كلب وجد كتاب الله على الأرض مغبرا بالطين فاستخرجه من تحت السيارة ووضعه أمام صاحبه ونظر إليه وانصرف وكأنه يوصيه
قصة كلبين أثارتني
كلب أفزعه وروعه
صوت للحادث أزعجه
غادر مأواه ومأكله
في لمح البصر مضى يجري
عبر الطرقات على عجل
وهناك تأمل ما حوله
فرأى السيارة يفتحها
قوم بالخوف وبالحذر
وأرادوا نجدة صاحبها
وجدوه بدمه يتأوى
والكلب يمد ذراعيه
تحت السيارة ملهوفا
لكن ما أدرك غايته
فأعاد الأمر وكرره
أعياه الأمر وأتعبه
لكن قد عاد يكرره
ويحاول غاية قدرته
وأخيرا حقق بغيته
مد ذراعيه بقوته
وجد القرآن على الأرض
أمسك بالمصحف يحمله
بين الأسنان وفي رفق
أعطاه لصاحبه فرحا
وكان الكلب يحادثه
نظفه من الطين وصنه
والكلب الآخر أغواه
كيد الشيطان وأعماه
وبفعلة سوء أغراه
أمسك بالمصحف في حقد
وبكل الحمق مع الجهل
وضع القرآن بمرحاض
وتغوط فوق القرآن
ظنا منه سيدنسه
لكن المولى حافظه
هيهات الكلب يدنسه
كلب يتبجح بالكفر
كلب لم يعرف سيده
نجس مخبره ومظهره
خنزير يجهل فعلته
لم يعرف غير العصيان
ما فيه ذرة إيمان
كلب في سمت الإنسان
يتهاوى نحو الخسران
أرأيتم فعل الكلبين
أيهما أولى بالبر
كلب يتمثل بخطاه
كلبا مذكور ا في الوحي
يحرس فتيانا بالكهف
أم كلب امسى تلعنه
كل الأكوان وتأباه
وأظنك تفهم ما أعني
فاحفظ قرآنك في القلب
ما دمت على ظهر الدنيا
وفؤادك ينبض بالحب