من للمعلم في زمان قد غدا فيه المعلم بيننا مرذولا
فرموه بالتهم العظام تخرصا جعلوه لصا للحرام عجولا
جعلوا تربه الشريف جريمة قد أخطأوا الأحكام والتأويلا
فعل الطبيب رأوه إحياء لهم فعل المعلم قد رأوه وبيلا
وهو المعلم ما عرفنا مثله يحي قلوبا في الورى وعقولا
متصدق بحياته لم ينتظر شكر العباد ولم يعد مشغولا
عاش المعلم سيدا شرفت به ظهر البسيطة في القرون الأولى
لله درك يا أمير مرددا تطري المعلم بالثناء طويلا
حرم المعلم قدره ووفاءه جعلوه يعرف للسؤال سبيلا
ويطوف من بيت إلى بيت يرى يبغي إلى بيت العيال وصولا
يرجو الكفاف لنفسه ولبيته من ذا يقصر إن غدا مسؤولا؟!
ففتات راتبه يميت حياته وبدينه أمضى الزمان ثقيلا
بعد المشيب وبعد أيام الضنى يأتيه أجر بالقروش هزيلا
ردوا له بعض الجميل فإنما شكر الجميل بأن يرد جميلا
ردوا المكائد لا أنارت أعين تزري المعلم أو تراه عليلا
رحم الإله زمان خير قد مضى نال الوقار وحصل التبجيلا
والجيل في أيامنا قد أسرفوا فأقم عليهم مأتما وعويلا
إن المعلم ثروة طابت لها أرض البلاد فجملت تجميلا
يا رب عفوك للمعلم إنه يمحو غباء لم يرد تحويلا
ويفت صخر الأغبياء بمعول حتى يؤصل علمه تأصيلا
ويحول الأرض البوار لجنة فالعقل ينفي بالذكاء خمولا
والحوت يسأل للمعلم رفعة والنمل ترجو للدعاء قبولا
ومن الملائكة الكرام تحية والله يوهب فضله المأمولا
حسب المعلم ان يكون منارة يبقى على الخير العظيم دليلا
حسب المعلم أن يكون سفينة ترسو بنا فوق النجاة مثولا
حسب المعلم أن يكون هداية للناس في قيظ الحياة ظليلا
حسب المعلم أن يجود بعلمه حاشا المعلم أن يكون يخيلا
إن ترفعوا قدر المعلم ساعة فلتربحوا عز الحياة طويلا
أو تظهروا فيه المعابة لحظة فلترقبوا عيشا هناك ذليلا