بعد مرور 55 عاما، كشف استخبارات الاحتلال الإسرائيلي عن وثيقة تعترف بها
أمام ضباطها بالفشل في فضيحة "عملية لافون" التي نجحت وقتها المخابرات
المصرية في كشف شبكة التخريب السرية التي قامت بها الاستخبارات الإسرائيلية
بمساعدة يهود مصر.
وفي هذا الخصوص تساءلت صحيفة "هاآرتس" العبرية هل إذا ما كانت الاستخبارات
الإسرائيلية بعد مرور 55 عام على الفضيحة قد استخلصت بالفعل العبر والدروس من
فشلها أمام عظمة المخابرات المصرية.
وقالت الصحيفة إن العبر التي استخلصتها الاستخبارات الإسرائيلية مؤخرا وردت
في وثيقة تحليلية أعدها قسم التاريخ والتراث في الاستخبارات حول الانتقادات
اللاذعة من قبل وحدات المخابرات، أداء كبار المسئولين في قضية "لافون"، والتي
أدت في النهاية إلى إقالة رئيس الموساد في تلك الفترة بنيامين جيبلي واستقالة
وزير الحرب الإسرائيلي آنذاك "بنحاس لافون".
وأوضحت الصحيفة أن العبر التي استخلصها الموساد من فشله في العملية تم نشرها
في سبتمبر الماضي بين وحدات الموساد والتي اطلع عليها أغلب جنود وقادة
الموساد.
وتابعت الصحيفة بالقول :" إن التحليل التاريخي الموجز الذي وضعه مؤلفي وثيقة
للقضية حول تداعياتها وخزيها يحصون من خلاله إخفاقات الاستخبارات
الإسرائيليين ويذكرون أنه ما لا يقل عن ستة لجان خارجية قاموا بالتحقيق في
القضية التي لم تشهد أي تساهل في التحليل والتحقيق بشكل منظم داخل الموساد
الذي قام بذرع الشبكة التجسسية في مصر.
موشى ديان
أوضحت الوثيقة أن العملية برمتها كانت لتقويض ثقة الغرب فى مصر وحكومتها عن
طريق اتهامها بعدم السيطرة على الأمن العام وانعدامه، بينما يختفي دور
إسرائيل فى تلك عمليات التخريبية، ولكن بالرغم من ذلك تم القبض على منفذي
العمليات، مما جعل أحد منفذيه يُـقدم على الانتحار فى السجن، وتم إعدام اثنين
آخرين، وحصل أربعة منهم حكما بالسجن لفترات طويلة.
ووفقا للوثيقة فإن رؤساء المخابرات تهربوا من مسئوليتهم عن فشل العملية،
الأمر الذي أدى إلى الانشغال التام لسنوات عديدة عن بذل أي جهد للإفراج عن
المتهمين فى العملية.
ضربة وقائية لمصر
وعن أهداف فضيحة "لافون" التي أسمتها "هاآرتس" بصفقة العار أتضح أن البداية
الحقيقية لتلك العملية عندما تولى موشي شاريت رئاسة الوزراء وبنحاس لافون في
وزارة الدفاع، في الوقت الذي أصبح وضع إسرائيل دوليا في منتهى التعقيد،
فالاتحاد السوفييتي أصبح دولة عظمى معادية، وبريطانيا على وشك سحب قواتها
المرابطة في منطقة السويس، والإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس جنرال
دوايت ايزنهاور تنكرت جزئيا لإسرائيل، على أمل فتح قنوات جديدة مع النظام
المصري بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر وكان الاعتقاد السائد لدى إسرائيل في
هذا الوقت هو أن الدول العربية لن تلبث أن تعمل على الانتقام لكرامتها
المهدورة في حرب 1948، وستستعد لحرب جديدة ضد إسرائيل، ولذلك وجد
الإسرائيليين أنه من الأفضل توجيه ضربة وقائية لمصر قبل أن تتسلح بالعدة
والعتاد.
يوميات شاريت
ادعى رئيس الوزراء موشيه شاريت وقتها في يومياته عن فضيحة "لافون "أنه لا
رئيس الحكومة ولا رئيس الدولة كانوا على علم بتفاصيل ما تفعله الشبكة التي
زرعت في مصر . كما أن اللجنة الوزارية لشئون الدفاع لم تطلع على العملية ...
كذلك فإن بنحاس لافون وزير الدفاع ، والكولونيل بنيامين جيفلي ، مدير
المخابرات العسكرية راحا يتبادلان الاتهامات علنا .. وقال كل منهما إن الآخر
هو الذي أعطى الإذن أساسا للقيام بعمليات التخريب.
وقد وصف شاريت في يومياته الحالة التي كانت عليها القيادات الإسرائيلية في
ذلك الوقت ، فقال :" لم أكن أتخيل قط أن في إمكاننا أن نصل إلى مثل هذه
الحالة المريعة من العلاقات المسمومة ، وإلى هذا المستوى الذي تفجرت عنده
غرائز الكراهية والانتقام والخداع لدى القيادات العليا في وزارة الحرب.
اعترافات ديان
ويقول موشيه ديان رئيس هيئة الأركان وقتها في مذكراته :" إن الرأي العام
الإسرائيلي أصيب بالذعر وتساءل : من الذي أمر بتنفيذ هذه الفضيحة الأمنية؟
ويضيف ديان أن ضابط الجيش الكبير المسئول عن وحدة المهام الخاصة وقائد
المخابرات العسكرية آنذاك العقيد بنيامين جيفلي أصر على أنه تلقى الأمر من
الوزير لافون شفهيا ... في اجتماع لم يحضره غيرهما بينما ادعى الوزير أن
الضابط قد تصرف من تلقاء نفسه.
ويقول الكاتب الصحفي عادل حمودة في كتابه " عملية سوزانا " أنه أتضح فيما بعد
أن ديان كان يعرف أكثر مما كتب في مذكراته ، حيث تلقى وهو في رحلته إلى
الولايات المتحدة رسالة من العقيد جيفلي ، يركد فيها أن المخابرات العسكرية
تلقت الضوء الأخضر لبدء عمليات التخريب في مصر ... وهذا ما يؤكد أن ديان كان
يعرف بالأمر قبل أن ينفجر.
وعندما عاد ديان من رحلته ، خشي أن يتورط في الفضيحة ، فطلب من العقيد جيفلي
أن يريه أن تصريحا كتابيا ، يتضمن "الأمر" بالقيام بهذه العملية.
وتباعا لمسلسل التهرب القيادي في إسرائيل من الفضيحة ، أوضح ديان في مذكراته
أن "أيسر هارئيل" رئيس الموساد أحد المستفيدين من الفضيحة لم يكن هو الآخر في
إسرائيل وقت الكارثة ، وحين عاد أيسر هارئيل إلى إسرائيل ،،وواجهه موشي شاريت
بتفاصيل ما جرى في مصر ، رد قائلا : - أنا لا أعرف عن الموضوع شيئا .
أمام ضباطها بالفشل في فضيحة "عملية لافون" التي نجحت وقتها المخابرات
المصرية في كشف شبكة التخريب السرية التي قامت بها الاستخبارات الإسرائيلية
بمساعدة يهود مصر.
وفي هذا الخصوص تساءلت صحيفة "هاآرتس" العبرية هل إذا ما كانت الاستخبارات
الإسرائيلية بعد مرور 55 عام على الفضيحة قد استخلصت بالفعل العبر والدروس من
فشلها أمام عظمة المخابرات المصرية.
وقالت الصحيفة إن العبر التي استخلصتها الاستخبارات الإسرائيلية مؤخرا وردت
في وثيقة تحليلية أعدها قسم التاريخ والتراث في الاستخبارات حول الانتقادات
اللاذعة من قبل وحدات المخابرات، أداء كبار المسئولين في قضية "لافون"، والتي
أدت في النهاية إلى إقالة رئيس الموساد في تلك الفترة بنيامين جيبلي واستقالة
وزير الحرب الإسرائيلي آنذاك "بنحاس لافون".
وأوضحت الصحيفة أن العبر التي استخلصها الموساد من فشله في العملية تم نشرها
في سبتمبر الماضي بين وحدات الموساد والتي اطلع عليها أغلب جنود وقادة
الموساد.
وتابعت الصحيفة بالقول :" إن التحليل التاريخي الموجز الذي وضعه مؤلفي وثيقة
للقضية حول تداعياتها وخزيها يحصون من خلاله إخفاقات الاستخبارات
الإسرائيليين ويذكرون أنه ما لا يقل عن ستة لجان خارجية قاموا بالتحقيق في
القضية التي لم تشهد أي تساهل في التحليل والتحقيق بشكل منظم داخل الموساد
الذي قام بذرع الشبكة التجسسية في مصر.
موشى ديان
أوضحت الوثيقة أن العملية برمتها كانت لتقويض ثقة الغرب فى مصر وحكومتها عن
طريق اتهامها بعدم السيطرة على الأمن العام وانعدامه، بينما يختفي دور
إسرائيل فى تلك عمليات التخريبية، ولكن بالرغم من ذلك تم القبض على منفذي
العمليات، مما جعل أحد منفذيه يُـقدم على الانتحار فى السجن، وتم إعدام اثنين
آخرين، وحصل أربعة منهم حكما بالسجن لفترات طويلة.
ووفقا للوثيقة فإن رؤساء المخابرات تهربوا من مسئوليتهم عن فشل العملية،
الأمر الذي أدى إلى الانشغال التام لسنوات عديدة عن بذل أي جهد للإفراج عن
المتهمين فى العملية.
ضربة وقائية لمصر
وعن أهداف فضيحة "لافون" التي أسمتها "هاآرتس" بصفقة العار أتضح أن البداية
الحقيقية لتلك العملية عندما تولى موشي شاريت رئاسة الوزراء وبنحاس لافون في
وزارة الدفاع، في الوقت الذي أصبح وضع إسرائيل دوليا في منتهى التعقيد،
فالاتحاد السوفييتي أصبح دولة عظمى معادية، وبريطانيا على وشك سحب قواتها
المرابطة في منطقة السويس، والإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس جنرال
دوايت ايزنهاور تنكرت جزئيا لإسرائيل، على أمل فتح قنوات جديدة مع النظام
المصري بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر وكان الاعتقاد السائد لدى إسرائيل في
هذا الوقت هو أن الدول العربية لن تلبث أن تعمل على الانتقام لكرامتها
المهدورة في حرب 1948، وستستعد لحرب جديدة ضد إسرائيل، ولذلك وجد
الإسرائيليين أنه من الأفضل توجيه ضربة وقائية لمصر قبل أن تتسلح بالعدة
والعتاد.
يوميات شاريت
ادعى رئيس الوزراء موشيه شاريت وقتها في يومياته عن فضيحة "لافون "أنه لا
رئيس الحكومة ولا رئيس الدولة كانوا على علم بتفاصيل ما تفعله الشبكة التي
زرعت في مصر . كما أن اللجنة الوزارية لشئون الدفاع لم تطلع على العملية ...
كذلك فإن بنحاس لافون وزير الدفاع ، والكولونيل بنيامين جيفلي ، مدير
المخابرات العسكرية راحا يتبادلان الاتهامات علنا .. وقال كل منهما إن الآخر
هو الذي أعطى الإذن أساسا للقيام بعمليات التخريب.
وقد وصف شاريت في يومياته الحالة التي كانت عليها القيادات الإسرائيلية في
ذلك الوقت ، فقال :" لم أكن أتخيل قط أن في إمكاننا أن نصل إلى مثل هذه
الحالة المريعة من العلاقات المسمومة ، وإلى هذا المستوى الذي تفجرت عنده
غرائز الكراهية والانتقام والخداع لدى القيادات العليا في وزارة الحرب.
اعترافات ديان
ويقول موشيه ديان رئيس هيئة الأركان وقتها في مذكراته :" إن الرأي العام
الإسرائيلي أصيب بالذعر وتساءل : من الذي أمر بتنفيذ هذه الفضيحة الأمنية؟
ويضيف ديان أن ضابط الجيش الكبير المسئول عن وحدة المهام الخاصة وقائد
المخابرات العسكرية آنذاك العقيد بنيامين جيفلي أصر على أنه تلقى الأمر من
الوزير لافون شفهيا ... في اجتماع لم يحضره غيرهما بينما ادعى الوزير أن
الضابط قد تصرف من تلقاء نفسه.
ويقول الكاتب الصحفي عادل حمودة في كتابه " عملية سوزانا " أنه أتضح فيما بعد
أن ديان كان يعرف أكثر مما كتب في مذكراته ، حيث تلقى وهو في رحلته إلى
الولايات المتحدة رسالة من العقيد جيفلي ، يركد فيها أن المخابرات العسكرية
تلقت الضوء الأخضر لبدء عمليات التخريب في مصر ... وهذا ما يؤكد أن ديان كان
يعرف بالأمر قبل أن ينفجر.
وعندما عاد ديان من رحلته ، خشي أن يتورط في الفضيحة ، فطلب من العقيد جيفلي
أن يريه أن تصريحا كتابيا ، يتضمن "الأمر" بالقيام بهذه العملية.
وتباعا لمسلسل التهرب القيادي في إسرائيل من الفضيحة ، أوضح ديان في مذكراته
أن "أيسر هارئيل" رئيس الموساد أحد المستفيدين من الفضيحة لم يكن هو الآخر في
إسرائيل وقت الكارثة ، وحين عاد أيسر هارئيل إلى إسرائيل ،،وواجهه موشي شاريت
بتفاصيل ما جرى في مصر ، رد قائلا : - أنا لا أعرف عن الموضوع شيئا .