتاريخ 29 نوفمبر/تشرين الثاني
1947, كان يسكن في المناطق التابعة للدولة اليهودية
-حسب قرار التقسيم- ما يزيد عن 243 ألف عربي في 219
قرية وأربع مدن هي حيفا وطبريا وصفد وبيسان. وقد هجر
من هذه المناطق -في الفترة الواقعة بين قرار التقسيم
وحتى شهر حزيران/يونيو 1948- ما يزيد عن 239 ألف
عربي وأخليت ودمرت 180 قرية عربية تماما, كما هجر
سكان ثلاث مدن كبرى كليا هي صفد وطبريا وبيسان,
بينما بقي في حيفا 1950 فلسطينيا وبالمقابل قامت
المنظمات العسكرية الصهيونية بتهجير ما يقارب 122
ألف عربي من المناطق التابعة للدولة الفلسطينية,
وأخليت ودمرت 70 قرية تماما وهجر سكان يافا وعكا
بشكل كلي تقريبا كما تم تهجير جزء كبير جدا من سكان
مدينتي اللد والرملة.
ويحاول هذا التقرير رصد أبرز المذابح الإسرائيلية ضد
الشعب الفلسطيني داخل حدود فلسطين التاريخية والتي
كثرت إبان إنشاء وقيام الدولة العبرية، وقد كان
الهدف الكامن وراء تلك المذابح تفريغ المدن والقرى
الفلسطينية من أهلها لتوطين اليهود القادمين من
الخارج.
مذبحة بلدة الشيخ 31/12/1947
اقتحمت عصابات الهاغاناه قرية بلدة الشيخ (يطلق
عليها اليوم اسم تل غنان) ولاحقت المواطنين العزل،
وقد أدت المذبحة إلى مصرع العديد من النساء والأطفال
حيث بلغت حصيلة المذبحة نحو 600 شهيد وجدت جثث
غالبيتهم داخل منازل القرية.
مذبحة دير ياسين 10/4/1948
داهمت عصابات شتيرن والأرغون والهاغاناه قرية دير
ياسين الواقعة غربي مدينة القدس (تقوم على انقاضها
اليوم مستعمرة إسرائيلية تسمى جفعات شؤول) في الساعة
الثانية فجرا، وقد شرع أفراد العصابات الإسرائيلية
بقتل كل من وقع في مرمى أسلحتهم. وبعد ذلك أخذوا
بإلقاء القنابل داخل منازل القرية لتدميرها على من
فيها، حيث كانت الأوامر الصادرة لهم تقضي بتدمير كل
بيوت القرية العربية، في الوقت ذاته سار خلف رجال
المتفجرات أفراد من الأرغون وشتيرن فقلوا كل من بقي
حيا داخل المنازل المدمرة.
وقد استمرت المجزرة حتى ساعات الظهر، وقبل الانسحاب
من القرية جمع كل من بقي حيا من أهالي القرية حيث
أطلقت عليهم النيران لإعدامهم أمام الجدران، وقد
استشهد 360 فلسطينيا معظمهم من الشيوخ والنساء
والأطفال.
مذبحة قرية أبو شوشة 14/5/1948
بدأت المذبحة في قرية أبو شوشة القريبة من قرية دير
ياسين فجرا، راح ضحيتها 50 شهيدا من النساء والرجال
والشيوخ والأطفال ضربت رؤوس العديد منهم بالبلطات،
وقد أطلق جنود لواء جعفاتي الذي نفذ المذبحة النار
على كل شيء يتحرك دون تمييز.
مذبحة الطنطورة 22/8/1948
في الليلة الواقعة بين 22 و 23 أيار 1948 هاجمت
كتيبة 33 التابعة للواء الكسندروني (التي دعيت آنذاك
باسم "كتيبة السبت" لأنه كان يلقى على عاتقها في كل
نهاية أسبوع, إبان حرب العام 1948, مهمة جديدة) قرية
طنطورة. احتلت القرية بعد عدة ساعات من مقاومة أهالي
البلده لقوات الاحتلال الإسرائيلي, وفي ساعات الصباح
الباكر كانت القرية كلها قد سقطت في يد جيش
الاحتلال، وانهمك الجنود الإسرائيليون لعدة ساعات في
مطاردة دموية شرسة لرجال بالغين بهدف قتلهم. في
البداية أطلقوا النار عليهم في كل مكان صادفوهم فيه
في البيوت في الساحات وحتى في الشوارع. وبعد ذلك
أخذوا يطلقون النار بصورة مركزة في مقبرة القرية.
وقد خلفت المذبحة أكثر من 90 قتيلا دفنوا في حفرة
كبيرة وفي المقبرة التي دفنت فيها جثث القتلى من
أهالي القرية في قبر جماعي, أقيمت لاحقا ساحة لوقوف
السيارات كمرفق لشاطئ "دور" على البحر المتوسط جنوبي
حيفا.
مذبحة قبية 14/10/1953
قامت وحدات من الجيش النظامي الإسرائيلي بتطويق قرية
قبية (كان عدد سكانها يوم المذبحة حولي 200 شخص)
بقوة قوامها حوالي 600 جندي، بعد قصف مدفعي مكثف
استهدف مساكنها، وبعد ذلك اقتحمت قوات الاحتلال
الإسرائيلي القرية وهي تطلق النار بشكل عشوائي.
وبينما طاردت وحدة من المشاة السكان الفلسطينيين
العزل وأطلقت عليهم النار عمدت وحدات أخرى إلى وضع
شحنات متفجرة حول بعض المنازل فنسفتها فوق سكانها،
وقد رابط جنود الاحتلال خارج المنازل أثناء الإعداد
لنسفها وأطلقوا النار على كل من حاول الفرار من هذه
البيوت المعدة للتفجير، وقد كانت حصيلة المجزرة
تدمير 56 منزلا ومسجد القرية ومدرستها وخزان المياه
الذي يغذيها، كما استشهد فيها 67 شهيدا من الرجال
والنساء والأطفال وجرح مئات آخرون. وكان قائد القوات
الإسرائيلية التي نفذت تلك المذبحة أرييل شارون رئيس
الوزراء الإسرائيلي الحالي.
مذبحة قلقيلية 10/10/1956
هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي ومجموعة من المستوطنين
قرية قلقيلية الواقعة على الخط الأخضر الفاصل بين
الأراضي العربية المحتلة عام 1948 والضفة الغربية،
حيث شارك في الهجوم مفرزة من الجيش وكتيبة مدفعية
وعشرة طائرات مقاتلة. وقد عمد الجيش الإسرائيلي إلى
قصف القرية بالمدفعية قبل اقتحامها، حيث راح ضحية
المجزرة أكثر من 70 شهيدا.
مذبحة كفر قاسم 29/10/1956
تقع هذه القرية جنوبي قضاء طولكرم وقد قتل في تلك
المذبحة 49 مدنيا فلسطينيا من الرجال والأطفال
والنساء خلال هجوم لجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي
فرض حظر التجول في القرية، وقد انطلق أطفال وشيوخ
لإبلاغ الشبان الذين يعملون في الأراضي الزراعية
خارج القرية بحظر التجول، غير أن قوات الجيش
المرابطة خارج القرية عمدت إلى قتلهم بدم بارد كما
قتلت من عاد من الشبان قبل وصولهم إلى داخل القرية.
مذبحة خان يونس 3/11/1956
نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي مذبحة بحق اللاجئين
الفلسطينيين في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة راح
ضحيتها أكثر من 250 فلسطينيا. وبعد تسعة أيام من
المجزرة الأولى 12/11/1956 نفذت وحدة من الجيش
الإسرائيلي مجزرة وحشية أخرى راح ضحيتها نحو 275
شهيدا من المدنيين في نفس المخيم، كما قتل أكثر من
مائة فلسطيني آخر من سكان مخيم رفح للاجئين في نفس
اليوم.
مذبحة المسجد الأقصى 8/10/1990
في يوم الاثنين الموافق 8/10/1990 وقبيل صلاة الظهر
حاول متطرفون يهود مما يسمى بجماعة "أمناء جبل
الهيكل" وضع حجر الأساس للهيكل الثالث المزعوم في
ساحة الحرم القدسي الشريف وقد هب أهالي القدس لمنع
المتطرفين اليهود من تدنيس المسجد الأقصى، مما أدى
إلى وقوع اشتباكات بين المتطرفين اليهود الذين
يقودهم غرشون سلمون زعيم "أمناء جبل الهيكل" مع نحو
خمسة آلاف فلسطيني قصدوا المسجد لأداء الصلاة فيه،
وتدخل جنود حرس الحدود الإسرائيليون الموجودون
بكثافة داخل الحرم القدسي، وأخذوا يطلقون النار على
المصلين دون تمييز بين طفل وامرأة وشيخ، مما أدى إلى
استشهاد أكثر من 21 شهيدا وجرح أكثر من 150 منهم،
كما اعتقل 270 شخصا داخل وخارج الحرم القدسي الشريف.
مذبحة الحرم الإبراهيمي 25/2/1994
قد بدأت المذبحة حين دخل باروخ غولدشتاين ومجموعة من
مستوطني كريات أربع المسجد الإبراهيمي وقت صلاة
الفجر، وقد وقف غولدشتاين خلف أحد أعمدة المسجد
وانتظر حتى سجد المصلون وفتح نيران سلاحه الرشاش على
المصلين وهم سجود، فيما قام آخرون بمساعدته في تعبئة
الذخيرة التي احتوت رصاص دمدم المتفجر. واخترقت
شظايا القنابل والرصاص رؤوس المصلين ورقابهم وظهورهم
لتصيب أكثر من ثلاثمائة وخمسين منهم.
وعند تنفيذ المذبحه قام جنود الاحتلال الإسرائيلي
الموجودون في الحرم بإغلاق أبواب المسجد لمنع
المصلين من الهرب، كما منعوا القادمين من خارج الحرم
من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى، وفي وقت لاحق
استشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد وفي
المقابل أثناء تشييع جثث شهداء المسجد، وقد راح ضحية
المجزرة نحو 50 شهيدا قتل 29 منهم داخل المسجد.
مذبحة مخيم جنين 29\3- 9\4\2002
شرع جيش الاحتلال الإسرائيلي في 29 مارس بحملة
عسكرية احتل فيها العديد من المدن والقرى والمخيمات
الفلسطينية، وبعد أسبوعين من حصار مخيم جنين واندلاع
قتال عنيف بين المقاومين الفلسطينيين وقوات الاحتلال
الإسرائيلي التي قادها رئيس الأركان شاؤول موفاز، لم
يعد من سبيل أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي للقضاء
على هذه المقاومة سوى هدم المخيم على رؤوس ساكنيه
ونفاد ذخيرة المقاومين الفلسطينيين، وباشرت عندها
القوات الإسرائيلية حملة إعدامات مكثفة في صفوف
هؤلاء الفلسطينيين، وقد ترافقت حملة الإعدامات تلك
مع جهد دؤوب من قبل الجرافات الإسرائيلية بإزالة
المخيم من الوجود. ولا يعلم أحد حتى الآن حقيقة ما
جرى أثناء الهجوم الإسرائيلي المكثف على مخيم جنين،
أو عدد الشهداء الفلسطينيين.
وحسب الروايات الإسرائيلية فإن ما بين مئة ومئتي
فلسطيني قد قتلوا، وتبقى الحقيقة الوحيدة المؤكدة
حتى الآن هي أن جثث القتلى الفلسطينيين لاتزال
متناثرة في الشوارع والطرقات، وأنها بدأت تتحلل.
وحسب شهود عيان فقد حفر جنود الاحتلال الإسرائيلي
حفرا عميقة وضعوا فيها جثث الشهداء الفلسطينيين وذلك
بعد منع محكمة العدل في الكيان الإسرائيلي جيش
الاحتلال التصريح بذلك.
وعلى الرغم من أنه تم للدولة العبرية ما كانت تصبو
إليه من إحلال اليهود القادمين من الخارج مكان
الفلسطينيين فإن المذابح لاتزال تمارس وإن بشكل أقل
عن فترة الأربعينيات من القرن الماضي إذ هدف
الإسرائيليون من وراء ذلك إلى تدمير البنى التحتية
للفصائل الفلسطينية ولعل من أبرز النماذج على ذلك
مذبحتي صبرا وشاتيلا ومخيم جنين، بالإضافة إلى إخافة
وإرهاب الشعب الفلسطيني لوقف مقاومته ضد الاحتلال
كما حدث في مجزرة الأقصى.