منتدي الدعم الفني وضمان الجودة بطما

نحن سعداء بوجودك معنا إذا كنت عضوا تفضل بالدخول وإذا كنت زائرا يسعدنا جدا أن تصبح من أسرتنا وأن تساهم معنا في نشر فكرِ تربوي راقِ

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي الدعم الفني وضمان الجودة بطما

نحن سعداء بوجودك معنا إذا كنت عضوا تفضل بالدخول وإذا كنت زائرا يسعدنا جدا أن تصبح من أسرتنا وأن تساهم معنا في نشر فكرِ تربوي راقِ

منتدي الدعم الفني وضمان الجودة بطما

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شاركنا بأفكارك لنصنع معا مستقبلا أفضل

شاركنا جهود التطوير لا تشاهد وترحل


    هكذا يربى اليهود ابناءهم ج2

    سيد حلمى سيد
    سيد حلمى سيد
    مشرف المنتدى القانوني
    مشرف المنتدى القانوني


    عدد المساهمات : 745
    نقاط : 2145
    تاريخ التسجيل : 23/03/2009
    العمر : 47

    هكذا يربى اليهود ابناءهم ج2 Empty هكذا يربى اليهود ابناءهم ج2

    مُساهمة  سيد حلمى سيد الأربعاء أبريل 21, 2010 7:54 am

    ووفقاً لما أورده الدكتور القاضي فإن الأهداف الرسمية للتربية
    والتعليم في إسرائيل تتمثل بما يلي:
    أولاً: تكوين مجتمع عضوي موحد.
    ثأنباً: بناء دولة عصرية تملك أسباب القوة المادية والروحية.
    ثالثاً: الحفاظ على التراث اليهودي ونشره وتعميقه.
    رابعاً: دعم مركزية إسرائيل بين يهود العالم والالتزام نحوها
    باعتبارها دولة اليهود.
    وقد حددت السلطات التعليمية في إسرائيل هذه الأهداف لإرساء الأسس
    التربوية الآتية:
    1 - تعميق الوعي اليهودي الصهيوني.
    2 - التربية على قيم القومية اليهودية الصهيونية.
    3 - الاهتمام بدور اللغة العبرية من أجل الحفاظ على التراث
    اليهودي وبعثه وتعميقه بين الشباب الإسرائيلي؛ ولهذا فقد أصبح
    دورها يفوق كافة أدوار التدريس؛ إذ تحتل مكاناً بارزاً في مناهج
    المدارس الإسرائيلية.
    4 - ترسيخ جذور الشباب الإسرائيلي في ماضي الشعب اليهودي،
    وتراثهم التاريخي؛ وذلك لخلق أجيال إسرائيلية تؤمن بالمعتقدات
    الصهيونية التي اعتنقها جيل المؤسسين (الرواد)، للتأكيد على
    (الريادة) وتصوير الرواد الأوائل مؤسسي الدولة نماذج للاقتداء
    بهم.
    5 - التعلق بالأرض: ويرتبط هذا الهدف مع ضرورة تكوين مجتمع موحد
    فيه الشتات اليهودي ويلتصق به.
    6 - فلسفة «دين العمل» ويرتبط مع الهدف السابق بوصفه أحد أركان
    الثقافة اليهودية والهدف من التعلق بالأرض. وفلسفة دين العمل بها
    هو تحقيق الاستيطان اليهودي في النهاية على أرض إسرائيل.

    أما الأهداف غير المعلنة للتربية الصهيونية فيحددها الدكتور وائل
    القاضي بالآتي:
    * الإيمان المطلق بحق شعب إسرائيل في «أرض إسرائيل» وملكيتهم لها
    والاستيطان فيها من خلال التكرار والتأكيد بالحديث عن الحق
    التاريخي في «أرض إسرائيل التاريخية».
    * تحقيق التضامن اليهودي داخل إسرائيل وخارجها لضمان استمرار
    الهجرة اليهودية والدعم المادي لإسرائيل خاصة من يهود المهجر.
    * تكوين الاستعداد لدى الأجيال الإسرائيلية اليهودية للتوسع
    والاحتلال والعنف، وكراهية العرب؛ وذلك بحجة إنقاذ الأرض.
    * تأكيد الشعور بالقلق والتوتر لتحقيق استمرارية الإحساس
    بالاضطهاد عند الأجيال اليهودية المتعاقبة، لضمان عدم اندماج
    وانصهار هذه الأجيال في أي مجتمع آخر غير «إسرائيل».
    * إظهار التفوق العبري الحضاري عبر العصور لتكوين الإحساس
    بالتمايز والتفوق، والشعور بالاستعلاء عند الأجيال الإسرائيلية
    الجديدة، وعودة الشعب المختار إلى «الأرض الموعودة».
    * تشويه وتقزيم الصورة العربية في نظر الطالب الإسرائيلي مقابل
    التأكيد على صورة «السوبرمان» الإسرائيلي الذي لا يقهر.
    * تربية وتنشئة أجيال صهيونية متعصبة جداً لصهيونيتها ودولتها
    بكل ممارساتها مؤمنة بذلك إيماناً مطلقاً.
    على كل تلميذ حفظُ مقاطع من التلمود وتشرُّب روحها. ويؤكد رئيس
    مركز الدراسات المعاصرة في مدينة أم الفحم الدكتور إبراهيم أبو
    جابر على أن الديانة اليهودية تعتبر مصدراً هاماً من مصادر
    الفلسفة التربوية عند اليهود؛ فلقد اعتمدت التربية اعتماداً
    كبيراً على الدين في سبيل تشكيل أجيال متشبعة بتعاليم التوراة
    والتلمود، من أجل ترسيخ مفاهيم معينة في نفوس الناشئة اليهودية.
    وتهدف التربية الدينية إلى تربية الطفل جسدياً واجتماعياً
    وانفعالياً وعقلياً عن طريق قصص من التوراة وأسفارها.
    وفي هذا يقول حاييم وايزمن أول رئيس لدولة إسرائيل: «عندما بلغت
    ما لا غنى عنه لأي طفل يهودي، وخلال السنوات التي قضيتها في
    مدارس الدين تلك، كان عليَّ أن أدرس أشياء من أصول الديانة
    اليهودية، والذي ملك عليَّ لبي هو سِفْر الأنبياء» وما يمكن
    ملاحظته وفقاً لأبي جابر هو الاهتمام الكبير بتدريس المواد
    الدينية في جميع مراحل التعليم لأبناء اليهود أينما وجدوا؛ حيث
    تأتي مادتا التوراة والتلمود في مقدمة الدراسات، وتعتبر المادتان
    أساساً وإطاراً للغايات التربوية؛ حيث يقول مائير بار إيلان أحد
    مفكري التربية اليهودية: «إن روح التلمود ومعرفة عامة شرائعه
    وآدابه يجب أن يكون جزءاً من دراسة كل يهودي متعلم، حتى وإن لم
    يكن سيجعل من حقل الدراسة هذا مجالاً للعمل، والأمر شبيه بتعليم
    الفيزياء والرياضيات؛ فمع أنه ليس كل تلميذ يتخصص فيهما، ولا
    يستخدم جميع ما يتعلمه فيهما في حياته العملية، إلا أنهما
    ضروريتان له؛ كذلك بالنسبة للتلمود يجب أن يحفظ كل تلميذ مقاطع
    معينة منه وأن يتشرب روحها.

    ونورد هنا بعض التعاليم والأحكام التي يحتويها التلمود؛ حيث صيغت
    بمهارة فائقة:
    «اليهودي لا يخطئ إذا اعتدى على عرض الأجنبية، فإن عقود الزواج
    عند الأجانب فاسدة؛ لأن المرأة غير اليهودية بهيمة ولا تعاقد مع
    البهائم. يجوز لليهودي أن يُقسِم زوراً ولا جناح عليه إذا حوَّل
    اليمين وجهة أخرى.
    إن أخطأ أجنبي في عملية حسابية مع يهودي فعلى اليهودي أن يقول
    له: (لا أعرف) لا أمانةً، ولكن حذراً؛ إذ من الجائز أن يكون
    الأجنبي قد فعل ذلك عمداً لامتحان اليهودي وتجربته. من يقتل
    مسلماً أو مسيحياً أو أجنبياً أو وثنياً، يكافأ بالخلود في
    الفردوس وبالجلوس هناك في السراي الرابعة».
    يقرر التلمود أن اليهودي يعتبر عند الله أفضل من الملائكة؛ لأن
    اليهود جزء من الله مثلما الابن جزء من أبيه.
    ولا نستطيع قراءة كل ما جاء في كتب التدريس، ونكتفي بذكر الآتي
    وهو وجود كتاب لتعليم القراءة تحت عنوان: «مكريؤت إسرائيل»
    للصفوف الدنيا من الصف الثالث وحتى الثامن .
    وقد قام الدكتور دانئيل بارتنا ـ محاضر علم النفس في قسم التربية
    بجامعة تل أبيب ـ بدراسة تطرَّق فيها إلى هذا الكتاب قائلاً بأنه
    بواسطة الكتب التعليمية تمت عملية غسيل دماغ للطلاب ليكرهوا
    العرب مما ينطوي على أبعاد مزعجة؛ إذ تصور العرب بملامح سلبية:
    إنهم وحوش وغير إنسانيين؛ فلا يمكننا تجاهل النتائج التي
    يستنتجها طفل لدى قراءته الخلاصة والأحكام التي يخرج بها عن
    العرب كلهم.
    وفي كتاب آخر لتعليم اللغة أصدرته دار النشر «هكيبوتس همؤحد» في
    السبعينيات وما زال يدرس حتى يومنا. جاء في ص 277: «جلب اليهود
    روح التقدم والازدهار إلى الشرق الأوسط؛ بينما زاول العرب أعمال
    النهب والسطو والقتل».
    وقد استطاعوا بث هذه القيم في نفوس طلابهم وتحقيق هذه الأهداف عن
    طريق مناهج التعلم الموجهة بدقة، فإذا اطلعنا على حجم دراسة مواد
    الدين اليهودي واللغة العبرية في مناهج الصفوف الابتدائية الدنيا
    ( 2 ـ 4) كمثال على ذلك نجد أن نسبة عدد ساعات دراسة هذه المواد
    تبلغ 35% في التعليم المدني بينما تبلغ 51% في التعليم الديني في
    الصفوف الابتدائية المشار إليها.
    وكما أنهم ركزوا جهودهم لتحقيق هذه الأهداف عن طريق (الكم) فإنهم
    اعتنوا أيضاً بنوع المادة المطروحة في المناهج، فمنذ نعومة أظفار
    الطفل اليهودي تركز التربية التي يتلقاها على أهداف محددة واضحة،
    ويذكر مؤلفا كتاب (فلسفة وأهداف تربية الطفل اليهودي في فلسطين)
    أن أهداف التربية في مرحلة رياض الأطفال تندرج تحت منظومة عامة
    من الأهداف تتلخص في «الهدف الرئيس وهو تكوين مجتمع موحد ويرتبط
    أفراده بثقافة ومشاعر مشتركة، ويتخاطبون باللغة العبرية، ويذكر
    المؤلف أن إسرائيل عنيت بتعليم الأطفال اللغة العبرية والديانة
    اليهودية باعتبارهما الأساس لقيام الدولة اليهودية على أرض
    فلسطين. وثمة أهداف أخرى للعملية التربوية منها: بناء دولة عصرية
    تملك أسباب القوة المادية والروحية، والمحافظة على التراث
    اليهودي ونشره وتعميقه بين الناشئة اليهود. ولذلك أقامت إسرائيل
    الجامعة العبرية في القدس، وسعت إلى اتباع أحدث الاتجاهات
    الغربية في التعليم. وبالنسبة للمصادر التي تستمد إسرائيل منها
    هذه الأهداف فإنها تشمل:
    الديانة اليهودية، الحضارة الغربية كحضارة عقلانية علمية، الحركة
    الصهيونية كخلاصة للتفاعل بين المصدرين الأول «الدين اليهودي»،
    والمصدر الثاني «الحضارة الغربية»، والناتجة عن قيم معينة تتلخص
    بالريادة والعمل.
    وعن الغايات المنشودة من وراء رياض الأطفال فإنها ـ وفقاً للمؤلف
    ـ تدور حول تهيئة الأطفال للتعامل الرشيد مع عالمهم المادي
    والاجتماعي، وتثقيفهم بالثقافة العبرية، وإعدادهم لتحمل
    المسؤولية في المستقبل»(1).
    وفي الحقيقة فإن الأهداف التي تبلورت عبر التطور التاريخي
    للمؤسسة التعليمية (الإسرائيلية) «قد عبرت عنها المناهج بشكل
    واضح، وبخاصة كتب الديانات والتراث والتاريخ واللغة والأدب، حيث
    تتمحور حول المنطلقات التالية:
    - هناك شعب يهودي كان في الماضي البعيد يعيش في وطنه «أرض
    إسرائيل» موحداً، ثم تشتت بفعل الاحتلال الأجنبي لهذا الوطن.
    - خلال سنوات «الدياسبورا/ الشتات» كان الشعب اليهودي يحلم
    بالعودة إلى وطنه، وعكست تعبيراته الدينية وموروثاته الثقافية
    الاجتماعية هذا الحلم.
    - مع بدء التفكير في العودة إلى الوطن، كان «الجوييم» الأغيار لا
    يزالون يقيمون في هذه البلاد، يسيطرون عليها أو يحتلونها.
    - ونظراً إلى أن الوطن «القديم ـ الجديد» مأهول بالأغيار، فثمة
    ضرورة للقيام بعدة اقتحامات في وقت واحد، أبرزها: اقتحام الأرض ـ
    اقتحام العمل والإنتاج ـ اقتحام الحراسة... إلخ.
    - إن الروابــط الدينيــة والتاريخيـــة بين اليهـــود و «أرض
    إسرائيل» هي روابط أزلية/ أبدية؛ الأمر الذي يجعل العرب في
    البلاد وكأنهم غير موجودين.
    ويظهر من خلال الدراسة التي قام بها البروفســور أدير كوهين ـ
    رئيس قسم التربية بجامعة حيفا ـ والتي تضمنت تحليلاً علمياً لأهم
    ما ورد في (42) من كتب الأطفال العديد من تلك المعالم
    والمنطلقات؛ إذ يكثر في هذه الكتب الحديث عن مملكة داود وسليمان،
    وعن حروب الرومان واليهود، وعن الغزو الأجنبي للبلاد، وفي كل هذه
    الأمور وسواها تتناول الكتب أحداثاً مثيرة تركز على ما يسمى
    (بطولات يهودية) ودفاعهم المستميت عن الوطن»(2).

    (نحن) فقط، وسوانا صفر:
    وقد شهد غريبون ـ بل يهود أيضاً ـ بالنتائج البغيضة لهذه السياسة
    التعليمية التي أثمرت العنصرية والإرهاب في أوساط اليهود، ففي
    عام 1946م زارت فلسطين لجنة تحقيق إنجليزية أمريكية حول أساليب
    التربية الصهيونية، وخلُصت من التحريات التي أجرتها بأن المدارس
    اليهودية، وهي تحت إشراف الطائفة اليهودية وتدار بأموالها، قد
    أصبحت مشبعة بروح قومية ملتهبة، وغدت وسائل فعالة بالغة الأثر
    لبث روح القومية العبرية العدوانية.
    وفي عام 1959م وجَّه المجلس الأمريكي لليهودية في مؤتمره السنوي
    الخامس عشر المؤسسات التعليمية اليهودية لتجرد مناهجها من الطابع
    الصهيوني والقومية اليهودية المتطرفة التي تنادي بها الصهيونية.
    وخلال مناقشات الكنيست في عام 1975م وصف النائب مائير فلنر
    التربية الصهيونية في إسرائيل بقوله: «إن التربية الصهيونية في
    إسرائيل تسعى إلى ترسيخ مشاعر التعالي القومي والعنصرية، ومعاداة
    العرب، والروح العسكرية وإنكار حقوق الآخرين... إن كل سياسة
    الحكومة الإسرائيلية غير إنسانية بما في ذلك سياستها تجاه تربية
    أولادنا».
    ولعل المحامية الإسرائيلية فيليتسيا لانغر عبرت بصدق عن خلاصة
    واقع التربية الصهيونية وهي تخاطب الشباب اليهودي الذي يهدم بيوت
    العرب في الأراضي المحتلة إذ قالت: «لقد علموك منذ كنت صغيراً فن
    الحرب، وزرعوا فيك مشاعر التعصب القومي، والحقد على العرب،
    وأرادوا لك أن تحقد بكل ما أوتيت من قوة على العرب الذين أعدوك
    لمحاربتهم، لكي لا ترتجف يداك عندما تضغط على الزناد، وعندما
    دخلت المدرسة الابتدائية كان هناك من قرر بعد اثنتي عشرة سنة أنك
    ستكون جندياً؛ لذلك ستتركز تربيتك منذ الآن على تعلم الحرب، وبدأ
    ذلك بتنمية مشاعر التفوق القومي فيك مع رصيد لك في ماضيك من
    إهانة لقيم الشعب الآخر.
    «نحن فقط... وسوانا صفر» هذا ما استنتجته بحق من مادة التدريس»،
    وهذا الشيء في مجال السياسة معناه: «لنا كل البلاد ومن سوانا لا
    وجود لهم. ما أتفه العرب: ـ هكذا بدوا في عينيك بالقياس إلى كل
    هذا المجد. وعندما بلغت سن الرشد علموك عن الطبيعة السيئة للعربي
    الذي لا يفهم إلا لغة القوة والقسوة، والمستعد دائماً أن يقضي
    عليك بلا رحمة، فرددت وراءهم عبارة حكمائنا: «الذي ينوي قتلك
    سارع إلى قتله»؛ لأنه لا يوجد لك خيار طبعاً؛ لهذا فإن السلام
    سـيأتي فقط بعد أن ننتصر علـى العــرب في الحـرب؛ لأنهـم لا
    يفهمون إلا لغة القوة».

    إقبال شعبي:
    لم يكن الاهتمام بالقيم التوراتية والتلمودية في التعليم
    الصهيوني اتجاهاً رسمياً وحسب، بل إنه أيضاً يعبر عن رغبة شعبية
    متنامية في الاتجاه إلى إلحاق الناشئة بالتعليم الديني التوراتي
    إيماناً منهم بالنص التوراتي الذي يقول: «من كان له ولد فليعلمه
    التوراة». وهذا الاتجاه المتنامي حقيقةٌ تشير إليه الإحصائيات
    والأرقام الرسمية ـ خاصة في الفترة الزمنية الأخيرة، حيث تشير
    معطيات نشرتها وزارة التعليم الإسرائيلية بمناسبة بدء اليهود
    العام الدراسي الماضي أن عدد التلاميذ اليهود الملتحقين بمؤسسات
    ومدارس التعليم الديني في إسرائيل ازداد بأكثر من 130% خلال
    العقد الماضي.
    وبحسب المعطيات الرسمية التي نشرتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» فقد
    ارتفع عدد التلاميذ في أطر التعليم الديني من 48 ألف عام 1990م
    إلى 111 ألفاً عام 2000م.
    ويتضح أيضاً أن عدد الطلاب في مدارس تعليم الشريعة اليهودية
    (التوراة) ازداد في نفس الفترة بحوالي 88%؛ حيث ارتفع عدد الطلاب
    الدارسين فيها من 17 ألف طالب قبل عشر سنوات إلى 32 ألفاً في
    السنة الحالية.
    وأشار مسؤولون في وزارة التعليم الإسرائيلية إلى أن اتجاهات
    الزيادة القائمة في عدد الطلاب في أطر ومؤسسات التعليم الديني
    ستستمر في السنة الدراسية المقبلة، ويعزو المسؤولون أسباب ازدياد
    الإقبال على هذه المؤسسات والمدارس إلى حملات الدعاية، وتخفيضات
    الرسوم التي تقوم بها شبكات التعليم الخاصة التابعة لأحزاب
    المتدينين المتزمتين، ولا سيما الشبكة التي يديرها حزب «شاس»
    الديني ـ الشرقي.
    ووفقاً للمعطيات الرسمية ذاتها فقد سجل في مقابل هذا الارتفاع
    الكبير في عدد طلاب مؤسسات التعليم الدينية انخفاض في نسبة طلاب
    وتلاميذ جهاز التعليم الحكومي في إسرائيل من 73% عام 1990م إلى
    67% في العام قبل الماضي.
    هكذا يربى اليهود أبناءهم، وهكذا يقبل اليهود على تعلم دينهم،
    فما موقفنا نحن من التعليم الديني في بلادنا؟

    حـقائـق عـن إسـرائيـل:
    يتكون المجتمع اليهودي في إسرائيل الآن من يهود متدينيين وغير
    متدينين. وبين مختلف الفئات هناك الأرثوذكس المتطرفون، وهم
    يغالون في التدين ويناوئون الصهيونية، وهناك من يعتبرون أنفسهم
    علمانيين. ومهما يكن من أمر فليس هناك خطوط واضحة بين هذه
    الفئات.
    وبصورة عامة يمكن القول إن20% من السكان اليهود ملتزمون بالفرائض
    والشعائر الدينية، وعلى هذا الأساس هم أرثوذكس. وهناك حوالي60%
    يلتزمون بقسم من الفرائض والشعائر، حسب ميولهم وتقاليدهم السابقة
    في حين يعتبر 20% غير متدينين إطلاقاً.
    وهناك مقاييس أخرى يمكن استخدامها لتحديد مدى التزام جمهور معين
    بأسلوب حياة متدين، منها التحاق الأطفال بالتيار التعليمي
    المتدين (30%)، أو تصويت الناخبين لصالح الأحزاب المتدينة (10 ـ
    15%).

    المتدينون ينقسمون من حيث الالتزام الديني والعلاقة مع الدولة
    لشرائح وأنواع:
    1 - المتدينون المتزمتون (الأرثوذكس أو الحريديم): وهم الذين
    يحملون أفكاراً معارضة لمبدأ تأسيس الدولة، ويشكلون غالبية
    التيار المتدين، ويسكنون أماكن خاصة بهم، ولهم أنماط حياة أيضاً
    خاصة، منهم من يتعاملون مع الدولة ومؤسساتها ويشارك هذا التيار
    في الانتخابات انطلاقاً من مبدأ المصلحة أمثال (شاس، ديغل
    هتوراة، حباد).
    وقسم آخر يرفض ذلك جملة وتفصيلاً، بل يتهم دعاة الصهيونية
    بالزندقة والكفر، ولا يحمل بعضهم الهوية الإسرائيلية، أمثال
    جماعة ناطوري كارتا.
    2 - المتدينون الوطنيون: وهم جزء من المتدينين اقتنعوا بطروحات
    الحركة الصهيونية ومبادئها، فخلطوا التدين والوطنية، فهم يشاركون
    منذ قيام الدولة في الحكم، ويخدم أبناؤهم في الجيش جنباً إلى جنب
    مع الآخرين غير المتدينين، وهؤلاء ينتمون لحركة (المفدال).
    3 - المتدينون الإصلاحيون: وهؤلاء وجودهم قليل في إسرائيل لكون
    مقرهم الولايات المتحدة الأمريكية. وهم أشبه بالتيار التحريري
    لدى النصارى (البروتستانت)، وعلى صراع مرير مع المتدينين
    المتزمتين بحكم تحررهم في المسائل التعبدية، وتجاوزهم لكثير من
    المعتقدات لدى اليهود الأرثوذكس.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 9:47 am