ماهو محـور حياتـك..؟
إن قيمة الإنسان الحقيقية تظهر عندما يجعل ربه تعالى محور حياته، فيجعل كل ذرة من ذرات جسده وكل حركة من حركاته وكل نفس من أنفاسه, يجعل ذلك كله لله الواحد الأحد: قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.. الأنعام: 162
إنه التجرد الكامل لله وحده بكل خالجة في القلب وبكل حركة في الحياة بالصلاة والاعتكاف، بالمحيا والممات، بالشعائر التعبدية وبالحياة الواقعية
إنها العبودية الكاملة، تجمع الصلاة والاعتكاف والمحيا والممات وتخلصها لله وحده رب العالمين المهيمن المتصرف المربي والحاكم للعالمين، في إسلام كامل لا يستبق في النفس ولا في الحياة بقية لا يعبدها لله, ولا يحتجز دونه شيئاً في الضمير ولا في الواقع
فالمسلم والمسلمة يتعبد لله بالصلاة والصوم والحج, والحجاب والآداب في اللباس والأفراح, والأزياء والأكل والشراب, والنوم واليقظة والزواج وغير ذلك كثير
*******
نصف.. ونصف
انظر إلى رسولنا الكريم عندما اعتبر أن الزواج عبادة يستكمل بها المرء نصف دينه ويلقى بها ربه على أحسن حال من الطهر والنقاء، فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله قال: من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي
*******
لهو يحبه الله تعالى
لقد قرر كثير من أهل العلم أن الاشتغال بالنكاح أفضل من التخلي لنوافل العبادات لما يشتمل عليه النكاح من المصالح الكثيرة, حتى أن التحدث في الأمور السهلة بين الزوجين ولو كان حديثاً تافهاً يدخل تحت اسم: اللهو.. مطلوب لإدخال السرور وإشاعة جو البهجة والسعادة
وقد نبه النبي إلى هذا بقوله: كل شيء ليس من ذكر الله عز وجل فهو لهو أو سهو إلا أربع خصال؛ مشي الرجل بين الغرضين, وتأديبه فرسه, وملاعبته أهله, وتعليم السباحة
فانظر إلى قوله “لهو” وقوله “سهو” لكن يستثنى منه ما أدخل السرور على البيت وأزاح الجمود عن العلاقة وأذاب الجليد من الطريق
*******
تعاونا على الطاعة
تأمل معنا عزيزي القارئ هذا المشهد الجميل
قال رسول الله : رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى، وأيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصّلت، وأيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء
هذا الحديث يدل على أنه لكل من الرجل والمرأة دوراً في إصلاح صاحبه وحثه على طاعة الله عز وجل؛ لأن العلاقة بينهما في الأصل علاقة إيمانية تتشابك فيها الأيدي سعياً لطاعة الله فإذا كلّت يد ساعدتها الأخرى، وهي من باب قوله تعالى: قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ.. القصص: 35
فكل من الزوج والزوجة عبد لله, يسعى لطاعة الله, ويعين كل واحد شريكه الآخر على عبادة الله وطاعته
ولا ننسى هنا أن نذكر موقف السيدة خديجة من زوجها محمد فقد قامت بدور كبير لنشر دعوة الرسول فكانت تساعده وتثبته وتبشره وتسعى لإدخال السكينة والطمأنينة على نفسه، حتى قال عنها الرسول بعد موتها: آمنت بي إذا كفر الناس، وصدقتني إذا كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس
*******
كيف اجعل الزواج عبادة..؟
وهنا علينا ترجمة وتلخيص ما ذكرناه في المقال بشكل عملي عندما نجيب عن هذا السؤال، كيف نجعل الزواج عبادة وطاعة نبتغي بها رضا الله عز وجل؟
وفيا يلي الإجابة الشافية فاقرأ باهتمام- رعاك الله- ما يلي
1-
احتسب النية قبل الزواج، واجعله خالصاً لوجه الله، يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى.. متفق عليه
2-
نحن بالزواج نكون سبباً لتكوين أسرة مسلمة تذكر الله وتطيع الله وتتربى على تعاليم الإسلام، وقد يخرج منها من يرفع كلمة الله, انظر إلى قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم قال: والذي نفسي بيده إني لأكره نفسي على الجماع بغية أن يخرج الحق تعالى من ظهري نسمة تسبح بحمده وتذكره.. وذكر الله هو أعلى مراتب القرب قال تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ.. البقرة: 152، وهو مفتاح الطاعة وأفضل قول، قال: أفضل ما قلت والنبيون من قبلي لا إله إلا الله.. أخرجه البخاري ومسلم
وذكر الله يستوجب حب الله تعالى للعبد فقد كان رجلاً من الصحابة يقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة سورة الإخلاص، فذكروا ذلك للنبى فقال : سلوه لأي شيء يصنع ذلك، فسألوه فقال لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أخبروه أن الله يحبه.. متفق عليه
3-
اعلم واعلمي أن الزواج مهما بلغت أهميته فإنه وسيلة لتحقيق العفة والسعادة الاستقرار وعبادة الله، وليس غاية في حد ذاته يحيا من أجلها الإنسان
فإذا وضع الإنسان زوجه في مركز اهتمامه الوحيد في الحياة فإن ذلك لابد أن يقوده إلى التبعية وعدم الاستقلال، بحيث يعتمد عاطفياً على شريك حياته، فيستمد إحساسه بالسعادة وثقته بنفسه من زوجه، فيصبح نهباً للتقلبات العاطفية أو المزاجية لنصفه الآخر، وإذا ما حدث انفصال، لا قدر الله إلا الخير فإن حياة الإنسان تتحطم
ويقول أحد الحكماء: لا تصنع لزوجتك محراباً تتعبد لها فيه، فإنك إن فعلت ذلك فلن تسلم من طغيان إلهك الجديد
وقبل ذلك يرشدنا رسولنا الكريم إلى المنهج القويم في العلاقات العاطفية عامة والزوجية خاصة فيقول: أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما
فهذا هو حد الاعتدال الذي وضعه الشرع الحنيف الذي يلزم كل طرف بواجبات ويجعل له حقوقاً بما يحفظ لكل من الزوجين شخصيته السوية، فكل طرف يهتم بالطرف الآخر كما أمرته الشريعة ولا يجعل من شريكه صنماً يتعبد له في محرابه
4-
تعبد إلى الله بزواجك كما تتعبد إلى الله بالشعائر التعبدية كالصلاة والصيام، فاصنع رسالة لنفسك في الحياة ألا وهي إرضاء الله تعالى، والزواج نوع من العبادة التي يقوم بها المسلم مع باقي أنشطة حياته
فالإسلام أن يأكل المسلمون باسم الله، ويتزوجوا باسم الله، ويتعلموا باسم الله، وفي سبيل الله، ويعملوا وينتجوا ويتقووا ويستعدوا باسم الله، لا تشغلهم الدنيا عن الآخرة، ولا الآخرة عن الدنيا لأنهما طريق واحد لا يفترقان
*******
إن قيمة الإنسان الحقيقية تظهر عندما يجعل ربه تعالى محور حياته، فيجعل كل ذرة من ذرات جسده وكل حركة من حركاته وكل نفس من أنفاسه, يجعل ذلك كله لله الواحد الأحد: قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.. الأنعام: 162
إنه التجرد الكامل لله وحده بكل خالجة في القلب وبكل حركة في الحياة بالصلاة والاعتكاف، بالمحيا والممات، بالشعائر التعبدية وبالحياة الواقعية
إنها العبودية الكاملة، تجمع الصلاة والاعتكاف والمحيا والممات وتخلصها لله وحده رب العالمين المهيمن المتصرف المربي والحاكم للعالمين، في إسلام كامل لا يستبق في النفس ولا في الحياة بقية لا يعبدها لله, ولا يحتجز دونه شيئاً في الضمير ولا في الواقع
فالمسلم والمسلمة يتعبد لله بالصلاة والصوم والحج, والحجاب والآداب في اللباس والأفراح, والأزياء والأكل والشراب, والنوم واليقظة والزواج وغير ذلك كثير
*******
نصف.. ونصف
انظر إلى رسولنا الكريم عندما اعتبر أن الزواج عبادة يستكمل بها المرء نصف دينه ويلقى بها ربه على أحسن حال من الطهر والنقاء، فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله قال: من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي
*******
لهو يحبه الله تعالى
لقد قرر كثير من أهل العلم أن الاشتغال بالنكاح أفضل من التخلي لنوافل العبادات لما يشتمل عليه النكاح من المصالح الكثيرة, حتى أن التحدث في الأمور السهلة بين الزوجين ولو كان حديثاً تافهاً يدخل تحت اسم: اللهو.. مطلوب لإدخال السرور وإشاعة جو البهجة والسعادة
وقد نبه النبي إلى هذا بقوله: كل شيء ليس من ذكر الله عز وجل فهو لهو أو سهو إلا أربع خصال؛ مشي الرجل بين الغرضين, وتأديبه فرسه, وملاعبته أهله, وتعليم السباحة
فانظر إلى قوله “لهو” وقوله “سهو” لكن يستثنى منه ما أدخل السرور على البيت وأزاح الجمود عن العلاقة وأذاب الجليد من الطريق
*******
تعاونا على الطاعة
تأمل معنا عزيزي القارئ هذا المشهد الجميل
قال رسول الله : رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى، وأيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصّلت، وأيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء
هذا الحديث يدل على أنه لكل من الرجل والمرأة دوراً في إصلاح صاحبه وحثه على طاعة الله عز وجل؛ لأن العلاقة بينهما في الأصل علاقة إيمانية تتشابك فيها الأيدي سعياً لطاعة الله فإذا كلّت يد ساعدتها الأخرى، وهي من باب قوله تعالى: قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ.. القصص: 35
فكل من الزوج والزوجة عبد لله, يسعى لطاعة الله, ويعين كل واحد شريكه الآخر على عبادة الله وطاعته
ولا ننسى هنا أن نذكر موقف السيدة خديجة من زوجها محمد فقد قامت بدور كبير لنشر دعوة الرسول فكانت تساعده وتثبته وتبشره وتسعى لإدخال السكينة والطمأنينة على نفسه، حتى قال عنها الرسول بعد موتها: آمنت بي إذا كفر الناس، وصدقتني إذا كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس
*******
كيف اجعل الزواج عبادة..؟
وهنا علينا ترجمة وتلخيص ما ذكرناه في المقال بشكل عملي عندما نجيب عن هذا السؤال، كيف نجعل الزواج عبادة وطاعة نبتغي بها رضا الله عز وجل؟
وفيا يلي الإجابة الشافية فاقرأ باهتمام- رعاك الله- ما يلي
1-
احتسب النية قبل الزواج، واجعله خالصاً لوجه الله، يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى.. متفق عليه
2-
نحن بالزواج نكون سبباً لتكوين أسرة مسلمة تذكر الله وتطيع الله وتتربى على تعاليم الإسلام، وقد يخرج منها من يرفع كلمة الله, انظر إلى قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم قال: والذي نفسي بيده إني لأكره نفسي على الجماع بغية أن يخرج الحق تعالى من ظهري نسمة تسبح بحمده وتذكره.. وذكر الله هو أعلى مراتب القرب قال تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ.. البقرة: 152، وهو مفتاح الطاعة وأفضل قول، قال: أفضل ما قلت والنبيون من قبلي لا إله إلا الله.. أخرجه البخاري ومسلم
وذكر الله يستوجب حب الله تعالى للعبد فقد كان رجلاً من الصحابة يقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة سورة الإخلاص، فذكروا ذلك للنبى فقال : سلوه لأي شيء يصنع ذلك، فسألوه فقال لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أخبروه أن الله يحبه.. متفق عليه
3-
اعلم واعلمي أن الزواج مهما بلغت أهميته فإنه وسيلة لتحقيق العفة والسعادة الاستقرار وعبادة الله، وليس غاية في حد ذاته يحيا من أجلها الإنسان
فإذا وضع الإنسان زوجه في مركز اهتمامه الوحيد في الحياة فإن ذلك لابد أن يقوده إلى التبعية وعدم الاستقلال، بحيث يعتمد عاطفياً على شريك حياته، فيستمد إحساسه بالسعادة وثقته بنفسه من زوجه، فيصبح نهباً للتقلبات العاطفية أو المزاجية لنصفه الآخر، وإذا ما حدث انفصال، لا قدر الله إلا الخير فإن حياة الإنسان تتحطم
ويقول أحد الحكماء: لا تصنع لزوجتك محراباً تتعبد لها فيه، فإنك إن فعلت ذلك فلن تسلم من طغيان إلهك الجديد
وقبل ذلك يرشدنا رسولنا الكريم إلى المنهج القويم في العلاقات العاطفية عامة والزوجية خاصة فيقول: أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما
فهذا هو حد الاعتدال الذي وضعه الشرع الحنيف الذي يلزم كل طرف بواجبات ويجعل له حقوقاً بما يحفظ لكل من الزوجين شخصيته السوية، فكل طرف يهتم بالطرف الآخر كما أمرته الشريعة ولا يجعل من شريكه صنماً يتعبد له في محرابه
4-
تعبد إلى الله بزواجك كما تتعبد إلى الله بالشعائر التعبدية كالصلاة والصيام، فاصنع رسالة لنفسك في الحياة ألا وهي إرضاء الله تعالى، والزواج نوع من العبادة التي يقوم بها المسلم مع باقي أنشطة حياته
فالإسلام أن يأكل المسلمون باسم الله، ويتزوجوا باسم الله، ويتعلموا باسم الله، وفي سبيل الله، ويعملوا وينتجوا ويتقووا ويستعدوا باسم الله، لا تشغلهم الدنيا عن الآخرة، ولا الآخرة عن الدنيا لأنهما طريق واحد لا يفترقان
*******