الأطفال الصغار عادة اللعب بورق التواليت، أو تلويث جدران البيت بالألوان، أو إفراغ خزائن البيت من محتوياتها، الأمر الذي يؤدي إلى نشر الفوضى في المنزل، ويزيد من أعباء الأم، ما يدفع بها إلى حافة الجنون أحياناً. من المعروف أن الأطفال في عمر السنة يبدأون في اكتشاف العالم بطريقتهم الخاصة: أي التنقيب بكل ما يحيط بهم باستمتاع. وإذا ما جمعنا بين الفضول عند الطفل الصغير والرغبة في الاستقلال، يمكن أن نتخيل حجم الفوضى الناجمة عن ذلك. قد تكون الفوضى في اللعب مفيدة للطفل أحياناً، ولكن ذلك لا يعني السماح له بأن يكون متهوراً أو جامحاً في تصرفاته. لذا، على الأم تحديد طريقة لعب الطفل، ولكن من دون التأثير في تطوره ونموه.
مثلاً، بعض الأطفال يحبون اللعب بلفة ورق التواليت، ويشعرون بسعادة غامرة وهم يشاهدونها وهي "تفرط"، فتصبح إعادة لفها عملاً صعباً على الأم. ولكن عندما تدرك الأم أن هذا اللعب الفوضوي الذي يتطلب رمي اللفة أرضاً، ثم ركلها بالقدم، يساعد على تحفيز مهارات الطفل وعلى التناغم بين اليد والعين، عندها يخف عليها العمل. ومع ذلك، على الأم معالجة هذا الأمر بروية وهدوء. يمكنها مثلاً إعطاء الطفل لفة ورق يختلف لونها وحجمها عن تلك الموجودة في الحمام، ثم عليها التوضيح له أنه يمكن اللعب بها وحدها، وعليه ألا يقترب من اللفات الأخرى. والأفضل من ذلك، عليها تعريفه إلى اللعبة البديلة وهي الكرة. فإلقاء الكرة وركلها بالقدم يساعدانه على تطوير المهارات ذاتها، وفي الوقت نفسه يقللان من الفوضى في المنزل. البعض الآخر من الأطفال يحب الرسم على الجدران. فإذا أعطي الطفل الصغير أقلام تلوين، من المؤكد حصول كارثة. ومع ذلك، من المهم ترك الطفل يخربش ويرسم كما يحلو له، وعندما يريد، لأن ذلك يساعده على أن يصبح خلاقاً ومبدعاً. فالبراعة في استعمال اليدين والعقل في الرسم، تساعد الطفل على تعلم الكتابة بسهولة. لذا، على الأم إعطاء طفلها ورقة ليرسم عليها بدلاً من الرسم على الحيطان. أما إذا لم يتوقف عن ذلك، فعليها أن توضح له بلهجة حازمة أن ما يقوم به هو عمل غير مقبول، وأن المكان الوحيد الذي يستطيع الرسم عليه هو الورقة فقط، ثم عليها الطلب منه مساعدتها في تنظيف الجدران، حتى ولم قام بحمل فوطة أثناء قيامها هي بإزالة الآثار عن الجدران، فبذلك يدرك أنه تسبب في فوضى تطلبت مجهوداً من الأم في إزالتها. بعض الأطفال يحبون وضع أيديهم في الطعام حتى يلمسوه ويتعرفوا إليه.
ولأن الأطفال الصغار هم في الغالب فضوليون بما يتعلق بالسبب أو النتيجة، فهم يلجأون في بعض الأحيان إلى إلقاء الطعام على الأرض، ثم مراقبة ما ينتج عن ذلك. ويحبون أن يعرفوا إذا كان الطعام يتدحرج مثل الكرة إذا ألقي أرضاً، أو "يطرطش" أو يحدث صوتاً عالياً عند ملامسته الأرض. ولكي تتجنب الأم العمل على تنظيف الأرض، عليها وضع قطعة قماش أو نايلون تحت الكرسي، حيث يجلس الطفل حتى لا تضطر إلى تنظيف الأرض كلما استخت، لأنها إذا سارعت إلى عمل ذلك، فقد يشعر الطفل بالسعادة، فيحول الأمر إلى لعبة، ويستمر في إلقاء أدوات الطعام ليراقب الأم وهي تجمعها. عندها على الأم إفهامه بحزم أنه إذا استمر في إلقاء الطعام أرضاً، بدلاً من أكله، فإنها سترفع الطعام من أمامه حالاً.
وعلى الأم مساعدة طفلها الصغير على تجديد ذهنه ومهارته من دون أن يتسبب في نشر الفوضى. فإذا كان طفلها من الذين يهوون إفراغ الخزائن والأدراج أو سلة المهملات، عليها بداية إغلاق الخزائن والأدراج جيداً، وخاصة تلك التي تحتوي على مواد قد تسبب الأذى للطفل، مثل مواد تنظيف المنزل وأدوات المطبخ والسكاكين والكبريت والمقص والأدوات الزجاجية، وكل ما هو قابل للكسر. وبما أن الطفل الصغير لن يستطيع السيطرة على اندفاعه للمس الأشياء الممنوع لمسها، قبل مضي وقت طويل، على الأم أن تحرص على أن تكون هذه المواد بعيدة عن متناول يده. وحتى تشبع الأم رغبة ابنها في هواية "الإفراغ"، يمكنها ملء صناديق صغيرة بمواد مصنوعة من قماش أو بلاستيك ذات ألوان زاهية، على ألا يكون من ضمن هذه المواد أشرطة أو خيطان، حتى لا يؤذي نفسه بها، وملء صناديق أخرى بألعاب وأدراج بأدوات مطبخ مصنوعة من البلاستيك، وتضعها أمامه حتى يقوم بتفريغها ثم إعادة ملئها ثانية. كما يمكنها أيضاً أن تعلمه كيف يعيد الأشياء إلى مكانها، وذلك عن طريق تخصيص صندوقين، تلقي هي في أحدهما بعض الأشياء، بينما يقوم هو بإلقاء أدوات مختلفة في الصندوق الآخر. ومع ذلك، حتى لو تعلم الطفل إعادة الألعاب إلى مكانها، فإنه سيبقى يستمتع أكثر بعملية "الإفراغ". أما إذا أظهر الطفل عدم مبالاة في إعادة ما أفرغه إلى مكانه، فعلى الأم ألا تضغط عليه أو تحثه أو تعاقبه، بل عليها أن تتذكر أن "التفريغ" أو "الإفراغ" هو تجربة تعليمية بالنسبة إلى الطفل، حتى ولو كانت النتيجة شاقة على الأم. ولكن، حتى تستطيع السيطرة على الفوضى، وإفهام طفلها أن من غير المقبول الاستمرار في عملية "التفريغ" ونشر الفوضى في كل أنحاء المنزل، يمكنها وضع الألعاب والأدوات في صندوق، ووضعه بعيداً عن متناول الطفل، أو وضع الطفل بعيداً عن الصندوق.
بعد أن يصبح الطفل في عمر السنتين، حيث يتحسن استيعابه الذهني، تستطيع الأم تقديم الأسباب التي تدعوها إلى رفض قيامه بإفراغ الخزائن والأدراج وإلقاء كل شيء على الأرض، حيث من الممكن أن يطأ أي شخص الأشياء ويكسرها، وأن البيت سيبدو بصورة أفضل عندما يكون نظيفاً ومرتباً. طبعاً، من الممكن ألا تردع هذه الأسباب الطفل من ممارسة هوايته حالاً، ولكن على الأقل يمكن أن يدرك أن موقفك ليس اعتباطياً، ولكن لديك أسبابك للوقوف في وجه هوايته هذه.
بعض الأطفال يشعرون بسعادة عارمة عند إلقاء الأشياء أرضاً. ويشعرون بسعادة أكبر عندما يأخذون في ركلها عند محاولة الأم جمعها. والطفل عادة لا يبدي اهتماماً بما سيحصل للشيء عند إلقائه. ثم، عندما يكبر قليلاً، تصبح عملية إلقاء الحاجات خبرة تعليمية. إذ إنه يريد أن يعرف ما الذي سينتج عن العملية، وإلى أين سيذهب الغرض الذي ألقاه، فيراقبه وهو مندهش، ويصاب بدهشة أكبر لو انكسر الغرض عند وصوله إلى الأرض. وفي جميع الأحوال، ما يفرح الطفل الصغير يمكن أن يصيب الأم بالإحباط والغضب، إضافة إلى ما تشعر به من تعب عند تنظيف ما تسبب فيه الطفل من فوضى. ولتجنب ذلك، على الأم عدم إظهار انزعاجها، لأن ذلك سيدفع الطفل إلى تكرار عملية وضع طفلها على الأرض، وتركه يجمع الأشياء، ثم يلقيها ثانية، لأنه في نهاية الأمر سيشعر بالملل ويتوقف عن إزعاجها.
ولكي تساعد الأم طفلها الصغير على ممارسة هوايته في إلقاء الأشياء، يمكنه وضع علبة فارغة على الأرض، ثم تطلب إليه إلقاء الكرة داخلها، أو تشجعه على جمع ألعابه وإلقائها في الصندوق المخصص لها. إن إهم ما يجب على الأم في مثل هذه الحالات، هو حرصها الشديد على إبعاد الأدوات الحادة والمواد القابلة للكسر عن متناول الطفل، حتى لا يؤذي نفسه، كما عليها أن تدرك أن كل ما يتسبب في إزعاجها ويزيد من أعباء العمل عليها، هو في الحقيقة خبرة تعليمية بالنسبة إلى الطفل الصغير. لذا عليها تحمل نتائج هوايات طفلها الصغير، لأنه في نهاية الأمر سيتوقف عن نشر الفوضى في المنزل.
مثلاً، بعض الأطفال يحبون اللعب بلفة ورق التواليت، ويشعرون بسعادة غامرة وهم يشاهدونها وهي "تفرط"، فتصبح إعادة لفها عملاً صعباً على الأم. ولكن عندما تدرك الأم أن هذا اللعب الفوضوي الذي يتطلب رمي اللفة أرضاً، ثم ركلها بالقدم، يساعد على تحفيز مهارات الطفل وعلى التناغم بين اليد والعين، عندها يخف عليها العمل. ومع ذلك، على الأم معالجة هذا الأمر بروية وهدوء. يمكنها مثلاً إعطاء الطفل لفة ورق يختلف لونها وحجمها عن تلك الموجودة في الحمام، ثم عليها التوضيح له أنه يمكن اللعب بها وحدها، وعليه ألا يقترب من اللفات الأخرى. والأفضل من ذلك، عليها تعريفه إلى اللعبة البديلة وهي الكرة. فإلقاء الكرة وركلها بالقدم يساعدانه على تطوير المهارات ذاتها، وفي الوقت نفسه يقللان من الفوضى في المنزل. البعض الآخر من الأطفال يحب الرسم على الجدران. فإذا أعطي الطفل الصغير أقلام تلوين، من المؤكد حصول كارثة. ومع ذلك، من المهم ترك الطفل يخربش ويرسم كما يحلو له، وعندما يريد، لأن ذلك يساعده على أن يصبح خلاقاً ومبدعاً. فالبراعة في استعمال اليدين والعقل في الرسم، تساعد الطفل على تعلم الكتابة بسهولة. لذا، على الأم إعطاء طفلها ورقة ليرسم عليها بدلاً من الرسم على الحيطان. أما إذا لم يتوقف عن ذلك، فعليها أن توضح له بلهجة حازمة أن ما يقوم به هو عمل غير مقبول، وأن المكان الوحيد الذي يستطيع الرسم عليه هو الورقة فقط، ثم عليها الطلب منه مساعدتها في تنظيف الجدران، حتى ولم قام بحمل فوطة أثناء قيامها هي بإزالة الآثار عن الجدران، فبذلك يدرك أنه تسبب في فوضى تطلبت مجهوداً من الأم في إزالتها. بعض الأطفال يحبون وضع أيديهم في الطعام حتى يلمسوه ويتعرفوا إليه.
ولأن الأطفال الصغار هم في الغالب فضوليون بما يتعلق بالسبب أو النتيجة، فهم يلجأون في بعض الأحيان إلى إلقاء الطعام على الأرض، ثم مراقبة ما ينتج عن ذلك. ويحبون أن يعرفوا إذا كان الطعام يتدحرج مثل الكرة إذا ألقي أرضاً، أو "يطرطش" أو يحدث صوتاً عالياً عند ملامسته الأرض. ولكي تتجنب الأم العمل على تنظيف الأرض، عليها وضع قطعة قماش أو نايلون تحت الكرسي، حيث يجلس الطفل حتى لا تضطر إلى تنظيف الأرض كلما استخت، لأنها إذا سارعت إلى عمل ذلك، فقد يشعر الطفل بالسعادة، فيحول الأمر إلى لعبة، ويستمر في إلقاء أدوات الطعام ليراقب الأم وهي تجمعها. عندها على الأم إفهامه بحزم أنه إذا استمر في إلقاء الطعام أرضاً، بدلاً من أكله، فإنها سترفع الطعام من أمامه حالاً.
وعلى الأم مساعدة طفلها الصغير على تجديد ذهنه ومهارته من دون أن يتسبب في نشر الفوضى. فإذا كان طفلها من الذين يهوون إفراغ الخزائن والأدراج أو سلة المهملات، عليها بداية إغلاق الخزائن والأدراج جيداً، وخاصة تلك التي تحتوي على مواد قد تسبب الأذى للطفل، مثل مواد تنظيف المنزل وأدوات المطبخ والسكاكين والكبريت والمقص والأدوات الزجاجية، وكل ما هو قابل للكسر. وبما أن الطفل الصغير لن يستطيع السيطرة على اندفاعه للمس الأشياء الممنوع لمسها، قبل مضي وقت طويل، على الأم أن تحرص على أن تكون هذه المواد بعيدة عن متناول يده. وحتى تشبع الأم رغبة ابنها في هواية "الإفراغ"، يمكنها ملء صناديق صغيرة بمواد مصنوعة من قماش أو بلاستيك ذات ألوان زاهية، على ألا يكون من ضمن هذه المواد أشرطة أو خيطان، حتى لا يؤذي نفسه بها، وملء صناديق أخرى بألعاب وأدراج بأدوات مطبخ مصنوعة من البلاستيك، وتضعها أمامه حتى يقوم بتفريغها ثم إعادة ملئها ثانية. كما يمكنها أيضاً أن تعلمه كيف يعيد الأشياء إلى مكانها، وذلك عن طريق تخصيص صندوقين، تلقي هي في أحدهما بعض الأشياء، بينما يقوم هو بإلقاء أدوات مختلفة في الصندوق الآخر. ومع ذلك، حتى لو تعلم الطفل إعادة الألعاب إلى مكانها، فإنه سيبقى يستمتع أكثر بعملية "الإفراغ". أما إذا أظهر الطفل عدم مبالاة في إعادة ما أفرغه إلى مكانه، فعلى الأم ألا تضغط عليه أو تحثه أو تعاقبه، بل عليها أن تتذكر أن "التفريغ" أو "الإفراغ" هو تجربة تعليمية بالنسبة إلى الطفل، حتى ولو كانت النتيجة شاقة على الأم. ولكن، حتى تستطيع السيطرة على الفوضى، وإفهام طفلها أن من غير المقبول الاستمرار في عملية "التفريغ" ونشر الفوضى في كل أنحاء المنزل، يمكنها وضع الألعاب والأدوات في صندوق، ووضعه بعيداً عن متناول الطفل، أو وضع الطفل بعيداً عن الصندوق.
بعد أن يصبح الطفل في عمر السنتين، حيث يتحسن استيعابه الذهني، تستطيع الأم تقديم الأسباب التي تدعوها إلى رفض قيامه بإفراغ الخزائن والأدراج وإلقاء كل شيء على الأرض، حيث من الممكن أن يطأ أي شخص الأشياء ويكسرها، وأن البيت سيبدو بصورة أفضل عندما يكون نظيفاً ومرتباً. طبعاً، من الممكن ألا تردع هذه الأسباب الطفل من ممارسة هوايته حالاً، ولكن على الأقل يمكن أن يدرك أن موقفك ليس اعتباطياً، ولكن لديك أسبابك للوقوف في وجه هوايته هذه.
بعض الأطفال يشعرون بسعادة عارمة عند إلقاء الأشياء أرضاً. ويشعرون بسعادة أكبر عندما يأخذون في ركلها عند محاولة الأم جمعها. والطفل عادة لا يبدي اهتماماً بما سيحصل للشيء عند إلقائه. ثم، عندما يكبر قليلاً، تصبح عملية إلقاء الحاجات خبرة تعليمية. إذ إنه يريد أن يعرف ما الذي سينتج عن العملية، وإلى أين سيذهب الغرض الذي ألقاه، فيراقبه وهو مندهش، ويصاب بدهشة أكبر لو انكسر الغرض عند وصوله إلى الأرض. وفي جميع الأحوال، ما يفرح الطفل الصغير يمكن أن يصيب الأم بالإحباط والغضب، إضافة إلى ما تشعر به من تعب عند تنظيف ما تسبب فيه الطفل من فوضى. ولتجنب ذلك، على الأم عدم إظهار انزعاجها، لأن ذلك سيدفع الطفل إلى تكرار عملية وضع طفلها على الأرض، وتركه يجمع الأشياء، ثم يلقيها ثانية، لأنه في نهاية الأمر سيشعر بالملل ويتوقف عن إزعاجها.
ولكي تساعد الأم طفلها الصغير على ممارسة هوايته في إلقاء الأشياء، يمكنه وضع علبة فارغة على الأرض، ثم تطلب إليه إلقاء الكرة داخلها، أو تشجعه على جمع ألعابه وإلقائها في الصندوق المخصص لها. إن إهم ما يجب على الأم في مثل هذه الحالات، هو حرصها الشديد على إبعاد الأدوات الحادة والمواد القابلة للكسر عن متناول الطفل، حتى لا يؤذي نفسه، كما عليها أن تدرك أن كل ما يتسبب في إزعاجها ويزيد من أعباء العمل عليها، هو في الحقيقة خبرة تعليمية بالنسبة إلى الطفل الصغير. لذا عليها تحمل نتائج هوايات طفلها الصغير، لأنه في نهاية الأمر سيتوقف عن نشر الفوضى في المنزل.