أ- الأرق :
إذا عدنا إلى محتوى هذه المشروبات من الكافيين نجد أن هذه الكمية ليست بالتي يمكن إهمالها وخصوصاً على الأطفال , فقد أشار الباحثون إلى أنه على المستهلكين معرفة كمية وجود الكافيين في المشروبات الغازية خاصة المرضى الذين ينصحهم الأطباء بالابتعاد أو الإقلال من الكافيين مثل مرضى القلب أو مرضى القرحة الأثني عشرية أو المرضى الذين يشكون من زيادة حموضة المعدة أو الالتهاب المريء أو الذين يشكون من الأرق .
وكما هو ملاحظ فإن حجم الزجاجات والعلب التي يتناولها الفرد يزداد يوماً بعد يوم وبالتالي فإن محتواها من الكافيين يزداد وليس بالغريب أن يلاحظ بعض الأباء ان أولادهم يصابون بالأرق بعد ما يشربون هذه المواد الغازية في المساء , وما ذلك إلا لوجود مادة الكافيين المنبهة للأعصاب بكمية قد تكون كبيرة بالنسبة لطفل صغير .
وبالإضافة إلى فعلها المنبه للجملة العصبية وأثرها في الجهاز الدوري فإن مادة الكافيين كذلك تسبب الصداع والإضطرابات الهضمية وزيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم والسكر وزيادة الحموضة المعدية وزيادة الهرمونات في الدم
ب- أثرها على الجهاز الهضمي :
إن احتواء هذه المشروبات على بعض الأحماض مثل حمض الستريك وحمض الفسفوريك , فإنه يحتاج إلى وقفة طبية . فقد أجريت دراسة في المكسيك على 33 نوعاً من المشروبات الغازية و 15 نوعاً من عصائر الفواكه وتبين أن هذه المشروبات كلها لها طابع حمضي , تتراوح درجة حموضتها (PH) بين 2.26 و 3.96 وهذه تعتبر في العرف الطبي حمضية شديدة اذا ما قارنا ذلك بحموضة المعدة التي تقدر ما بين 1و 2 .
وفي دراسة اجرتها إحدى الجامعات الأمريكية بينت أن هناك زيادة في حموضة المعدة بعد تناول المشروبات الغازية , وعصائر بعض الفواكه الحمضية وأوصى الباحثون بضرورة شرح هذه الظاهرة للمرضى الذين يشكون من زيادة حموضة المعدة والتهاب المريء الناجم عن تراخي الصمام بين المريء والمعدة .
وكثيراً ما نسمع أن هذه المشروبات الغازية تساعد عملية الهضم خاصة عندما يشكو أحدنا من تلبك في البطن أو ُتخمة فيكثُر من يصف له إحدى المشروبات الغازية مقنعاً إياهُ بأنها تُخفف أو تزيل هذا التلبك والتخمة فماذا يقول العلم في هذا !
إن غاز ثاني أكسيد الكربون الموجود في هذه المواد الغازية هو المسؤول عن إحداث الفقاقيع التي تتجمع في المعدة والتي تعطي نوعاً من الشعور بالانتفاخ وإذا ما أجريت صورة إشعاعية للبطن نجد أن هذه الغازات تتجمع في أعلى المعدة وكثيراً ما يسبب هذا ألماً في أعلى البطن قد يشبه آلم الذبحة الصدرية وخاصةً إذا نام المريض على ظهره وتعذر إخراج هذه الغازات عن طريق التجشؤ , وفي كثير من الأحيان تمر هذه الغازات إلى الأمعاء وتحدث انتفاخا في كل البطن وقد تمر إلى أعلى الجزء الأيسر من القولون ويعطي ذلك شعوراً بالانتفاخ في تلك المنطقة ولا يرتاح المريض إلا إذا أخرج هذه الغازات سواء بالتجشؤ , أو بشكل ريح .
ولمعرفة مدى صحة المقولة بأن المشروبات الغازية تريح أعراض التلبك الهضمي عن طريق انتفاخ المعدة بالغازات وزيادة حركة المعدة وزيادة إفراغ الطعام من المعدة , فقد أجريت دراسة علمية في إحدى الجامعات الأمريكية وذلك بدراسة أثر المشروبات الغازية على إفراغ الطعام من المعدة على ثمانية متطوعين أصحاء عن طريق إعطائهم مشروبات غازية ووجبة طعام فيها مواد مشعة وذلك لمتابعة وجبة الطعام في المعدة و وكانت النتيجة أن المشروبات الغازية لا تزيد من إفراغ الطعام من المعدة , حيث أن غاز ثاني أكسيد الكربون يرتفع إلى أعلى المعدة , مما يدفع بالطعام والسوائل إلى أسفل المعدة في وضعية الجلوس وبالتالي فإن هذه المشروبات لا تريح التلبك الهضمي.
والسؤال الآن : ما هو تأثير شرب هذه المشروبات ( وخصوصاً باردة كما هو معتاد) أثناء تناول الوجبات السريعة أو الساندويتشات أو بعد الوجبات الدسمة (وما أكثرها ) ؟
من المعلوم أن درجة حرارة الجسم ثابتة حوالي 37 درجة مئوية , و لكن درجة حرارة المشروبات الغازية قريبة من الصفر المئوي , الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض فاعلية الأنزيمات مما يؤثر سلباً على فاعلية الجهاز الهضمي فيهضم من الطعام كمية أقل, وفي ضوء حالة الهضم السيئة المذكورة آنفاً فإن الطعام يتخمر , وتنبعث منه غازات كريهة تنحل وتتحول إلى سموم تُمتص وتُستهلك في الأمعاء مما يؤدي إلى انحلالها في الدم ونقلها إلى كافة أنحاء الجسم , هذه السموم تنتشر في الجسم وتتطور أحياناً إلى أمراض فيروسية .
د- تكسير العظام :
زيادة استهلاك المشروب الغازي وقلة تناول الحليب عند الفتيات خاصةً وأنهن يتعرضن لمرض هشاشة العظام عندما يتقدم بهن السن . وقد وجد أن كثافة العظام عند النساء تصل إلى أعلى مستوى لها بين سن ( 7 - 20 ) سنة وهذه الكثافة تتعلق بعوامل كثيرة منها كمية تناول الكالسيوم خلال فترة النمو .
وقد ربط الأطباء هذه الظاهرة بوجود حمض الفسفوريك في المشروبات الغازية وقلة تناول الكالسيوم الموجود في مشتقات الحليب . ووجد في إحدى الدراسات على الحيوانات إن زيادة استهلاك الفسفور دون تعويض الكالسيوم يؤدي إلى نقص في تكسر العظام وبالتالي إلى هشاشة في العظام.
هـ - حصى الكلى :
لقد أجريت دراسة لمعرفة علاقة زيادة استهلاك المشروبات الغازية بتكرار حدوث حصيات الكِلية عند المرضى الذين تم تشخيص حصيات الكلية عندهم . حيث أجريت الدراسة على أكثر من 1000 مريض ممن حصل عندهم حصى في الكِلى سابقاً , وهؤلاء المرضى كلهم كانوا يتناولون أكثر من 160 ملغم من المشروبات الخفيفة يومياً , وتم توزيع هؤلاء المرضى على فئتين , فئة طلب منها الامتناع نهائياً عن تناول المشروبات الغازية , وفئة ثانية لم تعط أية تعليمات بهذا الخصوص .
ووجد الباحثون أن نسبة تكرار حصول حصيات في الكلية كانت أقل بكثير عند الفئة التي امتنعت عن المشروبات الغازية وخاصة التي تحتوي على حمض الفسفوريك مقارنة مع الفئة الأخرى , وأوصى الباحثون المرضى الذين يشكون من حصيات الكلية بالامتناع عن المشروبات التي تحتوي على حمض الفسفوريك ( البيبسى كولا والكوكا كولا ) .
و- أضرار أخرى :
تدمير فيتامين ب ,وحرمان المعدة من الخمائر اللعابية, وتهديد المخ وفقدان الذاكرة, واصابة الكبد بالتليف ,ارتداد الطعام والأحماض من داخل المعدة إلى المريء مسبباً الألم والالتهاب وإثارة قرحة في المعدة ,وزيادة معدل النبض والخفقان لدى بعض الناس . وتحت عنوان مشروبات خطيرة أشارت دراسة تمت في إحدى المستشفيات الأسترالية إلى أن المشروبات المعلبة لها آثار أخرى تتمثل بزيادة مستوى تركيز الألمنيوم عن الحد الذي تسمح به منظمة الصحة العالمية ,حيث تزداد نسبة الألمنيوم بزيادة مدة التخزين , وتنتج هذه الزيادة ( تركيز الألمنيوم ) نتيجة تفاعل العبوة مع الأحماض داخلها , ومن المعروف طبياً أن زيادة الألمنيوم في جسم الإنسان يؤدي إلى عيوب وقصور في الجهاز المناعي في الجسم .
وأشارت دراسة أخرى أجريت على النساء الحوامل ,إلى أنه عند زيادة كمية الكافيين لدى المرأة الحامل عن 300 ملغم,يؤدي إلى نقصان وزن الجنين ويزيد من إمكانية الإجهاض التلقائي