28 - أدب التعزية والمواساة والدعاء للميت بالرحمة والغفران
عند تعزيتك ومواساتك أخاك أوقريبك أوأحد معارفك بمصابه ، يستحب أن تدعو لأخيك الميت ، بمثل ما دعا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي سلمة رضي الله عنه حين توفي وعزى به أهله :
"اللهم اغفر لأبي سلمة ، وارفع درجته في المهديين ، واخلفه في عقبه في الغابرين –أي كن له خليفة في ذريته الباقين من أسرته - ، واغفر لنا وله يا رب العالمين ، وآفسح له في قبره ، ونور له فيه ". رواه مسلم .
ويحسن أن يكون حديثك مع المعزى فيما يتصل بتخفيف وقع المصيبة، بذكر أجرها وأجر الصبر عليها،وأن الحياة الدنيا فانية منقضية، وأن الآخرة هي داز القرار. ويحسن ذكر بعض الآيات الكريمة، والأحاديث الشريفة المذكرة بذلك ، وذكر بعض الكلمات البليغة لبعض السلف ، فتذكر مثل قول الله لعالى:"وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجغون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك المهتدون". ومثل قوله سبحانه :"كل نفس ذائقة وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلأ متاع الغرور". و مثل قوله تعالى:"كل من عليها فان ، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام" .
وتذكر مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم : "اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها" . رواه مسلم وغيره ، ومثل قوله عليه الصلاة والسلام : "إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى". رواه البخاري ومسلم . ومثل قوله صلى الله عليه وسلم في توديعه لابنه إبراهيم عليه السلام حين توفي : "إن العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون " . رواه البخاري ومسلم .
ومن المناسب أن تذكر من أقوال السلف في شأن التعزية وتهوين وقع المصاب ، أن سيدنا عمر رضي الله عنه كان يقول : كل يوم يقال : مات فلان وفلان ، ولا بد من يوم يقال فيه : مات عمر.
وتذكر قول الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه : إن رجلا ليس بينه وبين أبيه آدم أب حي لعريق في الموت. وقول التابعى الجليل الحسن البصري رحمه الله تعالى : يا ابن آدم ، إنما أنت أيام ، كلما ذهب يوم ذهب بعضك . وقوله أيضا: إن الثه لم يجعل للمؤمنين راحة دون الجنة . وقول مالك بن دينار تلميذ الحسن البصري رحمهما الله تعالى : عرس المتقين يوم القيامة . قال الشاعر:
وإنا لنفرح بالأيام نقطعها وكل يوم مضى يدني من الأجل
ومن لطيف الشعر الذي قيل في حال التعزية قول ا لقائل :
إنا نعزيك لا أنا على ثقة من الحياة ولكن سنة الدين
فما المعزى بباق بعد ميته ولا المعزي وإن عاشا إلى حين
ومن لطيف ما يناسب المقام قول القائل :
نموت ونحيا كل يوم وليلة ولابد من يوم نموت ولا نحيا
وقول آخر وقد صور الحياة والغفلة عن نهايتها صورة صادقة :
وإنا لفي الدنيا كركب سفينة نظن وقوفا والزمان بنا يجري !
ودعاني إلى ذكر هذه الأقوال الكريمة من الايات والأحاديث وما بعدها، التي يلائم التحدث بها في حال التعزية، أني شاهدت بعض الأفراد يتناولون في خلال التعزية للمصاب بفقد قريب أو حبيب : أحاديث ناشزة عن الحال التى عليها المعزى المكلوم القلب ، مما ئستثقل ظله وتنفر منه الطبيعة الحزينة، وهذا خلاف الذوق والأدب في الإسلام .
29 - أدب المجالسة والمحادثة في خفض الصوت ، وموضوع الحديث ، وخطاب المتحدث إليه
ومن أدب المجالسة أنك إذا حادثت ضيفك أوأحدا من الناس ، فليكن صوتك لطيفا خفيضا، وليكن جهرك بالكلام على قدر الحاجة، فإن الجهر الزائد عن الحاجة يخل بأدب المتحدث ، ويدل على قلة الاحترام للمتحدث إليه . وهذا الأدب تنبغي مراعاته مع الصديق والمثيل ، ومع من تعرفه ومن لا تعرفه ، ومع الأصغرمنك والأكبر، وتزداد مراعاته تأكيدا مع الوالدين أومن في مقامهما، ومع من تعظمه من الناس الأفاضل والأكابر وإليك بعض النصوص التي تدعو إلى ذلك :
ففي القرآن الكريم في وصية لقمان الحكيم رضي الله عنه لابنه :"واغضض من صوتك". أي : اخفض منه ولا ترفعه عاليا إذا حادثت الناس ، فإن الجهر الزائد بالصوت منكروقبيح .
وفي "صحيح البخاري "قال عبد الله بن الزبير، بعد أن نزلت آية :"ياأيها الذين آمنوا لا ترفعواصواتكم فوق صوت النبي ، ولاتجهروا له بالقول كجهر به لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لاتشعرون . إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين إمتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم": كان عمربن الخطاب - بعد نزول هذه الاية - إذا حدث النبي صلى الله عليه وسلم بحديث ، حدثه كأخي السرار -أي كالمناجي المتحدث بسر-، لم يسمعه حتى يستفهمه ، يخفض صوته ويبالغ حتى يحتاج إلى استفهامه عن بعض كلامه ".
وحكى الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى: في ترجمة الإمام محمد ابن سيرين أحد التابعين والأئمة الأجلة الفقهاء: "قال بكاربن محمد عن عبدالله بن عون : إن محمد بن سيرين ، كان -إذا كان عند أمه - لورآه رجل لا يعرفه : ظن أن به مرضا من خفض كلامه عندها".
وحكى الحافظ الإمام الذهبي أيضا، في ترجمة (عبد الله بن عون البصري ) تلميذ الإمام ابن سيرين وأحد الأئمة الأعلام : "أن أمه نادته ، فعلا صوته صوتها، فخاف فأعتق رقبتين " .
وقال عاصم بن بهدلة الكوفي المقرىء صاحب القراءة المعروفة: دخلت على عمربن عبد العزيز، فتكلم عنده فرفع صوته ، فقال عمر: مه ، كف ، بحسب الرجل من الكلام ما أسمع أخاه أوجليسه .
30- أدب المجالسة مع الجليس بالإصغاء لحديثه ولو كنت تعرفه
ومن أدب المجالسة أيضا: أنك إذا حدثك جليسك بحديث ظنك لم تعرفه -وكنت تعرفه -، فلا تخجله بإظهار معرفتك له ، ولا تداخله فيه ، وأبد له اهتمامك وإصغاءك . قال التابعي الجليل الإمام عطاء أبي رباح : إن الشاب ليحدثني بحديث ، فأستمع له كأني لم أسمعه ، ولقد سمعته قبل أن يولد.
وقال خالد بن صفوان التميمي جليس الخليفة عمر بن عبد العزيز وهشام بن عبد الملك : إذا رأيت محدثا يحدث حديثا قد سمعته ، أو يخبربخبرقد علمته ، فلا تشاركه فيه ، حرصا على أن يعلم من حضرك أنك قد علمته ، فإن ذلك خفة منك ، وسوء أدب . وقال الإمام الجليل عبد الله بن وهب القرشي المصري ، صاحب الإمام مالك والليث بن سعد والثوري وغيرهم : إني لأسمع من الرجل الحديث قد سمعته قبل أن يجتمع أبواه -يعني : قبل ولادته ووجوده - فأنصت له كأني لم أسمعه .
وقال إبراهيم بن الجنيد: قال حكيم لابنه : تعلم خسن الاستماع ، كما تتعلم حسن الكلام ، فإن حسن الاستماع إمهالك للمتكلم حتى يفضي إليك بحديثه ، وإقبالك بالوجه والنظر عليه ، وترك المشاركة له في حديث أنت تعرفه .
وأنشد الحافظ الخطيب البغدادي في هذا المقام :
ولا تشارك في الحديث أهله وإن عرفت فرعه وأصله.
31- أدب المجالسة في الاستفسار عما يشكل عليك أوتناقش فيه ، ومتى تناقش ؟ وحسن المناقشة في التعلم
ومن أدب المجالسة أيضا: أنك إذا أشكل عليك شيء من حديث محدثك ، فاصبرعليه حتى ينتهي من الحديث ، ثم استفهم منه بأدب ولطف وتمهيد حسن
للاستفهام ، ولا تقطع عليه كلامه أثناء الحديث ، فإن ذلك يخل بأدب الاستماع ، ويحرك في النفس الكراهة، إلا إذا المجلس مجلس دراسة وتعلم ، فإن له حينئذ شأنا آخرويحسن فيه السؤال والمناقشة عند تمام الجملة أو المعنى الذي يشرحه المعلم ، وينبغي أن تكون المناقشة فيه بأدب وكياسة قال الخليفة المأمون : العلم على المناقشة، أثبت منه على المتا بعة .
وقال الهيثم بن عدي أحد العلماء الأدباء المؤرخين وجليس الخليفة أبي جعفر المنصور والمهدي والهادي والرشيد: قالت الحكماء:من الأخلاق السيئة مغالبة الرجل على كلامه ، والاعتراض فيه لقطع حديثه .
عند تعزيتك ومواساتك أخاك أوقريبك أوأحد معارفك بمصابه ، يستحب أن تدعو لأخيك الميت ، بمثل ما دعا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي سلمة رضي الله عنه حين توفي وعزى به أهله :
"اللهم اغفر لأبي سلمة ، وارفع درجته في المهديين ، واخلفه في عقبه في الغابرين –أي كن له خليفة في ذريته الباقين من أسرته - ، واغفر لنا وله يا رب العالمين ، وآفسح له في قبره ، ونور له فيه ". رواه مسلم .
ويحسن أن يكون حديثك مع المعزى فيما يتصل بتخفيف وقع المصيبة، بذكر أجرها وأجر الصبر عليها،وأن الحياة الدنيا فانية منقضية، وأن الآخرة هي داز القرار. ويحسن ذكر بعض الآيات الكريمة، والأحاديث الشريفة المذكرة بذلك ، وذكر بعض الكلمات البليغة لبعض السلف ، فتذكر مثل قول الله لعالى:"وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجغون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك المهتدون". ومثل قوله سبحانه :"كل نفس ذائقة وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلأ متاع الغرور". و مثل قوله تعالى:"كل من عليها فان ، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام" .
وتذكر مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم : "اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها" . رواه مسلم وغيره ، ومثل قوله عليه الصلاة والسلام : "إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى". رواه البخاري ومسلم . ومثل قوله صلى الله عليه وسلم في توديعه لابنه إبراهيم عليه السلام حين توفي : "إن العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون " . رواه البخاري ومسلم .
ومن المناسب أن تذكر من أقوال السلف في شأن التعزية وتهوين وقع المصاب ، أن سيدنا عمر رضي الله عنه كان يقول : كل يوم يقال : مات فلان وفلان ، ولا بد من يوم يقال فيه : مات عمر.
وتذكر قول الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه : إن رجلا ليس بينه وبين أبيه آدم أب حي لعريق في الموت. وقول التابعى الجليل الحسن البصري رحمه الله تعالى : يا ابن آدم ، إنما أنت أيام ، كلما ذهب يوم ذهب بعضك . وقوله أيضا: إن الثه لم يجعل للمؤمنين راحة دون الجنة . وقول مالك بن دينار تلميذ الحسن البصري رحمهما الله تعالى : عرس المتقين يوم القيامة . قال الشاعر:
وإنا لنفرح بالأيام نقطعها وكل يوم مضى يدني من الأجل
ومن لطيف الشعر الذي قيل في حال التعزية قول ا لقائل :
إنا نعزيك لا أنا على ثقة من الحياة ولكن سنة الدين
فما المعزى بباق بعد ميته ولا المعزي وإن عاشا إلى حين
ومن لطيف ما يناسب المقام قول القائل :
نموت ونحيا كل يوم وليلة ولابد من يوم نموت ولا نحيا
وقول آخر وقد صور الحياة والغفلة عن نهايتها صورة صادقة :
وإنا لفي الدنيا كركب سفينة نظن وقوفا والزمان بنا يجري !
ودعاني إلى ذكر هذه الأقوال الكريمة من الايات والأحاديث وما بعدها، التي يلائم التحدث بها في حال التعزية، أني شاهدت بعض الأفراد يتناولون في خلال التعزية للمصاب بفقد قريب أو حبيب : أحاديث ناشزة عن الحال التى عليها المعزى المكلوم القلب ، مما ئستثقل ظله وتنفر منه الطبيعة الحزينة، وهذا خلاف الذوق والأدب في الإسلام .
29 - أدب المجالسة والمحادثة في خفض الصوت ، وموضوع الحديث ، وخطاب المتحدث إليه
ومن أدب المجالسة أنك إذا حادثت ضيفك أوأحدا من الناس ، فليكن صوتك لطيفا خفيضا، وليكن جهرك بالكلام على قدر الحاجة، فإن الجهر الزائد عن الحاجة يخل بأدب المتحدث ، ويدل على قلة الاحترام للمتحدث إليه . وهذا الأدب تنبغي مراعاته مع الصديق والمثيل ، ومع من تعرفه ومن لا تعرفه ، ومع الأصغرمنك والأكبر، وتزداد مراعاته تأكيدا مع الوالدين أومن في مقامهما، ومع من تعظمه من الناس الأفاضل والأكابر وإليك بعض النصوص التي تدعو إلى ذلك :
ففي القرآن الكريم في وصية لقمان الحكيم رضي الله عنه لابنه :"واغضض من صوتك". أي : اخفض منه ولا ترفعه عاليا إذا حادثت الناس ، فإن الجهر الزائد بالصوت منكروقبيح .
وفي "صحيح البخاري "قال عبد الله بن الزبير، بعد أن نزلت آية :"ياأيها الذين آمنوا لا ترفعواصواتكم فوق صوت النبي ، ولاتجهروا له بالقول كجهر به لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لاتشعرون . إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين إمتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم": كان عمربن الخطاب - بعد نزول هذه الاية - إذا حدث النبي صلى الله عليه وسلم بحديث ، حدثه كأخي السرار -أي كالمناجي المتحدث بسر-، لم يسمعه حتى يستفهمه ، يخفض صوته ويبالغ حتى يحتاج إلى استفهامه عن بعض كلامه ".
وحكى الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى: في ترجمة الإمام محمد ابن سيرين أحد التابعين والأئمة الأجلة الفقهاء: "قال بكاربن محمد عن عبدالله بن عون : إن محمد بن سيرين ، كان -إذا كان عند أمه - لورآه رجل لا يعرفه : ظن أن به مرضا من خفض كلامه عندها".
وحكى الحافظ الإمام الذهبي أيضا، في ترجمة (عبد الله بن عون البصري ) تلميذ الإمام ابن سيرين وأحد الأئمة الأعلام : "أن أمه نادته ، فعلا صوته صوتها، فخاف فأعتق رقبتين " .
وقال عاصم بن بهدلة الكوفي المقرىء صاحب القراءة المعروفة: دخلت على عمربن عبد العزيز، فتكلم عنده فرفع صوته ، فقال عمر: مه ، كف ، بحسب الرجل من الكلام ما أسمع أخاه أوجليسه .
30- أدب المجالسة مع الجليس بالإصغاء لحديثه ولو كنت تعرفه
ومن أدب المجالسة أيضا: أنك إذا حدثك جليسك بحديث ظنك لم تعرفه -وكنت تعرفه -، فلا تخجله بإظهار معرفتك له ، ولا تداخله فيه ، وأبد له اهتمامك وإصغاءك . قال التابعي الجليل الإمام عطاء أبي رباح : إن الشاب ليحدثني بحديث ، فأستمع له كأني لم أسمعه ، ولقد سمعته قبل أن يولد.
وقال خالد بن صفوان التميمي جليس الخليفة عمر بن عبد العزيز وهشام بن عبد الملك : إذا رأيت محدثا يحدث حديثا قد سمعته ، أو يخبربخبرقد علمته ، فلا تشاركه فيه ، حرصا على أن يعلم من حضرك أنك قد علمته ، فإن ذلك خفة منك ، وسوء أدب . وقال الإمام الجليل عبد الله بن وهب القرشي المصري ، صاحب الإمام مالك والليث بن سعد والثوري وغيرهم : إني لأسمع من الرجل الحديث قد سمعته قبل أن يجتمع أبواه -يعني : قبل ولادته ووجوده - فأنصت له كأني لم أسمعه .
وقال إبراهيم بن الجنيد: قال حكيم لابنه : تعلم خسن الاستماع ، كما تتعلم حسن الكلام ، فإن حسن الاستماع إمهالك للمتكلم حتى يفضي إليك بحديثه ، وإقبالك بالوجه والنظر عليه ، وترك المشاركة له في حديث أنت تعرفه .
وأنشد الحافظ الخطيب البغدادي في هذا المقام :
ولا تشارك في الحديث أهله وإن عرفت فرعه وأصله.
31- أدب المجالسة في الاستفسار عما يشكل عليك أوتناقش فيه ، ومتى تناقش ؟ وحسن المناقشة في التعلم
ومن أدب المجالسة أيضا: أنك إذا أشكل عليك شيء من حديث محدثك ، فاصبرعليه حتى ينتهي من الحديث ، ثم استفهم منه بأدب ولطف وتمهيد حسن
للاستفهام ، ولا تقطع عليه كلامه أثناء الحديث ، فإن ذلك يخل بأدب الاستماع ، ويحرك في النفس الكراهة، إلا إذا المجلس مجلس دراسة وتعلم ، فإن له حينئذ شأنا آخرويحسن فيه السؤال والمناقشة عند تمام الجملة أو المعنى الذي يشرحه المعلم ، وينبغي أن تكون المناقشة فيه بأدب وكياسة قال الخليفة المأمون : العلم على المناقشة، أثبت منه على المتا بعة .
وقال الهيثم بن عدي أحد العلماء الأدباء المؤرخين وجليس الخليفة أبي جعفر المنصور والمهدي والهادي والرشيد: قالت الحكماء:من الأخلاق السيئة مغالبة الرجل على كلامه ، والاعتراض فيه لقطع حديثه .