أنا أعرف كيف أسلي الأطفال.. قليلون هم الذين يملكون هذه الموهبة، لكني
أؤكد لك أنني أملكها وأعرف ما أفعله.
من الممكن أن تأخذ أطفالك لمدينة الملاهي وتنفق مبلغاً ضخماً وتعتبر
نفسك مسلياً، لكن – صدقني – ليس هذا كل شيء.. من المهم أن تتضمن الجولة
التثقيف والمعرفة وفهم الحياة. لقد أقنعت جيراني بهذا فوثقوا بي بشدة..
لهذا ولأنني أعرف كيف أسلي الأطفال، أخذت أولادي وثلاثة من أولاد
الجيران إلى المتحف المصري، وشرحت لهم كل شيء عن حضارة العمارنة وكيف
استطاع كهنة آمون أن يعيدوا عبادة أمون ويقضوا على آثار العمارنة.
كان تأثر الأطفال واضحاً بهذا الشرح العلمي.. بل إنني رأيت الدموع في
عيونهم من فرط الإعجاب. أما عن تأثير المومياوات الفرعونية في تلك
القاعة خافتة الإضاءة على ابنة الجيران ذات الخمسة أعوام، فقد كان
تأثيراً يدير الرؤوس حقاً.
بعد هذا أخذتهم لمتحف محمد محمود خليل، حيث رأوا لوحات الفن التأثيري..
علمتهم معنى الفن الفلامنكي ودور فلاسكويز وجويا في إثراء الفن
الإسباني. كان الانبهار شديداً.. والأجمل أنني نجحت في منعهم قبل أن
يرسموا بالقلم شوارب على لوحات ديلاكروا الأصلية.
أما في اليوم الذي أخذتهم إلى الإسكندرية، فقد حرصت على أن يدخلوا
القبة السماوية ويروا حركة الأفلاك وخسوف الشمس.. لا شك أني كنت مبهراً
لأني سمعت طفلة في السابعة تنهنه في الظلام.. يبدو أن المشهد كان أقوى
منها.بعد هذا متحف الأحياء المائية.. ثم جلست على الكورنيش أحكي لهم
قصصاً من التراث الصيني.. ولما جاء المساء أخذتهم ليروا فيلماً عن حرب
فيتنام.. أنا أحب حرب فيتنام لهذا أعرف أنهم سيحبونها.
عدت للبيت فخوراً راضياً عن نفسي بشدة.. لقد قدمت للأطفال نزهة ثقافية
ممتازة..
في عطلة الأسبوع التالي أخذت الأولاد عازماً على أن يتضمن برنامج اليوم
قصر محمد علي وربما برج القاهرة. توقفنا في مساحة ترابية خالية من
المباني لنلتقط أنفاسنا قليلاً، هنا فوجئت بأول طفل يتسلل في هدوء
وخلسة.. ثم انضم له طفل آخر فثالث..
النشاط الذي قاموا به هو ركل علبة مياه غازية فارغة كأنها كرة، وسرعان
ما تكون فريقان وصار هناك مرمى وحارس مرمى، وتصاعدت الصيحات المرحة..
من الغريب أنني لم أسمعهم يضحكون بهذا المرح عندما كنت أقوم بالجولات
الثقافية.
ناديت ابنتي وسألتها في غيظ عن الوقت الذي سينهون فيه هذا الهراء،
فقالت محنقة:
«نحن مستمتعون فعلاً.. فقط اتركنا وشأننا !»
فلما ناديت أخاها اعترف لي في خجل بأنهم يتعذبون بسبب جولاتي التثقيفية
تلك، وهم بالتأكيد يتمنون أن أتركهم وشأنهم.. وقالت ابنتي: «أنت تريد
زيارة تلك الأماكن لأنها تروق لك.. فلتفعل هذا وحدك !»
هذا لن يكون.. الأطفال مخلوقات حمقاء كالدجاج لا تعرف مصلحتها ولا ما
هو أفضل لها، وعندما أقول أنا إن الأطفال يستمتعون بالجولات الثقافية
أكثر من ركل علبة مياه غازية، فأنا على حق..
هكذا شخطت في الأطفال، وأخذت العلبة وطوحتها بعيداً، ثم أرغمتهم على
ركوب السيارة: «سوف نزور قصر محمد علي.. وسوف نستمتع!.. مفهوم ؟»
نعم.. أنا خبير في الترفيه.. وأعرف كيف أجعل الأطفال يستمتعون، لكن
ذكروني في المرة القادمة أن أجلب معي عصا غليظة لأعاقب بها أي صبي
يعتقد أن ركل علبة فارغة أمتع من زيارة المتحف المصري. إن الخراف
الضالة بحاجة إلى عصا الراعي دائماً
أؤكد لك أنني أملكها وأعرف ما أفعله.
من الممكن أن تأخذ أطفالك لمدينة الملاهي وتنفق مبلغاً ضخماً وتعتبر
نفسك مسلياً، لكن – صدقني – ليس هذا كل شيء.. من المهم أن تتضمن الجولة
التثقيف والمعرفة وفهم الحياة. لقد أقنعت جيراني بهذا فوثقوا بي بشدة..
لهذا ولأنني أعرف كيف أسلي الأطفال، أخذت أولادي وثلاثة من أولاد
الجيران إلى المتحف المصري، وشرحت لهم كل شيء عن حضارة العمارنة وكيف
استطاع كهنة آمون أن يعيدوا عبادة أمون ويقضوا على آثار العمارنة.
كان تأثر الأطفال واضحاً بهذا الشرح العلمي.. بل إنني رأيت الدموع في
عيونهم من فرط الإعجاب. أما عن تأثير المومياوات الفرعونية في تلك
القاعة خافتة الإضاءة على ابنة الجيران ذات الخمسة أعوام، فقد كان
تأثيراً يدير الرؤوس حقاً.
بعد هذا أخذتهم لمتحف محمد محمود خليل، حيث رأوا لوحات الفن التأثيري..
علمتهم معنى الفن الفلامنكي ودور فلاسكويز وجويا في إثراء الفن
الإسباني. كان الانبهار شديداً.. والأجمل أنني نجحت في منعهم قبل أن
يرسموا بالقلم شوارب على لوحات ديلاكروا الأصلية.
أما في اليوم الذي أخذتهم إلى الإسكندرية، فقد حرصت على أن يدخلوا
القبة السماوية ويروا حركة الأفلاك وخسوف الشمس.. لا شك أني كنت مبهراً
لأني سمعت طفلة في السابعة تنهنه في الظلام.. يبدو أن المشهد كان أقوى
منها.بعد هذا متحف الأحياء المائية.. ثم جلست على الكورنيش أحكي لهم
قصصاً من التراث الصيني.. ولما جاء المساء أخذتهم ليروا فيلماً عن حرب
فيتنام.. أنا أحب حرب فيتنام لهذا أعرف أنهم سيحبونها.
عدت للبيت فخوراً راضياً عن نفسي بشدة.. لقد قدمت للأطفال نزهة ثقافية
ممتازة..
في عطلة الأسبوع التالي أخذت الأولاد عازماً على أن يتضمن برنامج اليوم
قصر محمد علي وربما برج القاهرة. توقفنا في مساحة ترابية خالية من
المباني لنلتقط أنفاسنا قليلاً، هنا فوجئت بأول طفل يتسلل في هدوء
وخلسة.. ثم انضم له طفل آخر فثالث..
النشاط الذي قاموا به هو ركل علبة مياه غازية فارغة كأنها كرة، وسرعان
ما تكون فريقان وصار هناك مرمى وحارس مرمى، وتصاعدت الصيحات المرحة..
من الغريب أنني لم أسمعهم يضحكون بهذا المرح عندما كنت أقوم بالجولات
الثقافية.
ناديت ابنتي وسألتها في غيظ عن الوقت الذي سينهون فيه هذا الهراء،
فقالت محنقة:
«نحن مستمتعون فعلاً.. فقط اتركنا وشأننا !»
فلما ناديت أخاها اعترف لي في خجل بأنهم يتعذبون بسبب جولاتي التثقيفية
تلك، وهم بالتأكيد يتمنون أن أتركهم وشأنهم.. وقالت ابنتي: «أنت تريد
زيارة تلك الأماكن لأنها تروق لك.. فلتفعل هذا وحدك !»
هذا لن يكون.. الأطفال مخلوقات حمقاء كالدجاج لا تعرف مصلحتها ولا ما
هو أفضل لها، وعندما أقول أنا إن الأطفال يستمتعون بالجولات الثقافية
أكثر من ركل علبة مياه غازية، فأنا على حق..
هكذا شخطت في الأطفال، وأخذت العلبة وطوحتها بعيداً، ثم أرغمتهم على
ركوب السيارة: «سوف نزور قصر محمد علي.. وسوف نستمتع!.. مفهوم ؟»
نعم.. أنا خبير في الترفيه.. وأعرف كيف أجعل الأطفال يستمتعون، لكن
ذكروني في المرة القادمة أن أجلب معي عصا غليظة لأعاقب بها أي صبي
يعتقد أن ركل علبة فارغة أمتع من زيارة المتحف المصري. إن الخراف
الضالة بحاجة إلى عصا الراعي دائماً